محتويات
الحملة الصليبية الثالثة
الحملات الصليبية
مجموعة من الحملات والحروب الصليبيه التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر
حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان،
وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه
الحملة الصليبية الثالثة
- الأوضاع في المنطقة قبيل مقدم الحملة الثالثة: كانت مصر ميدانا ً للصراع بين الصليبيين ونور الدين زنكي بسبب التراجع والأنهيار الذي أصاب الدولة الفاطمية ،فنور الدين يريد أن يضم مصر إلى الجبهة الإسلامية والاستيلاء عليها للتصدر للصليبيين ،والصليبيون أرادوا تعويض هزائمهم أمام نور الدين بالتطلع إلى مصر.
- صراع الوزراء في مصر: أرسل نور الدين قائده أسد الدين (شيركوه) ومعه ابن أخيه (صلاح الدين الأيوبي) لنجدة الوزير (شاور بن مجير السعدي) ضد الوزير (ضرغام) الذي استدعى (عموري) ملك بيت المقدس لنصرته ،فانتصر شاور وبدأ بالتنكر لشيركوه وطلب منه مغادرة مصر فاحتل شيركوه (بلبيس والشرقية) فاستنجد شاور بملك بيت المقدس فسارع إلى نجدته فضغط نور الدين على الصليبيين في بلاد الشام فاسرع عموري بالعودة إلى بيت المقدس فاتفق الطرفان على ترك مصر وشأنها سنة 559هـ 1164م.
- عوامل دفعت نور الدين زنكي للتركيز على الاستيلاء على مصر:
- خوفا من سقوطها في يد الصليبيين.
- الخلاف المذهبي مع الفاطميين مما سبب الفرقة بين المسلمين.
- تحيز السلاجقة وبالذات نور الدين زنكي للمذهب السني والخلافة العباسية.
1)https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1249/
- العودة مرة ثانية للصراع على مصر: استنجد الخليفغة الفاطمي (العاضد) بنور الدين زنكي للخلاص من الوزير شاور فتدخل عموري وعادة الجولات السابقة بين النور الدين وعموري لكن عموري استطاع هذه المرة أن يحقق بعض النتائج:
- دفع الفاطميين له جزية سنوية 100 ألف دينار.
- بقاء قوة صليبية تحمي أبواب القاهرة.
- تعيين مندوب (سحنه) للملك الصليبي لتدخل في شؤون مصر.
- البحث الصليي عن تحالف بيزنطي للاسيتلاء على مصر: تحالف عموري والإمبراطور البيزنطي في الهجوم على مصر لأن شاور تنكر لإلتزاماته المالية للصليبيين لكن الإمبراطور البيزنطي كان مشغولا ً في ترتيب أوضاع البلقان فطلب إمهاله بعض الوقت ولكن عموري هاجم مصر فاستنجد شاور بضغط من الرأي العام بنور الدين زنكي ففشل عموري في مهاجمته لمصر للمرة الرابعة وذلك بإتحاد المسلمين ضده وذلك عام 1169م 564 هـ.
- شيركوه وزيرا ً في مصر: فرح أهل مصر بمقدمه وخلع عليه الخليفة الفاطمي خلعة الوزارة وسماه بـ (المنصور) فشكى أهل مصر من شاور فتم قتله وولده الكامل وقد شارك الخليفة الفاطمي بالتخلص منه 564هـ 1169م ،بعدها توفي أسد الدين شيركوه بعد شهرين من دخوله القاهرة وخلفه في الوزارة أبن أخيه صلاح الدين الأيوبي.
- ظهور صلاح الدين وبروزه: استمال الناس في القاهرة وقتل رئيس البلاط في قصر الخليفة الفاطمي وكان خصيا ً نوبيا ً اسمه (مؤتمن الخليفة) الذي دبر مؤامرة للاتصال بعموري كما أبعد صلاح الدين بإبعاده هذا النوبي جميع الخدم الخصيان السودان عن مقر الخلافة وكانوا قرابة 50 ألف وأرسل أخاه (توران شاه) خلفهم فأبادهم ،وكذلك فعل بحرس الخليفة الأرمن وقضى على كبار الإقطاعيين مما أضعف أمر الخليفة الفاطمي العاضد.
- حملة بيزنطية صليبية جديدة على مصر: جرد الإمبراطور البيزنطي (إيمانويل كومنيين) وعموري ملك بيت المقدس سنة 565هـ 1169م حملة مشتركة على مصر لكنها فشلت فشلا ً ذريعا ً فتدعم موقف صلاح الدين في مصر وقفدت الخلافة الفاطمية آخر أمل للتخلص من قبضته القوية.
- سقوط الخلافة الفاطمية: كان تردد صلاح الدين في القضاء على الفاطميين بسبب تخوفه من نوايا نور الدين زنكي الذي أخذ يشعر بتغير موقفه منه وأنه بات يحسده على انتصاراته في مصر وكان نور الدين يلح على صلاح الدين الدين بالقضاء على الخلافة الفاطمية والدعاء للخليفة العباسي (المستضيء) وكان صلاح الدين يتحجج بتخوفه من أنصار الفاطميين بمصر ،وأخيرا ً أرسل نور الدين إنذارا ً أخيرا لصلاح الدين بالقضاء عليهم وكان صلاح الدين يريد البقاء عليهم لاستغلالهم عند الحاجة إذا تأزم الموقف بينه وبين نور الدين وأخيرا ً تم ذلك في أول جمعه من عام 567هـ حيث دعي للخليفة العباسي مكان الفاطمي ومات العاضد الفاطمي بعد ثلاثة أيام دون أن يعلم بخلعه وزوال خلافته.
- قيام الدولة الأيوبية وقيادتها للصراع مع الصليبيين: انتهى التوتر بين صلاح الدين ونور الدين زنكي بموت الأخير سنة 569هـ 1174م فوسع صلاح الدين دولته حتى وصل إلى حلب عام 579هـ 1183م وكذلك ضعفت مملكة بيت المقدس بمرض بملكها بلدوين الرابع بالجذام فاستولى صلاح الدين على بعض المعاقل الصليبية واصبح يشدد ضرباته عليهم خصوصا ً بعد استيلائه على حلب.
- أرناط يعجل بالحرب الشاملة ضد الصليبيين: كان الأمير الصليبي أرناط (رينالد) صاحب حصن الكرك مستفزا ً دائما ً لصلاح الدين بحبه لسلب والنهب وقطع الطريق بين الشام ومصر وتجرأه بمحاولة غزو الحجاز عبر البحر الأحمر فأرسل صلاح الدين أخاه العادل حاكم مصر فدمر أسطول أرناط وكاد أن يقتله ،ثم هادن صلاح الدين الصليبيين ليتمكن من ترتيب دولته وإحلال أبناءه محل أخوته وكذلك استفاد الصليبيون من هذه الهدنة لتصفية كثير من المشاكل التي نشبت بعد وفاة بلدوين الرابع 1185م ولكن أرناط بحماقاته عجل بإثارة الحرب مع صلاح الدين التي جاءت الكارثة على الصليبيين.
- موقعة حطين وأعظم انتصار على الصليبيين: كان من أسباب الاستعجال بهدة المعركة الفاصلة أن أرناط في حصن الكرك انقض عام 582 هـ على قافلة متجهه من القاهرة إلى دمشق فاستولى عليها وأسر رجالها ورفض طلب صلاح الدين وملك بيت المقدس جاي لوز بالإفراج عليها فبدأ صلاح الدين بالدعوة إلى الجهاد والتعبئة العامة ،فدارت المعركة الأولى بين المسلمين والصليبيين بقيادة ملك بيت المقدس قرب صفورية فانتصر المسلمون انتصارا عظيما ً ثم تجمعت الجيوش عند طبرية حيث سار الصليبيون في ظروف سيئة سنة 583 هـ يوليو 1187م بحرارة الجو وقلة المياه وفي 4 يوليو دارت المعركة فحاط بهم المسلمون وقتلوا معظمهم وانتصر المسلمون وأسر الملك جاي لوز جنان وأرناط ومقدم الداوية فقتل أرناط وفاء لقسم صلاح الدين وأكرم استقبال الآخرين.
- تأجيل استعادة القدس: آثر صلاح الدين أن يتجه إلى الموانئ الساحلية قبل القدس لهدفين:
- ليحرم الصليبيين أية معونة تأتيهم عن طريق البحر من الغرب.
- أن يهيأ اتصالا ً سريعا ً بحريا ً مع قاعدته في مصر.
وكانت السياسة الرحيمة التي اتبعها مع عكا ساعدته على الاستيلاء على المدن الساحلية الداخلية مثل الناصرة وقسارية وحيفا وصفورية ويافا وصرفند وصيدا وبيروت وجبيل وعسقلان ،وكان من الخطأ الذي ارتكبه صلاح الدين أن خير أهل تلك المدن بالبقاء أو الرحيل فرحل كثير منهم إلى صور مما شكل فيها قوة استحالة معها الاستيلاء عليها واتخذت مركزا ً لإحياء مملكة بيت المقدس فيما بعد.
- استعادة بيت المقدس: اتجه صلاح الدين إلى بيت المقدس بعد أن استعصت عليه صور ،فعاند أهل بيت المقدس في تسليمها فاقسم إن يفتحها بحد السيف وبدأ في مهاجتمها فأدرك أهلها صعوبة الدفاع عنها فطلبوا الأمان ووافق صلاح الدين على أن يسمح لهم بالخروج مقابل فداء معين عن كل رجل وامرأة وطفل فدخلها يوم الجمعة 2 أكتوبر 1187م 583هـ وكان يوم ذكرى الإسراء والمعراج فاحتفل المسلمون واحسنوا معاملة الصليبيين وأشاد بذلك المؤرخين الأوروبيين بتسامح صلاح الدين واصبحوا يعقدون المقارنة بين تعامل المسلمين والصليبيين.
- اصداء سقوط بيت المقدس في الغرب: لم يمر ثلاث سنوات على الهجوم الشامل الذي شنه صلاح الدين على الصليبيين حتى انكمشت الممتلكات الصليبيية في بلاد الشام مما دعا البابا ينادي ملوك أوروبا وامرائها للقيام بحملة صليبية جديدة تسترد بيت المقدس وتثأر للصليبيين ،وقد توفي البابا أوربان الثالث في روما تحت ضغط أخبار معركة حطين وخلفه جريجوري الثامن وقد استجاب لهذه الدعوات البابوية كلا ً من:
- ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا.
- فيليب الثاني أغسطس ملك فرنسا.
- فرد ريك الأول بربروسا إمبراطور ألمانيا.
وقد أختار إمبراطور ألمانيا طريق البر عبر آسيا ويبدو أن حملته تعرضت لمصاعب جمه من جانب الدولة البيزنطية والسلاجقة وانتهى الأمر بغرق الإمبراطور الألماني في أحد أنهار آسيا وتشتت حلته ،فيما سلك ملك فرنسا وملك إنجلترا طريق البحر ،فوصل فيليب أغسطس فتزعم الصليبيين الذي يحاصرون عكا وزادت قوتهم بوصول رتشارد قلب الأسد مما اضطر الحامية الإسلامية إلى التسليم في حين لم تفد الحملات التي شنها صلاح الدين لإنقاذها.
- خلافات قائدي الحملة الصليبية: بدأت الجولات بين صلاح الدين والقادمون الجدد تتجدد في أكثر من جهه إلا أن الخلاف بدأ يدب بين فيليب أغسطس ملك فرنسا وريتشارد ملك إنجلترا وهي خلافات قديمة تجددت في أرض العركة مما دفع فيليب إلى الأعتذار بالمرض وعاد إلى بلاده في أوائل أغسطس 1191 م فيما بقي ريتشارد الذي أبدا شجاعة وتهور في معاركه مع صلاح الدين عدت أهم حلقات الحروب الصليبية خلال السنوات 587 – 588 /1191 – 1192 م وبدأ باستعادة عدة مدن من المسلمون ورغم هزيمة الصليبيين في موقعة (أرسوف) 1191 م 587 هـ إلا أن ريتشارد نظم صفوفهم وفوت الفرصة على صلاح الدين الذي كاد أن يقضي عليهم.
- اللجوء إلى فتح المفاوضات: ادرك ريتشارد أن مشاكل الصليبيين الداخلية كثيرة وأن موقف صلاح الدين قوي ومتين كما أن بلاده في حاجة إليه بعد تحرك عدوه اللدود فيليب أغسطس نحو أملاكه كل ذلك فتح باب المفاوضات مع صلاح الدين.
- صلح الرملة بين ريتشارد وصلاح الدين: صلح الرملة 1192 م 588 هـ ونص على أن يكون للصليبيين المنطقة الساحلية من يافا بما فيها قيسارية وحيفا وأرسوف وما عدا ذلك بما فيه بيت المقدس بأيدي المسلمين وللمسيحيين حق الزيارة بدون سلاح.
- وفاة صلاح الدين ومقتل ريتشارد: بعد الصلح توجه ريتشارد إلى بلاده عبر البحر فتحطمت سفينته فسار متنكرا ً عبر النمسا واكتشف أمره وسلم إلى إمبراطور ألمانيا الذي وضعه في السجن وأطلق سراحه في عام 1199 م بعد أن دفعت إنجلترا فدية كبيرة ثم قتل في معركة ضد فيليب أغسطس سنة 1199 م ،أما صلاح الدين فما لبث أن توفي 589 هـ 1193 م في دمشق بعد مرض قصير ويعد صلاح الدين أعظم شخصية شهدها عصر الحروب الصليبية.
- نتائج الحملة الصليبية الثالثة:
- حافظت للصليبيين على إمارة أنطاكية وطرابلس وعدد من المدن الساحلية وفشلت في إعادة بيت المقدس.
- بذرت هذه الحملة بذور الحملة الرابعة وادت إلى زيادة تسميم العلاقة بين الدولة البيزنطية والغرب الأوروبي.
- حدث تقارب بين المسلمين والمسيحيين كما لم يحدث من قبل أو بعد.
- من أهم النتائج إفلات زمام الحملات الصليبيبة من البابوية واصبح من اختصاص الدولة المدنية العلمانية.
2)ستيفن رانسمان: تاريخ الحروب الصليبية.
3)سعيد عبد الفتاح عاشور: الحركة الصليبية-سهيل زكار: الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية
-كلود كاهن: الشرق والغرب زمن الحروب الصليبية-أنتوني بردج: تاريخ الحروب الصليبية))
4)يوشع براور: عالم الصليبيين-ارنست براكر: الحروب الصليبية-عزيز سوريال عطية: الحروب الصليبية وتأثيرها على العلاقات بين الشرق والغرب.
5)قاسم عبده قاسم: الحروب الصليبية: نصوص ووثائق – ما هي الحروب الصليبية –الخلفية الإيدلوجية للحروب الصليبية.
6)د. عمر يحيى محمد: الحملة الصليبية الأولى: بيزنطيا ً وغربيا ً وإسلاميا ً-محمود سعيد عمران: الحروب الصليبية-مجموعات وترجمات حسن حبشي عن الحروب الصليبية ومؤرخيها
المراجع