محتويات
القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي
فلسطين
دولة فلسطين مصطلح يشير إلى كيانات سياسية نادت بها جهات مختلفة،
أو تنتمي لها كيانات سياسية غير مستقلة حاليًا أو قد يشير البعض به إلى كيانات سياسية سالفة في فلسطين، وتطالب بإنشاءه على جزء أو كل أرض فلسطين التاريخية. وهو الأمر الذي يطمح إليه كثير من الفلسطينيين. لم تكن أي من تلك الكيانات مستقلة حتى الآن
اسرائيل
رسميًا “دولة” إسرائيل، هي دولة تقع في غرب آسيا، وتقع على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط والساحل الشمالي للبحر الأحمر. لها حدود برية مع لبنان من الشمال، وسوريا من الشمال الشرقي، والأردن من الشرق، والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من الشرق والغرب، على التوالي، ومصر من الجنوب الغرب
أولاً: القضية الفلسطينية وتطورها حتى سنة 1948م
ارتبطت القضية منذ بدايتها ارتباطاً وثيقاً بظهور الحركة الصهيونية وفكرها، والصهيونية مشتقة من لفظ “صهيون” وهو اسم تل من تلال القدس والحركة الصهيونية، حركة قديمة حديثة، حيث ظهرت الصهيونية قديماً كنزعة سياسية تدعو لعودة اليهود إلى أرض فلسطين، لإقامة الدولة السياسية وفي القرن التاسع عشر ظهرت الصهيونية كحركة سياسية تهدف إلى عودة اليهود إلى “صهيون” ،وقد عارضت بعض فئات اليهود التي اندمجت في مجتمعات غرب أوروبا وأمريكا الحركة الصهيونية ، في القرن التاسع عشر ورأت هذه الفئات أن حل المشكلة اليهودية هو في اندماج اليهود في المجتمعات التي
يعيشون فيها، كما رفضتها كذلك الحركات الاشتراكية ورأت فيها فكرة عنصرية رجعية وأن الاشتراكية وثورة العمال والفلاحين سوف تحل المشكلة اليهودية، وذلك عن طريق قضائها على أنظمة الحكم الرجعية التي يسيطر عليها الإقطاعيون والرأسماليون، ولكن الصهيونيين شككوا في أن الاشتراكية سوف تستطيع القضاء على التعصب ضد اليهود، وأنه لابد من إنشاء الدولة اليهودية السياسية الحديثة.
وفي أواخر القرن التاسع عشر، نشأت “حركة محبي صهيون ” في مدينة أودسا الروسية تحت زعامة ليو بنسكر وأحدهام وكان هدف هذه الحركة هو: تشجيع هجرة جماعات من اليهود إلى فلسطين واتجهت الحركة إلى إنشاء مستعمرات
يهودية في فلسطين، لتكون هذه المستعمرات مركزاً للأماني الثقافية اليهودية ولا تهدف هذه الحركة إلى تكوين دولة يهودية، وبدأ نجاحها في هذا الأمر ابتداءً من سنة 1880م، وكان سكان هذه المستعمرات، يأتون في غالبهم من دول شرق أوروبا من: روسيا، ورومانيا، وليتوانيا، وكان أدموند روتشلد يقوم بتمويل الهجرة اليهودية، ثم وجدت بعد ذلك هيئة لتوطين اليهود، بزعامة البارون دي هيرش ، وكان اتمامها الأول، شراء الأراضي في فلسطين وتقديم الأموال للمهاجرين، وامتد نشاط “حركة محبي صهيون “، إلى فرنسا وبريطانيا، وإن كانت “حركة محبي صهيون “، تختلف عن الحركة الصهيونية ، في عدم مطالبتها بإنشاء دولة يهودية، وعدم ادعائها السيادة
على فلسطين، “إلا أنها لم تشكل معارضة حقيقية للحركة الصهيونية ، فمن الواضح أن الأهداف الإقليمية التي تتعلق بالوطن في فلسطين، والأهداف الثقافية المتصلة بجعل فلسطين مركزاً ثقافياً لليهود، تقترب إلى حد كبير من الأهداف الصهيونية وتعتبر مقدمة لها”، وقد نجح هرتسل ذلك الزعيم الصهيوني في عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في 29 أغسطس 1897م، واعتبر هرتسل هذا المؤتمر “جميعاً للإرادة اليهودية وتعبيراً عن سيادة الشعب اليهودي، بل وكان مغالياً عندما قال: “إن الدولة اليهودية قد نشأت فعلاً في بازل في 29 أغسطس 1897م”.
وقد كان مؤتمر بازل مجالاً كبيراً للصراع بين أنصار الصهيونية الثقافية “حركة محبي صهيون ” التي تطالب بدعم الثقافة اليهودية عن طريق إنشاء مركز للثقافة اليهودية و إنشاء دولة يهودية في فلسطين .
القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي
نشط هرتسل بعد المؤتمر، وعمل على تنفيذ ما جاء في برنامج بازل ورأى أن فلسطين، هي المكان المناسب لإقامة الدولة اليهودية، ففلسطين في نظره بلد لا توجد فيه الروح المعادية للسامية والدليل على ذلك أن المستعمرات الزراعية في فلسطين مزدهرة، وأن المهاجرين الذين هاجروا إلى فلسطين لم يهرب منهم أحد، وأن اليهود شرقيون بطبيعتهم لكن بعض الصهيونيين، انتقدوا تركيز هرتسل ، على اختيار فلسطين كوطن قومي لليهود، لوجود صعوبات سياسية كبيرة تجعل من الأنسب البحث عن مكان آخر، كما أثاروا ارتفاع أثمان الأراضي في فلسطين، للتنافس بين اليهود على شراء هذه الأراضي.
ولما عجز هرتسل ، في الحصول على ميثاق من الدولة العثمانية، يضمن له
الاستيلاء على فلسطين، بدأ البحث عن أقاليم أخرى ففكر في العريش وسيناء كوطن مؤقت، ومنها يمكن الاتساع صوب فلسطين، ولكن هذا المشروع لقى معارضة من كل من الحكومة المصرية، ومن سلطات الاحتلال البريطاني في القاهرة فاتجه بفكره إلى أوغندة وشرق أفريقيا، وفي نفس الوقت، فكر في قبرص، والأرجنتين، ولما عرض مشروع تهجير اليهود إلى شرق أفريقيا، على المؤتمر الصهيوني السادس الذي عقد في سنة 1903م، وجد معارضة في الغالبية العظمى، ورفض المشروع النهائي في المؤتمر الصهيوني السابع سنة 1907م.
ولما توفي هرتسل في سنة 1904م، تولى رئاسة المنظمة الصهيونية: إسرائيل زانجويل الذي جعل هدفه الرئيسي، هو الحصول على أرض لليهود، تكون مناسبة من حيث الموقع الجغرافي والظروف السياسية، التي تحدد الإقليم الذي
يستعمره اليهود ولقى هذا الاتجاه تأييداً من غرب أوروبا والولايات المتحدة، وعمل زانجويل جاداً للحصول على موافقات حكومية “لتهجير اليهود إلى أوغندة، أو كندا، أو أستراليا، أو أنجولا، ولكنه فشل في هذا الأمر”، على إثر ذلك اتجهت الحركة الصهيونية ، إلى تهجير اليهود بكل السبل إلى فلسطين دون انتظار الموافقات الحكومية اللازمة، والتي ترفض الدولة العثمانية منحها لليهود، “وتكاتف اليهود على اختلاف مذاهبهم على تدعيم هذا الهدف”.
نشطت الحركة الصهيونية بعد ذلك في الحصول على التمويل الكافي للمؤسسات اليهودية التي أنشئت: لشراء الأراضي في فلسطين ولتوطين المهاجرين، وقد تعددت هذه المؤسسات فكانت كل هذه المؤسسات تسعى جادة في الحصول على تأييد الرأي العام في أوروبا الغربية وأمريكا وإقناع الرأي العام العالمي
بمشروعية حقوق اليهود في فلسطين وإنشاء الدولة اليهودية فيها، على أساس اعتبارات دينية وتاريخية وهي اعتبارات باطلة في أساسها .
وفي أثناء الحرب العالمية الأولى (1914- 1918م)، نقلت الصهيونية نشاطها إلى الدولة المحايدة، كسويسرا، والدانمرك، والولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت تدخل في اتصالات مع معسكر الحلفاء، وركزت نشاطها في بريطانيا، وقام وايزمان باتصالات مع الحكومة البريطانية، وقدمت الدعم المالي والكيميائي لبريطانيا الذي ساعدها في إحراز النصر، كما سبقت الإشارة فأصدر وزير خارجية بريطانيا اليهودي، تصريح بالفور في 2 نوفمبر 1917م، والذي تحدثنا عنه سلفاً .
موقف عرب فلسطين من سياسة الانتداب البريطاني:
إزاء الموقف الاستعماري المؤيد للادعاءات الصهيونية الزائفة، وقف عرب فلسطين يناهضون كل ذلك، ورفضوا تصريح بالفور وصك الانتداب وقاموا باضطرابات مسلحة في 1920م و1921م. وتجددت الاضطرابات والثورات الوطنية بعد ذلك مما حدا بالمستر تشرشل وزير المستعمرات البريطاني أن يصدر في يونيو 1922م كتاباً أبيضاً بهدف تهدئة الأحوال في فلسطين، وتوضيح السياسة البريطانية في فلسطين، والتي تقوم على عدم الاتجاه نحو تحويل فلسطين بأكملها إلى وطن قومي لليهود، مع تمسك بريطانيا بنص تصريح بالفور ، وأن اللجنة الصهيونية والوكالة اليهودية، لن تشاركا في إدارة فلسطين ، وأن منطقة شرق الأردن تخرج من نطاق تصرحي بالفور وقد
رفض العرب الكتاب الأبيض بسبب تمسكه بسياسة الوطن القومي اليهودي، وإنكاره حق العرب في الاستقلال، ولكن موقف العرب هذا لم يؤثر على موقف بريطانيا التي حكمت فلسطين بالتعاون مع اليهود الذين سارعوا بقبول الكتاب الأبيض، لأنه يفتح الباب للهجرة اليهودية لنمو الوطن القومي، ولا يمانع من قيام دولة يهودية في المستقبل.
تجددت الاضطرابات بعد ذلك في أماكن مختلفة من فلسطين، وإزاء تفاقم الاضطرابات واستمرارها، أرسلت الحكومة البريطانية في 13 سبتمبر 1929م، لجنة وكانت اللجنة مكونة من القاضي ، وعضوية ثلاثة من أعضاء البرلمان البريطاني، يمثلون الأحزاب البريطانية الثلاثة، لتقصي أسباب هذه الاضطرابات، ووصلت اللجنة إلى فلسطين، وباشرت أعمالها في أواخر أكتوبر 1929م، وسألت عدداً كبيراً من العرب
واليهود، وكتبت تقريرها وقدمته للحكومة البريطانية. في 12 مارس 1930م، وأوصت في تقريرها بأنه على الحكومة البريطانية، أن تصدر بياناً واضحاً عن: السياسة التي تنوي إتباعها مستقبلاً، وأن تكون سياستها بشأن موضوعي الأراضي والهجرة أكثر وضوحاً، وأن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى فلسطين في عامي 1927م، 1928م. كان أكثر من الطاقة الاستيعابية التي تتحملها أحوال البلاد الاقتصادية، وعليها أن تعمل على تطوير الزراعة، ووضع حد لطرد المزارعين الفلسطينيين من أراضيهم، وأوضحت اللجنة في تقريرها، أن العرب مستائين من المادة الرابعة من صك الانتداب التي منحت المنظمة الصهيونية سلطات خاصة، ولم تمنح للعرب مثلها، وفي 30 مارس 1930م، سافر وفد فلسطيني إلى لندن، وقدم مذكرة للحكومة البريطانية بها
مطالب تعبر عن وجهة النظر العربية تتمثل في: وقف الهجرة اليهودية وإصدار تشريع يمنع انتقال الأراضي من يد العرب إلى اليهود، وتشكيل حكومة وطنية تكون مسئولة أمام مجلس نيابي، يشترك فيه جميع سكان البلاد، طبقاً لنسبهم العددية، ولكن هذه المطالب، لم تجد أذاناً صاغية من الحكومة البريطانية، التي أصدرت بياناً في 1930م على هيئة كتاب أبيض، أفصحت فيه عن سياستها المستقبلية، في أنها تتمسك بمعنى الوطن القومي اليهودي، كما جاء في الكتاب الأبيض سنة 1922م، وأنه لابد من تمكين اليهود في فلسطين عن طريق زيادة عددهم باستمرار الهجرة، وأن الوكالة اليهودية لن تشارك في حكم فلسطين، فلم يقبل لا اليهود ولا العرب بما جاء في هذا الكتاب الأبيض.
أدرك العرب زيادة قوة اليهود، والأساليب التي يتبعونها لتهويد فلسطين، فنشبت اضطرابات 1935م، وعلى إثرها عزم العرب على الاتحاد فأنشأوا اللجنة العربية العليا، وقاموا بثورتهم الكبرى سنة 1936م.
ثورة 1936م الفلسطينية:
لمواجهة الأحداث التي كانت تمر بها البلاد، والعمل على مقاومة السياسة البريطانية والصهيونية مقاومة عملية، اتحدت الأحزاب الفلسطينية وأعلنت اللجنة العربية العليا، أنها سوف تدعو الشعب كله إلى الإضراب إلى أن تجاب المطالب العربية التي بلورتها في ثلاثة مطالب هي:
o وقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين نهائياً.
o منع انتقال الأراضي العربية إلى اليهود.
o تشكيل حكومة وطنية نيابية في فلسطين.
ودعت اللجان القومية، الشعب الفلسطيني إلى الإضراب. وكانت استجابة الشعب لهذه الدعوة تامة، فأضرب جميع العرب، في كل فلسطين، ثم تحول الإضراب إلى كفاح مسلح ، واتخذت الثورة شكل حرب العصابات ، وتدخل الزعماء العرب للوساطة لوقف الثورة والعمل لدى الحكومة البريطانية إلى إجابة المطالب العربية.
القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي
التواطئ على تقسيم فلسطين:
فكرة التقسيم:
واستمراراً في أحكام تنفيذ المؤامرة الصهيونية الرامية إلى طرد عرب فلسطين وتهويد هذه المنطقة، فقد عارضت الحركة الصهيونية في الثلاثينات فكرة الدولة الواحدة التي يعيش داخلها العرب واليهود معاً، كما عارضت فكرة الدولة الاتحادية ، ورفعت شعار التقسيم للحصول على إقليم غالبية سكانه من اليهود، ليكون نقطة ارتكاز وانطلاق للتوسعات الاستعمارية الصهيونية التالية، وعندما عرض الأمر على السلطة الاستعمارية البريطانية، وافقت بالطبع تنفيذاً لتواطؤها الواضح مع الحركة الصهيونية، وقد صدرت موافقة بريطانيا في سنة 1937م، وشكلت لجنة برئاسة “وودهد ” لبحثه فنياً تمهيداً لتنفيذه. ولكن إنجلترا اضطرت، تحت ضغط الثورة العربية المؤيدة لحق عرب فلسطين،
والرافضة لفكرة التقسيم، إلى العدول عن فكرة التقسيم وإصدار بيان سنة 1938م برفض هذه الفكرة وأعلنت عن عزمها دعوة الأطراف المتصارعة وهي الدول العربية، وعرب فلسطين والوكالة اليهودية لمناقشة مستقبل منطقة فلسطين بلندن ولكن العرب رفضوا هذه الفكرة، لأن الوكالة اليهودية هيئة استعمارية غير شرعية، ثم إن عروبة فلسطين ليست موضعاً للبحث. وفي مقابل الرأي العام العربي الساخط على التآمر البريطاني مع الصهيونية، اضطرت بريطانيا إلى إصدار ما يسمى بالكتاب الأبيض، حيث أعلنت العدول نهائياً عن فكرة التقسيم وقيام دولة فلسطينية مستقلة، خلال عشر سنوات تجمع بين القوميتين، ويشترك في حكمها العرب واليهود، كما وضعت قيوداً على بيع الأراضي، وحددت عدد اليهود الذين يسمح لهم بالهجرة إلى فلسطين خلال
الخمس سنوات التالية بخمسة وسبعين ألفاً، على ألا يسمح بعد هذه الفترة بأية هجرة يهودية إلى فلسطين ما لم يسمح العرب بذلك، ولاشك أن هذا القرار الذي اضطرت بريطانيا إلى اتخاذه تحت ضغط الرأي العام العربي أصاب الحركة الصهيونية بالاستياء، في وقت تأهبوا فيه لإعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين على حساب أصحابها الشرعيين من العرب، وقد اعتبر “وايزمان ” هذا القرار بمثابة تراجع من جانب بريطانيا عن عهودها للصهاينة. ولكن بريطانيا- حفاظاً على مصالحها الاقتصادية في المنطقة- تجاهلت الحملة الصهيونية ضدها لفترة معينة.
وهنا حاولت الحركة الصهيونية كسب التأييد الأمريكي لصفها، تحقيقاً لأملها في احتلال الأرض العربية في فلسطين وإقامة الدولة اليهودية.
التآمر الإنجليزي الأمريكي الصهيوني على فلسطين:
وهكذا نجد أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، برزت المشكلة الفلسطينية على مستوى جديد أكثر تعقيداً، وحاولت بريطانيا استغلال اهتمام الولايات المتحدة بالقضية اليهودية، خاصة وأن الحركة الصهيونية كانت قد اتجهت إلى أمريكا منذ فترة، نظراً لانتقال مركز الثقل الاقتصادي والحضاري والعسكري والاستعماري إليها، وفي سنة 1946م، شكلت لجنة إنجليزية- أمريكية مشتركة للبحث في مشكلة اليهود، والتوصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية خاصة بعد زيادة الضغط والخطر اليهودي في المنطقة العربية، وبعد أن استفاد اليهود من فترة الحرب في تسليح قواتهم، وتكوين عصابات وجيش لاغتصاب الأرض العربية بقوة السلاح والعدوان والإرهاب.
حركة الإرهاب الصهيوني على أرض فلسطين العربية
وقد استغلت الوكالة اليهودية الصهيونية فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها من خلق ودعم مجموعة من التنظيمات الإرهابية الصهيونية مثل: عصابة “شتيرن” وعصابة “الأرجون”، وقوات “البالماخ”، و”الهاجاناه” التي خلعت على نفسها اسم جيش الدفاع الإسرائيلي فيما بعد، وقامت هذه العصابات والتنظيمات بعمليات إرهابية مسلحة ضد العرب المسلمين والمسيحيين بل وضد اليهود العرب المسالمين، والذين يميلون إلى التعايش السلمي داخل المنطقة. كذلك قامت هذه الهيئات بأعمال تخريب متعمدة في منطقة فلسطين لإرهاب العرب وإجبارهم على التخلي عن ممتلكاتهم، مثل نسف السكك الحديدية، وتدمير الجسور، وبث الألغام، ونهب المعسكرات البريطانية، وإطلاق سراح المهاجرين غير الشرعيين. وحاولت كذلك أغتيال المندوب السامي البريطاني ذاته، واغتيال وزير الدولة البريطاني في القاهرة على يد جماعة من غلاة الإرهابيين اليهود.
وتابعت “بريطانيا” جهودها في خطة التآمر البريطاني فيها.
موقف هيئة الأمم المتحدة من القضية الفلسطينية وقرار التقسيم:
انتقلت القضية الفلسطينية إلى ساحة الهيئة الدولية، التي خصصت بضع جلسات لمناقشة هذه المشكلة وسماع وجهات نظر المتنازعين والأطراف المعنية، ثم انتهت هذه الجلسات إلى قرار بتشكيل لجنة محايدة من إحدى عشرة دولة محايدة للتحقيق، وأوصى أغلب أعضاء هذه اللجنة، بتقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام:
الصهيوني، فدعت العرب واليهود إلى مؤتمر بلندن (1946- 1947)، ولكن هذا المؤتمر انفض دون الوصول إلى اتفاق، وهنا أعلنت الحكومة البريطانية يأسها من تسوية المشكلة الفلسطينية، وقررت التقدم بها إلى هيئة الأمم المتحدة للفصل
أ- دولة عربية. ب- دولة يهودية.
ج- منطقة دولية تشمل القدس والأماكن المقدسة.
وأوصت اللجنة بأن تمنح هاتان الدولتان الاستقلال بعد فترة انتقال مدتها عامان توضعان اثناءهما تحت وصاية الأمم المتحدة، وكافح ممثلو العرب في الهيئة الدولية في سبيل الاحتفاظ بعروبة أرض فلسطين، ولكن النفوذ الاستعماري- خاصة النفوذ اليهودي- كان قوياً ففاز قرار التقسيم بأغلبية الأصوات، وقامت بريطانيا في هذا الموقف بحركة مسرحية بارعة حيث امتنع مندوبها عن التصويت على القرار وأعلن وزير خارجيتها أن حكومته غير مسئولة عن تنفيذ القرار، وأنها سوف تسحب قواتها من فلسطين، وتنهي انتدابا عليها رسمياً في 14 مايو سنة 1948مبعد أن أحكمت تنفيذ المؤامرة مع الصهاينة، واطمأنت إلى قوتهم في المنطقة.
وخلال تلك الفترة قامت العصابات الصهيونية بتجنيد كل رجل وامرأة قادرة على حمل السلاح من اليهود، كما كون العرب جيشاً للتحرير من الفلسطينيين والعرب الذين جاءوا لنصرة إخوانهم الفلسطينيين، ودارت حرب عصابات طويلة.
وهنا أمرت بريطانيا الجيش الأردني الذي يقوده ضباط إنجليز، بالتقدم لاحتلال المنطقة الواقعة غرب الأردن من أرض فلسطين فمهدت بذلك إلى ضمها للأردن، وقامت المنظمات الصهيونية في تلك الفترة بجرائم وحشية من أبشع جرائم التاريخ، إن لم تكن أبشعها على الإطلاق من قتل جماعي للنساء والشيوخ والأطفال، في شكل مذابح جماعية، من أبرزها “مذبحة دير ياسين” لإجبار العرب على الهجرة وترك الأرض.
وفي التوقيت المتفق عليه بين بريطانيا والحركة الصهيونية، وهو 14/5/1948م، أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وسحبت قواتها. وهنا كانت المأساة حيث أعلنت العصابات الصهيونية من “تل أبيب” قيام الدولة اليهودية. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية هي أسبق الدول إلى الاعتراف بها، بعد (16) دقيقة من إعلان قيامها، مما يؤكد أركان المؤامرة الثلاثية- البريطانية- الأمريكية- الصهيونية، ضد الحق العربي المشروع.
ثانياً: الصراع العربي الإسرائيلي 1949- 1973م
وطدت المنظمات الصهيونية، وجودها في فلسطين بإعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو سنة 1948م، وكانت هذه المنظمات قد قامت قبل هذا الإعلان باحتلال عدد من القرى والمدن التي كانت من نصيب الدولة العربية في مشروع التقسيم، الذي أوصت به الجمعية العامة للأمم المتحدة 1947م، وهكذا بدأ توسع إسرائيل على حساب المناطق المخصصة للعرب قبل إعلان قيامها، وكان ذلك قبل دخول الجيوش العربية لحماية المناطق التي خصصت للدولة العربية في فلسطين وللحيلولة دون وقوعها في يد العصابات الصهيونية، ويمكننا تقسيم الصراع العربي- الإسرائيلي منذ عام 1949م وحتى عام 1973م إلى المراحل التالية:
1- المرحلة الأولى من 1949م وحتى 1956م.
2- المرحلة الثانية 1956 -1967 م .
3- المرحلة الثالثة 1967 -1973م.
4- المرحلة الأخيرة حرب أكتوبر1973م.
1)القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي -19/1/2021
المراجع