محتويات
كيف كان أنهيار الاتحاد السوفيتي
نشأ الاتحاد السوفيتي بسبب ضعف ووهن الإمبراطورية الروسية
بسبب ما مرت به من أحداث سياسية مثل الثورة الروسية في عام 1917
وتحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية بين المواطنين الروس واستمرت أربعة أعوام كاملة فيما بين 1918 إلؤ 1921.
تكوّن الاتحاد السوفيتي من اتحاد الكثير من الدول السوفيتية مع بعضها
مًكونة الكيان السياسي المشهور، وظل اسم “روسيا”
(أكبر الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي ووريثه الشرعي)
يُطلق على الكيان السياسي الجديد لفترة من الزمن بالرغم من وجود اسم “الاتحاد السوفيتي”.
في إلقاءنا نظرة سريعة نجد أن الاتحاد السوفيتي لم يمتلك حدود دولية ثابتة منذ بداية نشأته،
حيث تغيرت حدوده مع تغير الزمن وتوالي الأحداث التاريخية حيث وصلت حدوده في أعقاب الحرب العالمية الثانية
حدود الإمبراطورية الروسية السابقة خصوصاً بعد دمج مساحات كبيرة من الأراضي المجاورة لأراضيه،
المتمثلة في دول البلطيق وشرق بولندا ومنطقة بيسأرابيا في شرق أوروبا
وبذلك كان الاتحاد السوفيتي قد استرجع كامل حدود الإمبراطورية الروسية عدا باقي الأراضي البولندية والفنلندية.
اصل اسم الاتحاد السوفيتي
لفظ سوفييت اشتق من الكلمة الروسية ومعناها لجنة،
وكان النظام مُكون من لجان لها عدد محدود تخص كل المناطق في الإتحاد واللجان
مترتبة علي شكل هرمي وصولاً للجنة المركزية للحزب الشيوعي،
ورئيس الإتحاد السوفييتي هو السكرتير العام للحزب الشيوعي.
مساحة الاتحاد السوفيتي
بلغت المساحة الإجمالية للاتحاد السوفيتي 22,276,060 كيلومتر مربع.
كان هذا الاتحاد أكبر دولة في العالم وكذلك روسيا التي تعد الوريث الأساسي لهذا الامتداد الجغرافي
وتغطي هذه المساحة حوالي سدس المساحة الإجمالية للكرة الأرضية
وكان هذا الحجم مماثلا لحجم القارة الأمريكية الشمالية كاملة.
شكّل الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفيتي ربع مساحة البلاد وكان أيضا يمثّل مركز الثقل الاقتصادي والثقافي للبلاد
وفي نفس الوقت امتد المجال الشرقي في آسيا إلى سواحل المحيط الهادئ شرقا
أما جنوبا إلى حدود أفغانستان وباستثناء بعض المناطق في آسيا الوسطى كان هذا المجال الشاسع
ذا كثافة سكانية ضعيفة وضم هذا الفضاء 12 منطقة زمنية وخمسة مناطق مناخية
فلاديمير لينين
يطلق عليه أبو الدولة السوفيتية، وُلد في عام 1870 وتخرّج محامياً لكنه أصبح ثورياً وعندما قرأ كتب ماركس وأنجلز تغيّر نمط حياته فأصبح رجلاً ماركسياً متأثراً بالماركسية وبدأ نشاطاته الثورية ضد الإمبراطورية الروسية وإقامة دولة شيوعية. وعندما قامت الثورة ضد القيصر نيقولاي الثاني تمكن الثوار من تحقيق النصر فقامت حكومة روسية مؤقتة وكان فلاديمير لينين يريد الوصول إلى سدة الحكم وإقامة دولة روسية شيوعية تتبع النظام الاشتراكي فقام البلاشفة عام 1917 بالثورة التي عُرفت بالثورة البلشفية تحت إمرة لينين.
تمكن البولشيفيك من القضاء على الحكومة الروسية المؤقتة وقيام جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية وأصبح لينين زعيماً لروسيا وكان مساعده الأول في الثورة ليون تروتسكي قد تعرّض لمحاولة اغتيال برصاصتين وأصيب برأسه ولكنه لم يستسلم. أصبح لينين قائد الدولة السوفيتية في الحرب الأهلية الروسية وتحقق الانتصار لصالح لينين. قام الأطباء بعمليات جراحية وتمكّنوا من إخراج رصاصة واحدة أما الأخرى فبقيت ولم يستطيعوا إخراجها فتعرّض لينين إلى جلطات دماغية وكانت آخر واحدة هي القاتلة فتوفي لينين عام 1924 وأُقيمت جنازة كبيرة له وتم تحنيطه ووضعه في الضريح واعتبر ضريحه جزءاً من الساحة الحمراء في موسكو.
الثورة وتأسيس الدولة السوفيتية
بدأ النشاط الثوري في الإمبراطورية الروسية على يد متمردي ديسمبر في عام 1825، وبالرغم من أن العبودية قد ألغيت من كل أنحاء الإمبراطوية عام 1861 على يد القيصر أليكسندر الثاني وأعطي الأقنان أو كما يسمون “ملح الأرض” حريتهم إلا أن القانون الإصلاحي الجديد لم يعط الفلاحين البسطاء حقوقهم بقدر ما أعطاهم من حرية مما كون دافعا جديداً لدى الثوار للتخلص من الحكم القيصري. وعلى الرغم من إنشاء البرلمان المحلي (الدوما) عام 1906 وذلك في أعقاب ثورة 1905 إلا أن قيصر روسيا في ذلك الوقت قام بإحباط كل المحاولات لتحويل البلاد من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية. مما أدى إلى تعاظم الاضطرابات الداخلية والغضب الشعبي العام من مجمل الأحداث خاصة بعدما نالت جيوش الإمبراطورية هزيمة نكراء خلال الحرب العالمية الأولى وما تبعها من نقص في الطعام والمؤَن خاصة في المدن الكبرى.
و قد ساهمت انتفاضة شعبية قام بها السكان في مدينة سان بطرسبورغ اعتراضا على تدني حالة البلاد العسكرية والأخلاقية وتراجعها في شتى المجالات في إشعال ثورة شاملة في كافة أنحاء البلاد عرفت باسم ثورة فبراير مما أدّى إلى الإطاحة بالنظام القيصري في مارس 1917 حيث حلّت الحكومة الروسية المؤقتة محل الحكم القيصري الأوتوقراطي والتي أراد قادتها (أي الحكومة المؤقتة) إجراء انتخابات محلية لتكوين المجلس التشريعي الروسي عن طريق الاقتراع الشعبي بالإضافة إلى الاستمرار في الحرب العالمية الأولى بجانب قوات الحلفاء.
و في نفس الوقت ومن أجل ضمان حقوق الطبقة العاملة في المجتمع تنامت اتحادات العمال، والتي أطلق عليها اسم “سافيت”، بطول البلاد وعرضها وتعاظم دورها خاصة في لمِّ شمل الثوار وتوفير مكان مناسب يأوي اجتماعاتهم، ومن تلك المجالس والاتحادات السوفيتية استطاع البلاشفة بقيادة فلاديمير لينين الترويج لثوراتهم والقيام بها حتى تمكنوا خلال ثورة أكتوبر من انتزاع السلطة من الحكومة المؤقتة في نوفمبر من عام 1917.
وبحلول ديسمبر من العام نفسه قام البلاشفة بتوقيع اتفاقية هدنة مع قوات المحور إلا أن القتال تجدد مرة أخرى في فبراير من العام التالي حتى قام السوفيت بوضع نهاية للحرب وتوقيع معاهدة بريست-ليتوفسك في الثالث من مارس من عام 1918 والتي قضت بخروج جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الإشتراكية من الحرب العالمية الأولى.
و لم تستقر الأمور للقوى السوفيتية الناشئة إلا بعد حرب أهلية طويلة الأمد دامت لمدة أربعة سنوات بداية من عام 1917 وحتى عام 1923 بين الجيش الأحمر وحركة البيض وما تضمنته تلك الحرب من تدخل أجنبي من جانب القوى العظمى في ذلك الوقت ومن بعده إصدار الأحكام بإعدام القيصر نيكولاي الثاني وعائلته. وفي مارس من عام 1921 دارت رحى الحرب مرة أخرى على الجبهة الشرقية فيما عرف بالحرب الروسية البولندية بين القوات الروسية والقوات البولندية المدعومة بالحركات الانفصالية في بيلاروس وأوكرانيا وانتهت بتوقيع معاهدة ريغا بين بولندا وروسيا السوفيتية، إلا أن تلك المعاهدة لم تقم بتهدئة الأوضاع بالقدر الكافي حيث اضطر الاتحاد السوفيتي في دخول نزاعات مسلحة مماثلة مع دولا أخرى كانت ترنو إلى الاستقلال منذ عهد الإمبراطورية مثل فنلندا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
علاقة السوفيت مع الصين
مع نهاية عصر إمبراطورية الصين بزوال حكم سلالة كينج نهائيا عام 1911 بقيت الصين لفترة من الزمن تحت حكم الكثير من أمراء الحرب العظام منهم والضعاف في فترة عرفت في تاريخ الصين الحديث بعصر أمراء الحروب، ومن أجل إعادة الإستقرار للبلاد واسترجاع الأراضي التي استقل بها حكامها عن بر الصين الرئيسي الذين سيطروا على مساحات كبيرة من شمال الصين، قامت الحركات المناهضة للملكية وكذلك الحزب القومي الجديد في الصين الكومينتانج بالإضافة إلى رئيس جمهورية الصين في ذلك الوقت صن يات سين بطلب تدخل القوى الخارجية لمساعدته على الإمساك بزمام الأمور.
و مع تجاهل الديموقراطية الغربية لطلبات صن يات سين بمد يد العون له ومساعدته على تدارك الأمور في البلاد، توجه صن يات سين إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1921 الذي وجد قادته في المطالب الصينية فرصة سانحة لمد نفوذهم وفكرهم السياسي لهذه البقعة المؤثرة في آسيا ومن ثم قام الاتحاد السوفيتي بوضع الخطط اللازمة لدعم كل من الكومينتانج (حيث تعهد أودلف جوفي ممثل الاتحاد السوفيتي في الصين بدعم بلاده للمساعي الحثيثة التي يقودها صن يات سين من أجل توحيد الصين وذلك في خطاب مشترك جمع بين الطرفين في شانغهاي عام 1923.) وكذلك الحزب الشيوعي الصيني حديث العهد بالحياة السياسية. وبالرغم من ميل الاتحاد السوفيتي نحو إرساء قواعد الحزب الشيوعي في الصين إلا أنه كان مستعداً للخروج فائزا في كلتا الحالتين سواء ببقاء السلطة في يد القوميين أو تحولها للشيوعيين مما أدّى إلى تأجج الصراع على السلطة بين الطرفين.
1)https://www.britannica.com/place/Soviet-Union
عدد دول الأتحاد السوفيتي
تكوّن الاتحاد السوفيتي في بدايته من اتحاد أربع جمهوريات سوفيتية اشتراكية سابقة
إلا أنه مع بداية عام 1956 كان الاتحاد السوفيتي قد صار كياناً خاص بخمس عشرة دولة اتحادية
- جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية أوزبكستان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية بيلاروس السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية تركمانستان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية روسيا السوفيتية الاتحادية الاشتراكية
- جمهورية طاجيكستان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية كازاخستان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية قيرغيزستان السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية لاتفيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية ليتوانيا السوفيتية الاشتراكية
- جمهورية مولدوفا السوفيتية الاشتراكية.
زعماء الاتحاد السوفيتي
- فلاديمير لينين 1917 – 1922
- جوزيف ستالين 1922- 1953
- جورجي مالينكوف 1953 – 1955
- نيكيتا خروتشوف 1955 – 1964
- ليونيد بريجنيف 1964 – 1982
- يوري أندروبوف 1982 – 1984
- قسطنطين تشيرنينكو 1984- 1985
- ميخائيل غورباتشوف 1985- 1991
كيف كان أنهيار الاتحاد السوفيتي
انهار الاتحاد السوفييتي خلال عام 1991 مع استلام الرئيس بوريس يلتسن أمور الحكم بشكل رسمي،
وكان قدوم الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف
بخططه التي يوعد فيها باعادة البناء وخفض حمى التوتر السوفييتي الامريكي
ما هو الا بمثابة تمهيد الطريق فقط إلى الانهيار السلميّ إلي حد ما بشكل افضل،
والذي كان في تلك الفتره محاطا بضباب بسبب الانقسام الداخلي
في الجيش السوفييتي وقتها وقام ايضا بتوصيل بوريس يلتسن على ظهر دبابة إلى الحكم في روسيا.
المراجع