دليل الشخصيات التاريخية

من هو الحارث ابن عباد البكري

من هو الحارث ابن عباد البكري

الحارث بن عباد البكري (توفي نحو 50 ق هـ / 570 م)؛ حكيم، شاعر وسيد من سادات العرب في الجاهلية.من نصارى اليمامة

انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب.

في أيامه كانت حرب البسوس فاعتزل القتال، مع قبائل من بكر، منها يشكر وعجل وقيس. ثم إن المهلهل قتل ولدا له اسمه بُجير، فثار الحارث ونادى بالحرب، وارتجل قصيدته المشهورة التي كرّر فيها قوله «قرّبا مربطَ النعامةِ مني»، أكثر من خمسين مرة، والنعامة فرسه، فجاؤوه بها، فجزّ ناصيتها وقطع ذنبها – وهو أول من فعل ذلك من العرب فاتخذ سنة عند إرادة الأخذ بالثأر – ونُصرت به بكر على تغلب، وأسّر المهلهل فجز ناصيته وأطلقه، وأقسم أن لا يكف عن تغلب حتى تكلمه الأرض فيهم، فأدخلوا رجلا في سرب تحت الأرض ومر به الحارث فأنشد الرجل:

أَبا مُنذِرٍ أَفنَيتَ فَاِستَبقِ بَعضَنا
حَنانَيكَ بَعضُ الشَرِّ أَهوَنَ مِنْ بَعضِ

فقيل: بر القسم: واصطلحت بكر وتغلب. وعمّر الحارث طويلا.

نسبه

الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

حرب البسوس

كان الحارث بن عباد قد اعتزل حرب البسوس فلم يشهدها، فلما قُتل جساس وهمام

 ابنا مرة حمل ابنه بجيرا فلما حمله على الناقة كتب معه إلى مهلهل إنك قد أسرفت في القتل

وأدركت ثارك سوى ما قتلت من بكر وقد أرسلت ابني إليك فإما قتلته بأخيك وأصلحت

بين الحيين وإما أطلقته وأصلحت ذات البين فقد مضى من الحيين في هذه الحروب من كان بقاؤه خيرا لنا ولكم. فلما وقف على كتابه أخذ بجيرا فقتله وقال:

«بل بشسع نعل كليب». فلما سمع أبوه بقتله ظن أنه قد قتله بأخيه ليصلح بين الحيين، فقال:

«نعم القتيل قتيلا أصلح من بني وائل!»، فقيل له إنه قال

«بل بشسع نعل كليب»، فغضب عند ذلك الحارث بن عباد وقال قصيدة النعامة المشهورة.

فأتوه بفرسه النعامة ولم يكن في زمانها مثلها فركبها وولى أمر بكر وشهد حربهم وكان أول يوم شهده يوم قضة.

يوم تحلاق اللّمم

يوم تحلاق اللّمم (يوم قضة)، إنما سمّى بذلك لأن الحارث بن عباد لمّا تولّى الحرب قال لقومه:

احملوا معكم نساءكم يكنّ من ورائكم، فإذا وجدن جريحا منهم قتلوه، وإذا وجدن جريحا منّا سقينه وأطعمنه، فقالوا:

ومن أين يتميّز لهنّ؟ فقال: احلقوا رؤوسكم لتمتازوا بذلك، ففعلوا، فسمّى به، فقال جحدر بن ضبيعة- وكان من شجعانهم-:

اتركوا لمّتى وأقتل لكم أوّل فارس يقدمهم، فتركوه، وهو الذي قتل عمرا وعامرا التغلبيّان، طعن أحدهما بسنان رمحه،

والآخر بزجّه، ثم صرع بعد ذلك، فلمّا رأته نساء بكر دون حلق ظنّوه من تغلب فأجهزوا عليه.

 وفي هذا اليوم أسر الحارث بن عباد المهلهل عدي بن ربيعة وهو لا يعرفه فقال له: دلّني على عديّ وأخلى عنك، فقال له عديّ:

عليك العهد بذلك إن دللتك عليه، قال نعم، قال فأنا عديّ، فجزّ ناصيته وتركه وقال فيه:

لهفَ نفسي على عَدْيٍ
ولمْ أعرف عديًا إذْ أمكَنَتْني اليدان
طُلَّ من طُلَّ في الحرب ولم
يطلل قتيل أبأته ابن أبان

نهاية حرب البسوس

وكان الحارث آلى ألّا يصالح تغلبا حتى تكلّمه الأرض، فلمّا كثرت وقائعه في تغلب ورأت تغلب أنها ما تقوم له

حفروا سربا تحت الأرض وأدخلوا فيه رجلا وقالوا له: إذا مرّ بك الحارث فغنّ بهذا البيت:

أبا منذر أفنيتَ فاستبقِ بعضنا
حنانيكَ بعض الشر أهون من بعضِ

فلما مرّ الحارث اندفع الرجل وغنّى بالبيت، فقيل للحارث قد برّ بقسمك فابق بقيّة قومك، فأمسك، فاصطلحت بكر وتغلب.

قبيلة عنزة

1)الحارث بن عباد

قالوا عن قصة حرب البسوس 

وإنّ كُلـيبًا كــان يَظــلم قومَــه           فأدركـه مثلُ الـذي تَريانِ

فلما حَشاه الرمحَ كفُّ اْبن عمّه          تذكّر ظُلم الأهل أيّ أوانِ

وقـال لجسّاسٍ أَغِثْني بشـرَبة            وإلا فخَبِّر مَن رأيتَ مكاني

فقال: تجاوزتَ الأحصَّ وماءه          وبَطن شُبيثٍ وهو غير دِفَانِ”

هكذا أنشد عمرو ابن الأهْتم، حول واقعة مقتل الملك كليب، وائل بن ربيعة بن الحارث بن مُرة بن زهير بن جُشم،

على يد ابن عمه جساس بن مُرة بن ذُهل بن شَيبان، تلك الواقعة التي فتحت الباب لحرب ثأرية استمرت اربعة عقود بين أبناء العمومة، سميت حرب البسوس

 

طغيان وتجبر  كليب على قومه 

لم يراعي كليب، طبيعة القبائل  العربية، التي عاش بها وأدرى الناس بحال أهلها، ولا تكوينها البدوي،

ولا آليات حياتهم ووسائل عيشهم، فأراد أن يكنس كل هذا بضربات سريعة، ليحول قبائل معدّ إلى رعايا في مملكته،

وفرسانها إلى جنود في جيش الملك، فوضع أول بذرة لجيش نظامي ضم إليه فرسان القبائل

وأراد أن يُنهي حياة الترحال والهجرة وراء المراعي، لكن مشروعه لم يكن قد تبلور بعد، حينما وقعت الحادث الجلل بمقتله على يد جساس.

يقول ابن عبد ربه الأندلسي، في مؤلفه “العقد الفريد”: “كُليب بن ربيعة هو الذي يُقال فيه:

أعزّ من كليب وائل، وقاد معدًا كلها يوم خَزاز ففضّ جُموع اليمن وهَزمهم، فاجتمعت عليه معد كُلها وجعلوا له قسمِ المَلك

وتاجَه وتحيّته وطاعته، فغَبر بذلك حينًا من دهره ثم دخله زهوٌ شديد وبغى على قومه لما هو فيه من عِزّة وانقياد معدّ له

حتى بلغ من بَغيه أنه كان يَحمي مواقع السحاب فلا يُرعى حِماه ويُجير على الدَهر فلا تُحفر ذمّته ويقول:

وَحش أرض كذا في جواري فلا يُهاج، ولا تورد إبلُ أحدٍ مع إبله ولا ترعى معها، ولا توقد نار مع ناره

 

الزير ومافعله ببكر 

قد يكون  ثار الزير سالم تبدو عادلة رغم تجبر كليب، وانتفاض جساس لكرامته وكرامة أهله، حتى بعد أن عرض مُرة عرضه بأن يأخذ التغلبيين

أحد أولاده عدا همام وجساس، ليقتلوه بدم كليب، أو يقبلوا الدية ألف ناقة، لكن طلب العدل انقلب إلى بغي، فقد أُخذ بدم كليب آلاف من بكر من بينهم همام وولديه،

في عدد من المعارك كانت الغلبة فيها جميعها لتغلب، ولم يسمع “المُهلهِل” طيلة هذه السنوات

أي نداء للصلح، وأعمل سيفه في بكر حتى كاد يبيدهم، فأنشد يقول: “أكثرت قتلَ بني بكر بِربّهم..

حتى بكيتُ وما يَبْكي لهم أحدُ.. آليتُ بالله لا أرضىَ بِقَتْلهمِ.. حتى أبهرج بكرًا أينما وُجدوا

 

قصيدة قربا مربط النعامة مني 

 

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَقِحَت حَربُ وائِلٍ عَن حِيالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَيسَ قَولي يرادُ لَكِن فعالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

جَدَّ نَوحُ النِساءِ بِالإِعوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

شابَ رَأسي وَأَنكَرَتني القَوالي

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِلسُرى وَالغُدُوِّ وَالآصالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

طالَ لَيلي عَلى اللَيالي الطِوالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِاِعتِناقِ الأَبطالِ بِالأَبطالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

وَاِعدِلا عَن مَقالَةِ الجُهّالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لَيسَ قَلبي عَنِ القِتالِ بِسالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

كُلَّما هَبَّ ريحُ ذَيلِ الشَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِبَجَيرٍ مُفَكِّكِ الأَغلالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِكَريمٍ مُتَوَّجٍ بِالجَمالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لا نَبيعُ الرِجالَ بَيعَ النِعالِ

قَرِّبا مَربَطَ النَعامَةِ مِنّي

لِبُجَيرٍ فداهُ عَمّي وَخالي

قَرِّباها لِحَيِّ تَغلِبَ شوساً

لِاِعتِناقِ الكُماةِ يَومَ القِتالِ

قَرِّباها وَقَرِّبا لَأمَتي دِر

عاً دِلاصاً تَرُدُّ حَدَّ النِبالِ

قَرِّباها بِمُرهَفاتٍ حِدادٍ

لِقِراعِ الأَبطالِ يَومَ النِزالِ

رُبَّ جَيشٍ لَقيتُهُ يَمطُرُ المَو

تَ عَلى هَيكَلٍ خَفيفِ الجِلالِ

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
من هو جساس بن مرة البكري
التالي
من هو عنتر بن شداد العبسي