سوريا

يوم مميز في منفى بشار الاسد

يوم مميز في منفى بشار الاسد

يوم مميز في منفى بشار الاسد

كتابة : الدكتور اسامة احمد نزار صالح   

 

داخل جدران شقته الفاخرة في موسكو بعيدا عن الاضواء وعدسات الكاميرات 

يعيش ايامه اقرب الى العزلة ،تجنب من يوم وصوله الحياة الاجتماعية في مدينة سماؤها الرمادية تزيد من كآبته كما يكدره مرض زوجته اسماء الخطير.

جالسا وحيدا ليس على كرسي الحكم وانما كرسي (ليزي بوي) متسمرا” امام احدى القنوات

التي كان يسميها مغرضة ،يصعب عليه السيطرة على انزعاجه وحسده من زوار قصر الشعب الكثر لكن طريقة موته تسيطر على عقله.

 

(يمكن ان يقتل بطريقة شبيهة  باغتيال الحريري ،او يمكن ان يموت كما مات الملك فاروق في منفاه.

لا لا هذا غير وارد فنصف جهاز الامن الفدرالي مكلف بحمايته وهو ليس بشراهة الملك فاروق .

من الافضل ان يتبع تعليمات الامن والا يغادر الشقة…. لكن سناريو مشابه لاغتيال اللواء عمران وارد).

 

يتجنب الحديث الى حافظ منذ اكثر من اسبوع فحديثهما سيؤدي الى التطرق للخسارة الفادحة (مفاتيح القصر ضاعت الى الابد).

تتزاحم الافكار في عقله .

(اذا تعافت اسماء عليها التركيز على حافظ فهو يفهم الثقافة الروسية ومتكيف مع الوضع الجديد عليها

ان تدفع به وكريم الى نادي النخبة في موسكو هي جيدة في هذه المواضيع 

صحيح اني خسرت مفاتيح القصر لكنني لم اخيب امل اسماء نجحت في الهروب في الوقت المناسب

الى كل هذه الاملاك والعقارات وجلبت معي الكثير بل الكثير الكثير من المال).

فرك عيناه كمن يشك بما يراه ….لم يسبق ان خدمه الحظ منذ وفاة شقيقه باسل.

داعبت عقله بعض الافكار الجديدة.

(ما اروع ان ترى عدوك يخطئ ذات اخطائك ما اجمل المشاهد وكم تشبه هذه المجموعات المسلحة

كتائبه وميليشاته بخلاف الزي واللكنة والاجمل انها ترتكب نفس الانتهاكات).

 ارتسمت ابتسامة لئيمة على وجهه تشبه ابتسامة والده الصفراوية يوم طرد ياسر عرفات من دمشق.

 (سوريا بعدي في خراب صحت نبوءة (الاسد او تحرق البلد) قلت لهم انني صمام الامان ،

وحامي الاقليات ،الاقتتال بين المكونات السورية وحده لم ينكر الجميل لي كما انكره محور الممانعة).

بعد هروبه قبل اليوم اعتقد ان العنف الثوري كان حكرا على روسيا وثورتها البلشفية 

والعدالة الانتقامية للثورة الفرنسية ظلت حبيسة صفحات قصة مدينتين ولم تجد طريقها الى سوريا.

في صوت خافت كمن يحدث نفسه:

(ما اشهى رائحة دماء السورين حين يقتلون على ايادي غير اجهزتي وفي غير مسالخي البشرية 

الفيديوهات والصور ستنتشر كالنار في الهشيم وسينسى العالم مجزرة حماة وبانياس والتضامن والغوطة ومكابس صيدنايا 

سيعرف العالم لماذا لم اشرب المرطبات مع اردوغان ،اغلب الظن ان بوتن سيكون مسرورا وسينقض على سوريا مرة اخرى

من باب حماية الاقليات بعد ان ارغمه العم سام على عدم انقاذي).

للحظة واردته فكرة غريبة:

(ماذا سيقول صاحب مفاتيح القصر الجديد لمذيعة الجزيرة او العربية او تلفزيون العربي او حتى لزوار القصر العرب والاجانب ؟

من المؤكد انه سينكر ،او يستعير بعض مصطلحات معجمي في تفنيد رواية قيصر 

من الافضل له ان يخبرهم كما كنت افعل ان هذه المقاطع مفبركة ،اغلب الظن ان صاحب المفاتيح الجديد سيتوارى عن الاعلام 

ويترك احدهم يخون المدنيين ويزعم انهم ارهابين كما كنت انا افعل 

اذا سأل النصيحة مني لن اقدمها فقد سلب مني مفاتيح القصر التي ورثتها عن ابي)……

يفرك عينه مرة اخرى

من طرده من القصر يطل بثقة ويمسك بزمام المبادرة معترفا بالانتهاكات ومتوعدا بالمحاسبة 

لقد قطع الطريق صاحب مفاتيح القصر الجديد على كل الساعين لاستغلال ما جرى.

يغيظه ان يشكل الرئيس لجنة تحقيق مستقلة في احداث الساحل السوري بقدر ما اغاظه وحز في قلبه عودة سوريا الى محيطها العربي 

كما حسرته ان سوريا لم تعد دولة مقلقة بالكبتاجون ،ولا دولة مولعة بإشعال الحرائق في الاقليم.

سيقلقه اكثر ويحز في قلبه اتخاذ اجراءات عقابية بحق اصحاب الانتهاكات واعتقال العناصر غير المنضبطة ،ما اتعسه عندما تبدأ اللجنة الوطنية عملها على ارض الواقع.

تتزاحم الافكار مرة اخرى براسه

(ان مثل هذه السياسة لم تكن واردة في عهدي ،وهذه المعالجات لوضع مقلق لم اعهد بها من قبل ،ولا تصدر عن من تكون السلطة والتسلط بيده!)

يقرر فجأة ان يغلق التلفاز ويبقى على كرسي (ليزي بوي) من المؤكد انه لن يتناول بندقية الكلاشنكوف فقد تركها في سوريا ،

تناول جهاز (ايباد ) سينشئ مع حافظ مجموعة جديدة على فيس بوك

(الدكتاتوريون المخلعون في موسكو) وينتظر انضمام اعضاء جدد من امريكا الجنوبية.

 

 

 

 

 

شارك المقالة:
السابق
العلويون وتمرد الانفصال
التالي
عن الارهاب الشيعي