مصر

الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر

الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر

الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر

 

الثورة العرابية 

وتنسب الى  عرابى باشا والتي وقعت عام 1881-1882م كانت  رد فعل الضباط المصريين ضد قادتهم الأتراك

الذين لا يريدون ترقيتهم إلى الرتب العالية، وصداماً بين القومية العربية المصرية والقومية التركية.

 في حين أن عثمان رفقى باشا ناظر الجهادية أحد المتسببين الأوائل لتلك الحادثة هو من الجراكسة.

و الواقع أن تلك الحادثة التي عرفت باسم “مؤامرة الجراكسة”

 حيث كان سبب وقوعها  نتيجة لقيام الضباط الشراكسة من ذوى الرتب العالية بتحريض المؤيدين لهم

من ذوى الرتب الصغيرة على عدم إطاعة ضباطهم المصريين من ذوى الرتب العالية.

ولا شك أن عدم مشاركة الضباط “الأتراك” في تلك الحركة التي كانت تضم 150 شخصاً،

وقيام العديد من القادة الكبار مثل شاهين باشا ودرامالى أحمد باشا ومرعشلى باشا بتأييد الحركة العرابية وإنما مناصرتها

 

     

   
مصر بعد الثورة العرابية

عقب مظاهرة عابدين واستجابة الخديوي محمد توفيق للمطالب التي تقدم بها عرابي شكل شريف باشا الوزارة وعين في الوزارة محمود سامى البارودى وزيرا للحربية وعمل على زيادة الجيش الى ثمانية عشر الفا ونقل احمد عرابي الى أبو كبير وعبدالعال حلمى الى دمياط وخرجت جماهير القاهرة لتوديع احمد عرابي وجنوده والاحتجاج على نقل القادة وجنودهم من القاهرة وبعد ذلك رفض شريف باشا اقرار الدستور الذى وضعه مجلس النواب ووافق كذلك على استمرار المراقبة الثنائية الاوروبية على الحكومة ثم حدث الخلاف بينه وبين مجلس النواب حول مناقشة الميزانية اذ كان يرى

انه ليس من حق المجلس مناقشة الميزانية فأصر المجلس على استعمال حقه في مناقشة الميزانية ولما احتدم الموقف بين شريف باشا والمجلس قدم شريف باشا استقالة وزارته وتولى محمود سامى البارودي الوزارة وعين احمد عرابي وزيرا للحربية فيها واتخذت الوزارة الجديدة عدة اجراءات هامة :

 

  • نشرت اللائحة الاساسية ( الدستور) التي اعدها مجلس النواب .
  • ضمنت للمجلس حقوقه فى مناقشة الميزانية .
  • الغت المراقبة الثنائية وشَرَعت فى اعداد قانون جديد للانتخاب.
  • اعدت عدة مشاريع قوانين لرفع الاعباء عن كاهل المواطنين .

       وفى 11ابريل 1882م دبر بعض الضباط الشراكسة من بينهم عثمان رفقي وزير الحربية الاسبق مؤامرة ضد عرابي واعوانه فكشفت المؤامرة وقدم  المتآمرون الى المحكمة التي قضت بنفيهم الى السودان ولكن الخديوي توفيق الذى كان وراء تدبير المؤامرة خفف الحكم الى ابعادهم عن القاهرة الى الريف فاجتمع مجلس النواب وطلب عرابى من المجلس عزل الخديوى توفيق وتخليص مصر من اسرة محمد على فى 13 مايو 1882م فثار الخديوى توفيق ضد هذا الاجتماع وطالب بحل مجلس النواب

فقدم محمود سامى البارودي استقالته ففرح الخديوي توفيق بهذه الاستقالة التي تخلصه من احمد عرابي والوزراء الوطنيين فرفض الوزراء الوطنيون الاستقالة الا اذا صدرت لهم اوامر بذلك من مجلس النواب فلم يكن امام الخديوى توفيق من امر الا إبقاء وزارة محمود سامى البارودي وساعد على ذلك ان احدا لم يجرؤ على قبول منصب رئيس الوزراء وكانت هذه المواقف تطورا جديد في الحركة الوطنية المصرية وتمسك الشعب بحقوقه.

       على اثر هذه الأحداث بدأ التدخل الأجنبي سافرا فى شئون مصر وتقدمت الدول الأجنبية بمذكرة للخديوى توفيق فى 25 مايو 1882م وتطلب إقالة وزارة محمود سامى البارودى وإبعاد : احمد عرابى باشا مؤقتا من مصر مع بقاء رتبته ومرتباته وارسال كل من على فهمى باشا وعبدالعال حلمى باشا الى داخل مصر مع بقاء رتبهما ومرتباتهما فأعلن الخديوى توفيق أقاله الوزارة ولكن الضباط انذروه بالرجوع عن قراره خلال 12 ساعة وخرجت المظاهرات تنادى بسقوط الخديوي وتثبيت عرابي وتدهورت الامور بسرعة ولجأ الخديوي توفيق الى التآمر وبالتعاون مع البريطانيين وكان أن افتعلت بريطانيا حادثة الاسكندرية يوم 11 يوليه 1882م .

      وكانت بريطانيا قد عزمت على التدخل العسكري ولكن فرنسا خشيت ان يثير التدخل العسكري مضاعفات دولية خاصة من جانب المانيا فقد كان بسمارك ضد التدخل الإنجليزي – الفرنسي فى مصر واضطر الأسطول الفرنسي الى الانسحاب من مياه الاسكندرية واخذ الاسطول الإنجليزي يختلق الاعذار وقدم الى احمد عرابي وزير الحربية احتجاجا على اصلاح قلاع وحصون الاسكندرية وان هذا العمل فيه تهديد للأسطول الإنجليزي الموجود بمياه الاسكندرية ومع ان السلطات المصرية ردت بأن العمل في إصلاحها متوقف.  أرسل سيمور قائد الاسطول الإنجليزي مذكرة اخرى هدد فيها بضرب الحصون بمدافع اسطوله اذا لم تتوقف عملية الترميم ،وفى صباح يوم 11 يوليه 1882م بدأ ضرب الحصون المصرية ورددت حاميات الاسكندرية على مدافع الاسطول الإنجليزي ولكن المدافع الانجليزية كانت اكثر تطورا.

       وفى 12 يوليه 1882م ادرك احمد عرابي قصد الانجليز فانسحب بقواته الى كفر الدوار وأنشأ بها الاستحكامات الضرورية وفى يوم 13 يوليه 1882م وبعد ان تحقق سيمور قائد الإنجليزي من انسحاب الجيش المصري من الاسكندرية انزل اربعة عشر الفا من جنوده بقيادة الجنرال ولسلى الى الاسكندرية ثم ذهب سيمور وجنوده الى قصر رأس التين واستقبله الخديوي توفيق المتآمر ورحب به وزحف الجيش الإنجليزي نحو القاهرة ولكن قوات احمد عرابى ردته على اعقابه من عند كفر الدوار ودمنهور بعد ان رفض احمد عرابي اوامر الخديوي توفيق بالتسليم.

         سعى احمد عرابي الى تعطيل الملاحة فى قناة السويس واغرقها حتى لا يتمكن الجيش الإنجليزي من الدخول منها لكن دى لسبس (الخائن) اكد له حياد القناة وانه لن يسمح للجيش الإنجليزي بالدخول من القناه فانسحب احمد عرابي الى التل الكبير ومع ذلك فإن الجيش الإنجليزي دخل القناة ووصل الى الاسماعيلية ، ثم تحرك الجيش الإنجليزي الى التل الكبير واشتبك مع جيش احمد عرابي وكان النصر حليف الجيش المصري طوال نهار يوم 13 سبتمبر 1882م .

       ولكن تمكن الانجليز من اغراء بعض قادة الجيش وادت هذه الخيانة الى هزيمة الجيش المصري ، وزحفت القوات البريطانية الى القاهرة ودخلتها يوم 15 سبتمبر 1882م وسلم احمد عرابي ورفقاؤه انفسهم للقيادة البريطانية يوم 14سبتمبر 1882م ثم وصل الخديوي توفيق الذى خان وطنه الى محطة سكة حديد القاهرة يوم الاثنين 25 سبتمبر 1882م واستقبله الانجليز مكافأة له على خيانته استقبالا عسكريا كبيرا وبدأت مصر فترة جديدة من تاريخها وهى فترة الاحتلال البريطاني.

 

الاحتلال البريطاني لمصر 

 

بدأ الاحتلال البريطاني لمصر ،على أساس تأييد  الخديوي ، وتأمين مصالح  الأجانب واعلنت بريطانيا بقاء مصر تحت السيادة العثمانية على اساس ان حكومة مصر مستقلة استقلالا داخليا بمقتضى الفرمانات العثمانية واعلنت ان بقاء القوات البريطانية مرتبط باستقرار الاحوال الداخلية وفور استقرار هذه الاحوال ستنسحب فورا ، كما نُفى الزعيم احمد عرابي بعد محاكمته الى سيلان ولكن فرنسا والدولة العثمانية اعتقدتا ان بريطانيا تهدف في الاساس الى احتلال مصر والسيطرة على قناة السويس ودلتا النيل واشتدت معارضة فرنسا لانفراد بريطانيا باحتلال مصر. وكانت  بريطانيا تعمل على وضع اسس استمرار احتلالها لمصر فقد ارسلت حكومة جلادستون اللورد دوفرين لكتابة تقريره عن أحوال مصر فأقترح ما يلى :-

 

1-         الغاء الجيش المصري وتحويله الى قوة لحفظ الامن الداخلي .

2-         اعادة تنظيم الادارة فى مصر .

 ان تقدم السلطات البريطانية ضمانات للمحافظة على السلام والنظام والرخاء فى مصر لدعم سلطة الخديوى .

4-         تطوير الحكومة الذاتية وفاء بالالتزامات نحو الدول الاجنبية لإحياء سلطة الخديوي.

 ارسلت الحكومة البريطانية السير ، اللورد كرومر فيما بعد الى مصر ومنحته لقب : المندوب البريطاني والقنصل العام فى مصر بينما كان يمارس دور الحاكم الاستعماري وبدأ في تنفيذ السياسة البريطانية فقام بما يلى :-

1-         ألغى الرقابة الثنائية وسرح الجيش المصري.

2-         ألزم الحكومة المصرية الشرعية “باتباع الارشادات والنصائح التي يقدمها لها داخلياً وخارجياً بما يخدم مصالح دولته بريطانيا.

          قام بفصل السودان عن مصر بزعم حماية حدود مصر الجنوبية المهددة من المهديين في السودان. كل ذلك حدث برضاء من الخديوي توفيق الخائن الذى كان كل ما يعنيه هو استرداد هيبته التي هزتها الثورة العرابية ، وظل وضع الخديوي هكذا حتى تولى الخديوي عباس حلمى الثاني حكم مصر الذى كان معارضاً للبريطانيين هو ومصطفي كامل الزعيم الوطني، حيث اعتمدا  في موقفهما المعارض للاحتلال البريطاني على تأييد فرنسا لهما حيث كانت تقف موقف المعارض لاحتلال بريطانيا لمصر وظل الوئام بين الخديوي والحركة الوطنية حتى بدأ الخديوي يعيد النظر في

موقفه من الاحتلال بعد حادثتين هامين هما :

اولا: حادثة فاشودة 1898م ففرنسا فى هذه الحادثة لم تذهب فى معارضتها للسياسة البريطانية الى حد الحرب.

ثانيا: الوفاق الودى بين فرنسا وبريطانيا فى 8 ابيل 1904م حيث تخلت فرنسا بموجب هذا الاتفاق عن معارضة الاحتلال البريطاني لمصر ورفعت يدها عن تأييد حركة المعارضة المصرية للاحتلال فوجد الخديوي نفسه ينهج نهجا جديدا في سياسته مع السلطات البريطانية.

وفى 13 يونيه1906م وقعت حادثة دنشواى التي فجرت بركان الغضب لدى الحركة الوطنية واستغلها الزعيم مصطفى كامل احسن استغلال محليا وعالميا وركز هجومه على سياسة بريطانيا واشتد الصراع بين الحركة الوطنية وسلطات الاحتلال فاضطر كرومر الى تقديم استقالته وعين مكانه إلدون جورست معتمدا سياسيا وقنصلا عاما وكانت سياسته تقوم على اللين والتفاهم سياسة الوفاق الكامل مع الخديوي عباس حلمى الثاني لضرب الحركة الوطنية التي نشطت فى تلك الفترة فى تكوين الاحزاب ولكن إلدون جورست توفى فى يوليه 1911م فعين مكانه اللورد كتشز

نشأة الاحزاب وتطور الحركة الوطنية:

1)         ” حزب الامة” في 1907م ، أسسه الاعيان وكبار ملاك الأراضي ، وهو حزب ، كان يتمسك بالاحتلال ، لأنه يرى ان مصر ، ليست جديرة بالاستقلال التام ، لأنها لم تتهيأ له بعد ، وكان يرى ان مصر يجب ان تحصل على الاستقلال مرحلة ، مرحلة ، وكانت جريدة الحزب تسمى ” الجريدة “

2)         الحزب الوطني ، اسسه  مصطفى كامل ، واعلن تأسيسه فى 22 اكتوبر 1907م ، واصبح الحزب الوطني حزبا جماهيريا ، وكانت اهم مبادئ الحزب ، الدعوة الى استقلال مصر و السودان  ، استقلالا تاما غير مشوب بأية حماية او وصاية او سيادة اجنبية ، و كانت جريده الحزب “اللواء” تعبر عن رأى الحزب ، و تعمل على نشر الوعى الوطني بين أبناء الشعب .

“حزب الاصلاح على المبادئ الدستورية” وكان الحزب يعتمد على دعم الخديوى، وكانت سياسة الحزب تعمل على دعم الخديوى.

والى جانب هذه الاحزاب الكبيرة ، نشأت مجموعة من الاحزاب الصغيرة ، كان لكل منها اتجاهه .

 

1)الأحتلال البريطاني لمصر -12/1/2021

مصر أثناء الحرب العالمية الأولى :

قامت الحرب العالمية الأولى فى 28 يوليه 1914 م ، ودخلت الدولة العثمانية الحرب الى جانب ألمانيا ودول الوسط ضد الحلفاء ، فاتخذت السلطات البريطانية فى مصر مع الحكومة المصرية عدة إجراءات ، تضمن لها السيطرة التامة على مقدرات البلاد ، فأعلنت الأحكام العرفية ، وفرضت الرقابة على الصحف ، وألغيت السيادة

العثمانية عن مصر ، وأعلنت الحماية التي تحولت مصر بموجبها من مستعمرة الى محمية ، ثم خلع الخديوي عباس حلمي الثاني ، الذى كان فى زيارة لاستانبول ، وتولى الأمير حسين كامل السلطة فى مصر ، مع حمل لقب ” سلطان” ، وأصبح يعرف باسم ” السلطان حسين كامل ” .

توفى السلطان حسين كامل وخلفه السلطان احمد فؤاد الذي سار على طريق سلفه ، وقد أدت كل هذه الأمور الى تذمر الشعب المصري فتفجرت ثورة 1919م .

الثورة المصرية 1919م :

قامت هذه الثورة بسبب المظالم التي عانى منها الشعب المصري من السلطة البريطانية طوال سنوات الحرب بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول .

2)الثورة العرابية -12/1/2021

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
المؤتمر السوري العام
التالي
معلومات عن تاريخ السودان