تاريخ اوروبا

الحملة الصليبية الأولى

الحملة الصليبية الأولى

الحملات الصليبية

مجموعة من الحملات و‌الحروب  الصليبيه التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر

حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان،

وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه

 

الحملة الصليبية الأولى

 

  • حدد البابا أوربان الثاني 15 من أغسطس 1096م/ 3 رمضان 490 هـ موعدا لأنطلاق الحملة ،والقسطنطينية مكانا ً ليلتقي به المحاربون ثم ينطلقون إلى فلسطين وقسم المؤرخين الحملة الأولى إلى قسمين رئيسيين:
  • الحملة الشعبية (وتسمى حملة الفلاحين). ب) الحملة النظامية (وتسمى حملة الأمراء).
  • الحملة الشعبية: كان أبرز ما فيها هو (بطرس الناسك) الذي ألتقط دعوة البابا وكان أكثرهم تحمسا ً لها ،وكان بطرس يمشي حافيا في ثياب قذرة وكان لا يأكل إلا السمك ولم يكن ذا مكانه ،ولكنه كان بارعا ً في مخاطبته الرعاع ،قاد بطرس جموع الفلاحين والمعدمين ولم ينتظر حتى موعد البابا وبدأ انطلاقهم عبر أوروبا يحملون امتعتهم وحيواناتهم وأطفالهم ونسائهم وكان بطرس قد زار بيت المقدس وقد سلك بطرق طريقا ً طويلا ً عبر ألمانيا وهدفه:
  • الحصول على الطعام الذي يكفيه إلى القسطنطينية.
  • مواصلة الدعوة إلى الحروب الصليبية في ألمانيا.

وقد حصل على الطعام لكنه لم يلق سوى الإحتقار من النبلاء وانظم إليه مزيدا من الفلاحين والمعدمين ،وواجه بطرس أول انشقاق حين أعلن (والتر المفلس) وهو فرنسي أنه لن يستطيع التخلف في كولونيا وأخذ 12 ألف وتوجه بهما إلى المجر وكان أول الداخلين إلى القسطنطينية وواصل بطرس وفي طريقه ارتكبت جموعه كثيرا من المجازر والمشاكل وأحرقوا عددا من القرى.

تفاجأ الكسيوس كومنين بهذه الحملة الشعبية وتصرفاتها غير المشرفة وأدرك أنه بخطر ،فأخذ يعد الخطة لإبعادها عن عاصمته ومع هذا استقبل بطرس الناسك وأكرمه ومون جموعه وبعد كثير من المشاكل والسرقات نقلهم بعيدا ً عن العاصمة وتم عبورهم للبوسفور وانتقالهم إلى جانب الآسيوي من الإمبراطورية.

 أثناء تحرك الصليبيون نحو منطقة (نيقوميديا) القريبة من (نيقية) عاصمة السلاجقة حدث انقسام جديد على بطرس الناسك بين الألمان والإيطاليين من جهه وبين الفرنسيين من جهه أخرى ،وأختار الألمان والإيطاليون (رينالد) الإيطالي قائدا ً لهم ،وبقوة قوامها 7 آلاف بدأ هؤلاء يتوغلون في آسيا الصغرى وهاجموا قلعة بيزنطة ولما علموا السلاجقة بهم نهضوا لمحارتهم وأنتصروا عليهم وحاصروهم حتى سلم نفسه رينالد وأكثر رفاقة والباقون كانوا سبايا حرب للسلاحقة (برواية المؤرخ المجهول).

واستغلت المجموعة التي مع الناسك بطرس غيابه وقامت بهجوم على الأراضي الزراعية والقرى حتى بلغوا مدينة نيقية بوحشية بالغة وخرجت سرية من الجيش السلجوقي لقتالهم ثم عادت.

انتقام السلاجقة: استدرج السلاجقة الصليبيون بأن أرسل السلطان (قلج أرسلان) جاسوسيين ، أ:تراك أخبرا الصليبيون بأن رفاقهم بقيادة رينالد استولوا على نيقية وبدأوا بتوزيع الغنائم ،فتحركوا مسرعين نحوهم وقد ملأ السلطان قلج أرسلان الطريق بالكمائن وفي 21 أكتوبر وعند قرية (دراكون) وقعوا في كمين السلاجقة ،فانهالت عليهم السهام من الغابة وكانوا فريسة سهلة لسيوف السلاجقة وهزموا هزيمة فادحة وقتل منهم 25 ألف كما قتل أهم قادة الحملة مثل (والتر المفلس) ونجا بطرس الناس بصعوبة وبهذا انتهت حملة الفلاحين.

وهناك بعض الاتهامات للإمبراطور الكسيوس كومنين أنه السبب فيما تعرضت له الحملة منها ما قاله ريموندا جيل: إجبار الإمبراطور الناسك بطرس وجموعه عبور المضيق وهم الذين لم يكونوا يعرفون بموقع الحرب وفنونها وليست عندهم دفاعات كافية ،كما ذكر المؤلف المجهول: أن الإمبراطور لم يكتم فرحته العظيمة بهزيمة الحملة وأنه نقلهم عبر البوفسور بعد تجريدهم من السلاح.

بينما هناك شهادات تنفي هذه التهم عن الإمبرطور منها ما نقله المؤرخ البرت دي أكسي ،بأن الإمبراطور قام بواجبه من تموين الحملة وحذرها عن الزحف شرقا ً وأن الكارثة حلت بسؤ سلوك أفرادها واختلاف قادتها ،كما ذكر وليم الصوري أن ما حل بالصليبيين من الطيش الجنوني الذي كان عليه هؤلاء القوم الحفاة غير النظاميين.

وتفيد شهادة إسلامية أن الإمبرطور أخبر السلاجقة بظهور الفرنج كما جاء في تاريخ العظيمي.

وهذا الخبر بهذه الشهادة مستبعد جدا ً لأنه لو كان صحيح لما غفره الكتاب اللاتين للإمبراطور ولعدوه خيانة عظمى ولكانت الحملات النظامية التي جاءت قد اختلفت.

ويدلي المؤرخ الفرنسي شالندون بدلوه لصالح الإمبراطور وهو أحد الكتاب الذين كتبوا في تاريخ الإمبراطورية وعلاقتها بالغرب بحيادية إذ يفيد أن سبب نكبت الحملة هم الصليبيون أنفسهم ،أما الكتاب المعاصرين فرغم أنهم لم يتعاطفوا معها إلا أنهم غضوا النظر عن تصرفات رجالها الغوغائية بل بحثوا لهم عن تبرير كونها خرجت من عباءة الكنيسة رغم أن الكنيسة لم ترغب بخروجهم.

 

 الحملات الشعبية واليهود:

تكونت تحت تأثير دعوة بطرس الناسك وجولته في ألمانيا وأجزاء من فرنسا حملات شعبية عددها ثلاث حملات من الغرب ولكنها لم تصل إلى الشرق أو عبور الأراضي البيزنطية لأنها انتهت في الغرب قبل أن تغادره وذلك بمقابلتها عدوا ً آخر غير المسلمين هم اليهود.

  • حملة الراهب جوتشلك الألماني: جمع جوتشلك 15 ألفا ً من المعدمين وسار بهم من ألمانيا إلى بلاد المجر ووجدت جماعة جوتشلك وغيرها من الجماعات أن اليهود عدوا ً قريبا ً يجب محاربته قبل الأنطلاق إلى الشرق لأن اليهود كانوا ينتشرون في غرب أوروبا على الطرق التجارية وهم تجار مهرة وسيطروا على كثير من النبلاء والأمراء بالقروض والفوائد الكبيرة خصوصا ً أبان الحملات الصليبية ،واليهود يدركون بغض سكان غرب أوروبا لهم فبدأوا يضيقون في إعطاء القروض فحاربهم جوتشلك وقتل أعدادا ً كبيرة منهم.
  • حملة الكونت أميخ الألماني: هو أحد اللوردات الصغار من منطقة (لينرنجن) أعلن أنه صحى من نومه على صليب مرسوم على جسده وأعلن أن الحروب الصليبية ستبدأ 3 مايو 1096م ولكن هنا في ألمانيا ضد اليهود العدو الأول للمسيح وقاد حملته إلى مدينة (سبير) لتعقب اليهود ولكنه لم يقتل إلا 12 يهوديا ً بعد أن لاذ اليهود في حمى الأساقفة الذين قدموا لهم الهدايا ثم انضمت إليهم جماعة أخرى من مدينة (وورمز) قاموا بمهاجمة الحي اليهودي في وورمز ولم يعبأ الصليبيون بحماية الأسقف واحتلوا سكن الأسفف وقتلوا جميع من به من اليهود وساروا في المدن الألمانية يتعقبون اليهود ويفتكون بهم.
  • حملة الكاهن فولكمار: سمع ما فعله أميخ باليهود فسار بجماعته من (سكونيا وبوهميا) الألمانيتين ووصل إلى (براغ) لكن الهنجاريين حموا اليهود وقاموا بطرد فولكمار وتفريق جماعته.
  • مقدار الكره المسيحي لليهود: كشفت هذه الحركات الصليبية مقدار الكره الأوروبي والألماني خاصة لليهود وكشفت عن الدور المالي الذي لعبه اليهود في العصور الوسطى في أوروبا الغربية وصور المؤرخ اليهودي (يشوع براور) مذابح اليهود أنها توازي الهولوكست
  • نطرة الكنيسة المسيحية إلى اليهود: هي نظرة إحتقار والحماية لهم لم يكن لها مصدر ديني بقدر ما كان مصدرها الرشاوي وأن أحتقارهم دليل على انتصار المسيحية المظفر عليهم ،كما أن سيطرة اليهود على المال وتكلبيلهم النصارى بالفؤائد الكبيرة أذكا العداوة.

 1)https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1249/

 الحملة الصليبية الأولى (النظامية): لم يخرج الملوك لخلافهم مع الكنيسة.

  • أمراء الكنيسة:
  • هيوج كونت فرماندو: هو أخ ملك فرنسا فيليب الأول قد دفعه أخوه للاشتراك بالحملة بعد أن دعمه بعدد من الجنود والفرسان وكان أول المتحركين وانضم إليه ممن هربوا من حملة أميخ ،غرقت بعض السفن وغرق معها عدد كبير من رجاله ونجا هيوج كونت ووصل القسطنطينية فأغدق عليه الإمبراطور بالهدايا فأقسم يمين الولاء بأتباع الإمبراطور بسبب:

 أ) ضآلة ما كان معه من الجنود.

 ب) قلق شخصيته وطمعه بالمال والسلطان.

ت) كونه لم يكن مرتبطا بولاء سابق لأي جهة أخرى.

  • جودفري دي بويون: ثاني القادة الواصلين إلى القسطنطينية وعند اقترابه منها أُخبر أن هيوج اسير عند الإمبراطور فقام بمهاجمة القرى والمدن ولكن الإمبراطور أرسل له هيوج ليتأكد من كذب الخبر لكنه لم يرضى وبدأ الإمبراطور يضيق عليه حتى أتى وأقسم يمين الولاء وعبر إلى آسيا ومهد الطريق إلى نيقية وكان معه كما تذكر آنا كومنين 10 آلاف فارس و70 ألف من المشاة.
  • بوهيموند النورماني: ثالث الواصلين وأفضل الجيوش تنظيما وخبره 10 آلاف فارس و20 ألف من المشاة ،تخوف منه الإمبراطور للعلاقة السئية فيما بينهم ولقوة جيشه ،أقسم يمين الولاء وطلب أن يكون “دمستق الشرق”ولكن طلبه رفض من الإمبراطور بحجة أن الوقت لم يحن ،عسكر بالقرب من جيش جودفري.
  • روبرت دوق نورمنيدا: رابع الواصلين ومعه صهره ستيفن كونت بلوا وابن عمه روبرت الثاني كونت الفلاندرز ،تحرك من فرنسا وأقسم يمين الولاء بسهوله وأعطي الهدايا وكان أكثر المتأثرين بالهديا صهره الذي كتب لزوجته :(أن والدك بذل منحا ً كثيرة غير أنه لا يضارع بهذا الرجل).
  • ريموند الرابع كونت تولوز: آخر الواصلين وعرف باسم أحب ممتلكاته إليه سانت جيل وعرفه العرب باسم ريموند الصنجلي طالب بالقيادة لأسباب:

 أ) أنه أكبر القادة الصلبيين سنا ً.

ب) أقربهم لكنيسة روما.

ت) أكثرهم ثروة.

 ث) مرافقة مندوب البابا له. ولم يقسم يمين الولاء بسبب:

 أ) خوفه أن يعطل ذلك حصوله على قيادة الحملة.

ب) أن ذلك يهدد الصلة التي نسجها مع البابا.

ت) مساواته بالقادة الذين أقسموا يهدد طموحاته.

وتوترت العلاقة لعدم القسم بينه وبين الإمبراطور وأخيرا أقسم في 26 أبريل ثم تحسنت العلاقة مع الإمبراطور واتفقوا على الحذر من بوهيموند الماكر الخداع.

  • مكاسب الإمبراطور البيزنطي: يمين الولاء حقق له من هؤلاء القادة عدة أهداف:
  • الحفاظ للإمبراطورية على حقها في استعادة الإراضي التي كانت تحكمها.
  • الاطمئنان أنه استطاع أن يكبلهم بالعهود التي تحفظ له هذا الحق.
  • بث التنافر بين هؤلاء القادة الصليبيين.

 

  • أهم قرارات اتفاقية القسطنطينية:

  • تعهد الصليبيون بإعادة الأراضي التي كانت تحكمها الإمبراطورية لها.
  • بقسمهم الولاء للإمبراطور يصبحون من أتباعه وجندا ً في خدمته.
  • تعهد الإمبراطور بسلامتهم ومساعدتهم وتسهيل التموين لهم.
  • أن يضع فرقة من جيشه تحت تصرف زعماء الحملة لأعانتهم وتدلهم على الطريق.

ولعل القصد من إرسال الإمبراطور فرقه من جيشه بقيادة (تاتكيوس) كان بهدف:

 أ) المحافظة على صورته في العالم النصراني.

ب) مراقبة الحملة وقادتها وبعث تقارير عنها كما تزعم المصادر الغربية.

 

  • من التوقعات عن سبب مشاركة الإمبراطور بهذه الضئالة والمحدودية:
  • تلمس الإمبراطور بعد وصول الصليبيين حقيقتهم التي جعلته يتراجع عن الدفع بكل قواته لدعم الحملة.
  • أراد أن يعطي نفسه وقواته فرصة من التأمل ومراجعة الموقف وفق توالي الأحداث.
  • وجد في الصليبيين أعداء جدد لا يقلون عداء من السلاجقة المسلمون.

 

  • حدود الحملة عند الطرفين: نعتقد أن الإمبراطور اهتماماته ومطالباته وجهوده انصبت على استرجاع مناطق آسيا الصغرى التي فتحها السلاجقة في الفترة القريبة التي سبقت توليه العرش.
  • جدل حول الأعداد المشاركة في الحملة الأولى:
  • وليم الصوري: 600 ألف ذكر وأنثى من المشاة والفرسان 100 ألف.
  • فوشيه الشاتري: 600 ألف شخص بينهم 100 ألف مدرع ومدجج ويوصلهم البعض إلى مليون شخص.
  • المصادر الحديثة: 30 ألف من المشاة وما بين 4200 -4500 فارس والكثير منهم سقط تحت ضربات السلاجقة أو تعرض لمخاطر الطريق أو فضل العودة إلى موطنه.
  • مصادر أخرى: 100 -150 ألف مقاتل وهناك مآرب كثيرة لتكثير العدد أو تقليله لدى المؤرخين.

 

  • تحركات الحملة الصليبية في آسيا الصغرى: تجمع الصليبيون في آسيا بجوار سميرنا (أزمير الحالية) ورافق الجموع (تاتكسيوس) البيزنطي ،فسقطت نيقية عاصمة السلاجقة استسلاما ً ثم سقطت قونية التي أتخذها قلج أرسلان عاصمة بدلا من نيقية وكان سقوطها القضاء على المقاومة السلجوقية وهنا بدأ أول خرق لاتفاقية القسطنطينية حيث هدف القادة الصليبيون عن مكاسب شخصية لكل منهم فستولى بوهيموند على أنطاكية وأسس بها إمارة واستولى بلدوين على الرها واستولى ريموند الصقلي على طرابلس.
  • سقوط بيت المقدس: حوصر بيت المقدس حصارا ً شديدا ً لأكثر من شهر فسقط في 10 يولية 1099م الجمعة 23 شعبان 492 هـ وقد ارتكب الصليبيون مجازر فظيعة وجرائم مهولة عند دخولهم.
  • نتائج الحملة الصليبية الأولى:
  • إعلان مملكة بيت المقدس وكان من المقرر أن تكون حكومته دينية لكن موت مندوب البابا الأسقف (أدهيمار) خربط الأمور فقامت حكومة مدنية يرأسها (جودفري دي بويون) فكان ذلك أكبر لطمه تتلقاها كنيسة روما وكان لقب جودفري دي بويون (حامي القبر المقدس).
  • نتج قيام ثلاث إمارات صليبية لكل قائد من قواد الحملة في الرها وأنطاكية وطرابلس.
  • الاستيلاء على الأراضي والدور ووزعت على البارونات والأفصال لتحكم حسب الأقطاع الأوروبي وتحول ملاك الأراضي والسكان إلى عبيد عندهم.

 

2)ستيفن رانسمان: تاريخ الحروب الصليبية.

3)سعيد عبد الفتاح عاشور: الحركة الصليبية-سهيل زكار: الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية

-كلود كاهن: الشرق والغرب زمن الحروب الصليبية-أنتوني بردج: تاريخ الحروب الصليبية))

4)يوشع براور: عالم الصليبيين-ارنست براكر: الحروب الصليبية-عزيز سوريال عطية: الحروب الصليبية وتأثيرها على العلاقات بين الشرق والغرب.

5)قاسم عبده قاسم: الحروب الصليبية: نصوص ووثائق – ما هي الحروب الصليبية –الخلفية الإيدلوجية للحروب الصليبية.

6)د. عمر يحيى محمد: الحملة الصليبية الأولى: بيزنطيا ً وغربيا ً وإسلاميا ً-محمود سعيد عمران: الحروب الصليبية-مجموعات وترجمات حسن حبشي عن الحروب الصليبية ومؤرخيها

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
الحملات الصليبية
التالي
 الحملة الصليبية الثانية