تاريخ اوروبا

 الحملة الصليبية الرابعة

 الحملة الصليبية الرابعة

 الحملة الصليبية الرابعة

 

الحملات الصليبية

مجموعة من الحملات و‌الحروب  الصليبيه التي قام بها أوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر

حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، كانت بشكل رئيسي حروب فرسان،

وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيه وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه

 

 الحملة الصليبية الرابعة

يعتبر تاريخ الحملة الصليبية الرابعة تاريخا ً لتسلط النزعة العلمانية ومحاولة البابوية التخلص من ذلك التسلط وتلك السيطرة وفشلها في ذلك.

 

  • انوسنت الثالث يتلوى البابوية في روما: تولى في 1198م وتزامن مع فترة بابويته وفاة هنري السادس أكبر وأعظم رجال السياسة في زمنه مما جعل انوسنت يستفيد من هذا الفراغ السياسي في التحرك والدعوة إلى حملة صليبية جديدة خصوصا وأن المسلمين قد ضعفوا بسبب الحرب الأهلية بين العادل وأبناء أخيه صلاح الدين على الحكم.

يعد انوسنت الوريث الحقيقي لهنري السادس وقد حاول انوسنت أن يعيد إلى الحروب الصليبية نفسها الديني وأن يخضعها لإشراف البابا وتوجيهه.

  • تجهيز الحملة الصليبية الرابعة في فرنسا: تعتبر الحملة الرابعة حملة فرنسية في تأليفها لا في توجيهها فأعضاؤها البارزون كانوا أهم الأمراء الفرنسيين ،ورغم أن الحملة تزعمها ودعا إليها البابا إلا أنها علمانية على الرغم من هذه الزعامة إذ أن البارونات الفرنسيين اختاروا قائدهم وعينوا الطريق الذيي يسلكون دون إستشارة البابا في ذلك.
  • مصر كانت هدف الحملة الرابعة: لأن مصر انتقل إليها مركز القوة الإسلامية وساقت الأغراض التجارية المدن الإيطالية إليها فاتصلت هذه المدن من مصر بالبحر الأحمر وتجارة المحيط الهندي الذي اصبح الهدف الثابت للحملات الصليبية المتتاليه ،كما أن ملك بيت المقدس (املريك الثاني) عقد هدنة مع العادل عام 1200م بشأن الأراضي المقدس لا تنتهي مدتها إلا بعد 3 سنوات.
  • وفد لاستئجار السفن من البندقية: ولأن الحملة بحرية توجه وفدا من كبار رجال الحملة الفرنسية يرافقهم (فلهاردوان) مؤرخ الحملة الصليبية الرابعة إلى البندقية وتم الاتفاق على أن تقوم البندقية بنقل وتقديم المؤن لمدة عام لنحو 4500 فارس بخيولهم و900 من اتباعهم و20 ألف من الرجالة (المشاة) بصحبة 50 سفينة ويكون مكان التجمع البندقية على أن تحصل البندقية على 85 ألف مارك ونصف ما يستولي عليه الصليبيون من أراضي.

 

  • الأغراض السياسية تخيم على الحملة: اصبحت الحملة معتركا ً لأغراض سياسية طغى على تفكير القائمين بها مما حول مسار الحملة من مصر إلى القسطنطينية وأسباب ذلك:
  • الحقد والضغينة الصليبية للإمبراطورية البيزنطية والذي برز في أكثر من مرحلة من مراحل الحملات السابقة.
  • ما تحمله البندقية من ضغينة تجارية بعد انتقاص مصالحها في القسطنطينية وما تعرض له حي البندقية في القسطنطينية.
  • ما يضمره النورمانديون من عداء وثأر قديم للقسطنطينية قبل الحروب الصليبية وخلالها وتأثر أملاكهم في جنوب إيطاليا بالضربات البيزنطية.

 

  • بداية الانحراف في خط سير الحملة: شعر الصليبيون بعدم قدرتهم لدفع مبلغ 85 ألف مارك مقابل نقلهم لمصر فجرى التفاوض مع البندقية وتم الاتفاق على أن يحققوا للبندقية من أغراض والهدف الوحيد الذي جرى ذكره هو الاستيلاء على (زارا) وهي ميناء على البحر الإدرياتيكي أدعى البنادقة أن المجريين انتزعوه منهم عام وذلك عام 1202م ،هذا ولم يلتفت أحد إلى نداءات البابا ورفضه لهذا الانحراف في الحملة.
  • انحراف آخر في خط سير الحملة: في زارا انضم إلى جيش الصليبيين (الكسيوس الصغير) الذي خلع أباه (الكسيوس الثالث) واستولى على العرش ،وقد اقنع الصليبيون بالتوجه إلى القسطنطينية لاستعادة عرش والده مقابل وعود ضحمه وأموال طائلة تمكنهم من القيام بحملتهم على مصر ،فوافقوا الصليبيون رغم معارضة الكثير من الصليبيين المتشددين ومعارضة البابا ،وفي منتصف يوليوا 1203م كان الصليبيين يعسكرون أمام القسطنطينية ويهددونها.

 

  • هروب الكسيوس المغتصب ودخول الصليبيين القسطنطينية: هرب الكسيوس مغتصب العرش البيزنطي وعاد العرش إلى (إسحاق انجيلوس) بعد أن أجبره الصليبيون على إشراك أبنه الكسيوس معه في الحكم حتى يفي بوعوده لهم والذي اكتشف فيما بعد عدم قدرته على الوفاء بهذه الوعود فطلب منهم أن يبقوا لمدة عام حتى يتمكن من ذلك غير أن ما نجم عن طول زمن بقائهم في القسطنطينية وأزدياد الاتصال بأهلها لم يؤديا إلا إلى بروز الكراهية مما أدى إلى نشوب الحرب.
  • الصليبيون يقتحمون القسطنطينية: في مارس 1204م تقرر اقتحام القسطنطينية وأعلن (توماس ماروسيني) من البندقية بطريكا ً على كنيستها واستولت البندقية لوحدها على (ربع ونصف الربع) من القسطنطينية حتى أن أحد المؤرخين يتهم البندقية أنها خانت المسيحية بتحويلها الحملة حفاظا ً على مصالحها التجارية مع مصر ومقابل حصولها على امتيازات تجارية مع الملك العادل..
  • موقف البابا انوسنت الثالث من احتلال القسطنطينية: كان رافضا ً انحراف الحملة بهذا الكشل إلا أنه ما لبث أن رضي بالأمر الواقع وباركه بعد أن أُبلغ أنه الآن يستطيع تحقيق السيطرة على الكنيسة الشرقية وأن السلطة الجديدة في بيزنطة تستطيع مساعدته في تجهيز حملة جديدة على مصر.
  • نتائج الحملة الصليبية الرابعة:
  • فقدت الحركة الصليبية ما لها من قوة ونشاط واصحبت لعبة سياسية في أيدي الملوك والأمراء.
  • أكدت هذه الحملة خروج الحركة الصليبية عن سيطرة الكنيسة وتحولها بإيدي العلمانيين.

 

 1)https://www.worldhistory.org/trans/ar/2-1249/

 

2)ستيفن رانسمان: تاريخ الحروب الصليبية.

3)سعيد عبد الفتاح عاشور: الحركة الصليبية-سهيل زكار: الموسوعة الشاملة في تاريخ الحروب الصليبية

-كلود كاهن: الشرق والغرب زمن الحروب الصليبية-أنتوني بردج: تاريخ الحروب الصليبية))

4)يوشع براور: عالم الصليبيين-ارنست براكر: الحروب الصليبية-عزيز سوريال عطية: الحروب الصليبية وتأثيرها على العلاقات بين الشرق والغرب.

5)قاسم عبده قاسم: الحروب الصليبية: نصوص ووثائق – ما هي الحروب الصليبية –الخلفية الإيدلوجية للحروب الصليبية.

6)د. عمر يحيى محمد: الحملة الصليبية الأولى: بيزنطيا ً وغربيا ً وإسلاميا ً-محمود سعيد عمران: الحروب الصليبية-مجموعات وترجمات حسن حبشي عن الحروب الصليبية ومؤرخيها

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
 الحملة الصليبية الثالثة
التالي
 الحملة الصليبية الخامسة