الرحالة محمد عقيل المسلم

الرحالة محمد عقيل المسلم

رحالة كويتي طاف العالم لمدة تسع سنوات على دراجة   وقطع اكثر من 25 الف كيلومتر مربع  زار خلالها الكثير من دول ومدن العالم 

بداية حب السفر 

بدأ حبه للسفر ورغبته باكتشاف العالم وذلك في المرحلة الابتدائيه من عمره حيث  كان أحد اساتذته يشرح لهم عن الكرة الارضيه 

حيث كانت هي نواة الشغف وحب الاستكشاف للعالم من حوله 

تأثر الرحالة المسلم  في  سيرة الرحالة ابن بطوطة ، كان الرحالة شديد التولع بالسفر وحب اكتشاف الكرة الارضة 

يقول الرحالة محمد المسلم كنت أتساءل كيف نعيش على هذه الكرة ولا نقع من فوقها،

ومن هنا بدأت الفكرة تتبلور برأسي، حتي جاء للكويت الرحالة الالماني هونز برجا واثناء جولته حول العالم مارا بالكويت

أقام خيمته بثانوية الشويخ، كان عمري وقتها 16 عاما، قابلته وتحدثت معه عن رحلته،

عن البلدان التي مر بها، ومدتها، وقلت له انني سأقوم برحلة حول العالم،

فقال لي انتم شعوب النفط المترفة لا تتحملون مثل هذه الرحلات الشاقة،

فتحديته وطلبت منه ان يتنازل عن ميداليته الخاصة اذا قمت بالرحلة فوافق،

وبالفعل ذهبنا لرئيس النجدة آنذاك عبدالسلام شعيب والقنصل البريطاني

وشركة امين اويل ليكونوا شاهدين على الاتفاق، وتم توقيع ورقة التنازل، واحتفظت بها.

 

بداية الرحلة 

الرحالة محمد عقيل المسلم

انطلق المسلم  في بداية رحلته وكان  دافعه الأول هو التحدي الذي قطعه على نفسه وكذلك الشغف والأصرار  للترحال حول العالم 

بدأت رحلته عام 1962 م  وكانت وسيلة النقل الوحيدة التي يمتلكها  هي دراجة هوائية موديل 1922 تم صناعتها عام 1919 للجيش البريطاين 

وكان يملك من المال معه في الرحلة 750 جنيه استرليني كانت او محطاته هي  إيران ثم أفغانستان، وطاف أوروبا كامله حتى وصل 

الى الاتحاد السوفييتي، وعاد الى الطريق ذاته الى الجزيرة العربية  حيث زار اليمن، وحضرموت، وقطر، والشارقة ورأس الخيمة، والبحرين وأبوظبي،

ثم توجه الرحالة المسلم الى أفريقيا، ليبيا، تونس، ومراكش، وإسبانيا، فرنسا، بلجيكا،

 

وكان أول عربي يدخل الجزائر بعد استقلالها مباشرة، وتم وضع اسمه على النصب التذكاري في الجزائر.

استمرت رحلته حول العالم 9 سنوات 

 

رحلته في افريقيا 

في افريقيا تعرض الرحالة المسلم الى قبيلة من القبائل المتوحشة،

وأخذت منه كل مايملك بما فيه ملابسه  في  احدى غابات غينيا التي كانت جزءين،

احدهما تابع لإندونيسيا والآخر لأستراليا،   يقول الرحالة المسلم

كنا في الـ 12 ظهرا كأننا في منتصف الليل من كثافة الأشجار،

وضعت بوصلتي مع الساعة فأخذتني البوصلة عكس الطريق، لمدة 17 يوما بالغابات،

مررت بالعديد من القبائل وكنت اتزود منهم بالماء والطعام، وأثناء السير وجدت شابا احمر الوجه

وبيده مسدس طلب مني طعاما، علمت فيما بعد انه أميركي يدعى مايكل

كان في رحلة تابعة لجامعة هارفارد الأميركية ضل طريقه وسط الغابات وتخلف عن الرحلة،

وأكملنا السير معا وفي اليوم الثاني للقائي معه، قابلنا اناسا كانوا قصيري القامة

ومشعرين يتسلقون الأشجار مثل القرود، خاف منهم مايكل، اطلق عليهم النار حتى نفدت الذخيرة،

امسك بنا الباقون منهم وأخذونا إلى منطقة أخرى حيث توجد منازلهم وسط الأشجار،

وفي منتصف المنازل مكان مخصص لحفرة كبيرة من النار،

امسكوا مايكل ووضعوه على الأرض وربطوه جيدا، وجاء كبيرهم في السن،

كان شعره ابيض، وأخذ يضع أحجارا على النار منتصف الحفرة وعندما تصبح شديدة الحمرة،

يضعها على جزء من جسم مايكل ثم يأكل، وبدأ الآخرون يفعلون مثله حتى انتهى أمره.

أما انا فكنت مربوطا في شجرة مليئة بالأشواك،

اذا حاولت التحرك فسأصاب بالشلل، من دون طعام ولا ماء، حتى فقدت الوعي تماما،

واستيقظت على صوت طلق ناري، عرفت فيما بعد ان والد مايكل حاكم مدينة نيويورك كلارك روكفيلر

كان يبحث عنه، فقام باستئجار مجموعة مسلحة دفع لهم 2 مليون دولار للبحث عن ابنه،

وعندما استيقظت وجدتهم يقولون لي انت مايكل، فقلت لهم اسمي محمد،

وظللت بمستشفى سيدني لمدة شهر، وزارني والد مايكل شرحت له ما حدث لنا،

وطلب مني المساعدة للوصول الى عظام ابنه وبالفعل ذهبت معه للمكان نفسه،

وقد سجلت الخريطة التي صدرت من اليونيسكو بإدارة الجغرافيا اسمي على المنطقة التي اكتشفتها،

وهي بحجم 25 كيلومترا مربعا، وسجل عليها انها اكتشفت بمعرفة الرحالة الكويتي محمد عقيل مسلم،

بكل ما فيها من أشجار وحشرات وسلمتها الى قسم الجغرافيا في اليونيسكو،

وبعدما تعافيت كان علي مواصلة الرحلة وكنت متوجها الى جبال عاد في عمان.

 

رحلته في الربع الخالي 

 

كانت رحلته ا لى الربع الخالي من اكثر الرحلات قساوة وفيها الكثير من المعاناة 

يقول الرحالة المسلم كنت على وشك العودة  وأنا على بعد 4 أمتار من المنطقة،

لكن حب الفضول والاكتشاف دفعني الى المواصلة،

 

منطقة كوريا جولف 

كانت  رحلته الى كوريا جولف  وهي منطقة شيوعيه  بين فيتنام وتايون

وكان صعب العبور في  هذه المنطقة لأحتمالية تعرضه للمشاكل كبيره

، فكر  الرجالة في العبور بمنطاد بحر، وعندما وصل فيتنام اصطدم المنطاد بسفينة،

غرق المنطاد وبقي يشرب من مياه الامطار لمدة  21 يوما  ويأكل السمك 

حتى تم أنقاذه من قبل  قارب صيد ياباني، حمله معه الى كوريا الجنوبية.

 

رحلته الى الهند 

يتحدث الرحالة المسلم  عن  رحلته للهند قائلا 

عند دخولي مقبرة غاندي وجدتها عبارة عن مربع كبير يعلو عن الارض 90 سم،

الى جانبها صندوق حديدي لوضع التبرعات فيه،

وزرت قبر الرجل الذي صنع استقلال الهند وهدم تمثال الاستعمار الانجليزي،

وفي طريقي مررت بمبنى السفارة الأميركية الضخم،

ومبنى البرلمان الهندي، وقابلت أبي الحسن الندوي الرجل الذي عاش حياته يطالب بحقوق المسلمين الهنود،

وتوجهت الى محرقة الهندوس، حيث تحرق جثث الأموات، ورأيت أطيافا من الديانات،

وفي اليوم الثالث من وصولي الى بومباي وصل صاحب السمو المغفور له الشيخ عبدالله السالم

وذهبت لزيارته، وكانت يده الكريمة لها الفضل في محو كل ما قابلته من متاعب وجددت عزيمتي لاستكمال رحلتي.

 

مقابلة الرئيس الامريكي كينيدي 

يتحدث المسلم عن  رحلته الى امريكا  والتي  ألتقى  فيها برئيس الولايات المتحدة الامريكيه في ذلك الوقت جون كينيدي 

وكان برفقة السفير المصري  حيث لم يكن للكويت  في تلك الفترة سفارة  في امريكا 

يقول المسلم 

اخبروني بأن مدة المقابلة لاتتعدى  خمس  دقائق، دخلت وكان جالسا على كرسي مكتبه،

ألقيت عليه السلام فرد علي، ونظرت الى ساعتي وقد انتهي الوقت المحدد للمقابلة،

طلب مني الجلوس، وقال لي هل صحيح العرب

يعيشون في بيوت الشعر ويستحمون مرة واحدة ويركبون الجمال؟ فقلت له:

نعيش في بيوت الشعر ونركب الجمال لكننا أنظف شعوب العالم

لان ديننا الإسلامي فرض علينا الاغتسال 5 مرات في اليوم للوضوء،

ولكن انتم قراصنة بالبحار تذبحون بعضكم،

وكل العلوم التي تعلمتموها من عندنا، تبسم قائلا

«ما سمعته عن شباب العرب من الشجاعة والجرأة صحيح

وقتها كان موعد الغداء فدعاني لتناول الغداء معه في بيته بحضور زوجته جاكلين،

رفضت أركب سيارته وذهبت بدراجتي، وقتها كتبت عني الصحف الأميركية وعن وجرأتي مع الرئيس.

 

مدينة المعمرين 

خلال رحلته حول العالم وصل الى مدينة هونزبرجي وهي مدينة 

تقع على الحدود بين الصين وباكستان   

ويطلق عليها اسم المعمرين لكثرة السكان فيها والذي يصل اعمارهم الى 150سنه 

يعيشون حياة بسيطة ويتمتعون برفاهية عقلية وجسدية، يأكلون الطيور والفواكه،

مسلمون، يعرفون العالم، ولديهم ملك يحكمهم،

يعمل في أرضه مثلهم، وعندما زارتهم طبيبة بريطانية لم تجد عندهم مريضا فقررت العيش معهم.

لم أشاهد لديهم سوى تلفاز واحد يفتح للجميع في بيت الملك،

لهم عادات وتقاليد، ليست لديهم عملات نقدية،

يعتمدون على التبادل والمقايضة، في أثناء زيارتي لها عام 1960 كانت تابعة لباكستان.

 

رحلته الى الجزائر 

يقول الرحالة المسلم عن رحلته الى الجزائر  

والذي وصلها اثناء حرب الجزائر مع  فرنسا    حيث تطوع  معهم

  وشارك  في نقل الأسلحة من مصر عبر الصحراء الليبية وتعوزيها 

كما شار في فترات  مع المجاهدين في ساحات القتال، وفي ليلة الاستقلال كنت متواجدا بالثكنة الفرنسية

وحدث انفجار راح ضحيته مجموعة كبيرة من طلاب الكلية الفرنسية،

تصور البعض انني استشهدت لكنني وقعت في البحر وظللت اسبح حتى وجدت باخرة صيد،

وعندما سألوني اخبرتهم انني رحالة كويتي،

بعدها علمت انهم وضعوا اسمي على النصب التذكاري للشهداء،

وطلبت منهم مسح اسمي لكنهم رفضوا،

ودعاني رئيس الجمهورية ومنحني ميدالية جزائرية

في الشجاعة وعرض علي الجنسية الفخرية، لكنني رفضت

 

 

رحلته الى جبال عاد 

اثناء رحلته الى جبال عاد  في عمان  يتحدث الرحالة قائلا 

عندما تسلقت الى الجبل وعندما أردت التخييم للنوم وجدت نفسي محاطا

بقوم عراة لا يختلفون عن الأقوام البدائية في تاريخ الجنس البشري،

حاولت التحدث معهم باللغة العربية فلم يفهموني، اقتادوني الى قريتهم

التي كانت عبارة عن مغائر وسط الجبال، مزقوا ثيابي،

وحاول أحدهم لبس قميصي في قدمه والآخر في رأسه،

أخذوا الراديو الترانزستور الذي كان معي وحطموه، ظللت عاريا طوال الليل،

أخذوا كل ما أملكه وأرغموني على مشاركتهم جنبا الى جنب،

وغطوني بجلد تفوح منه رائحة كريهة وفي الصباح بعدما ناموا هربت فوجدت نفسي

بالقرب من مجرى مائي ارتميت للشرب وبحثت عن شيء يستر عورتي

حتى رأيت اطفالا ينظرون الي على مسافة لكن بحذر وخوف،

اقتربت منهم وبدأت أتحدث اليهم بالعربية واطلب المساعدة،

اطمأنوا وأعطوني ملابس وأكملت السير معهم الى بيت كبيرهم يدعى السيد برشود

الذي اكرمني كعربي وقضيت عندهم ثلاث ليال، وتحدثت معهم عن رحلتي،

كانوا لا يعرفون شيئا سوى الكتابة والقرآن، تحدثت معهم عن الكويت وواصلت الرحلة

بعدما بعث إلي الميجر الانجليزي مدادا من رجاله لاستعادة اوراقي وشراء كاميرا وراديو،

وعلمت فيما بعد أنهم قوم بدائيون يحرقون جثث موتاهم ويقطعون لحم فريستهم بالحجر،

ومنقطعون عن العالم، لقد نجوت منهم بأعجوبة إلهية.

منجم الألماس في البرازيل

اثناء رحلته الى البرازيل   وجد منجما للألماس بالصدفة،

وذلك عند وقوعه في بئر تبلغ عمقها 6 أمتار، وكان فيها بحيرة ومع طلوع الشمس

وجد الرحالة في تلك البحيرة الكثير من الاحجار الكريمة 

استطاع جمع  مجموعة منها  وعند وصوله الى العاصمه البرازيل،

قام ببيع هذه الأحجار، بمبلغ 500 ألف دولار، بعدها أخبرت المسؤولين عن مكان المنجم

¹⁾الرحالة عقيل المسلم – الانباء الكويتيه -اطلع عليه بتاريخ 20/11/2020

 

رحلته في غابات الامازون 

اثناء رحلته الى غابات الامازون والاكوادور يتحدث الرحالة المسلم عنها  قائلا 

غابات الامازون مليئة بالعجائب من النباتات والأشجار والمناظر الطبيعية،

رأيت وردة جميلة ذات رائحة زكية، عمقها يصل إلى 4 امتار تحت الأرض،

قرأت عنها سابقا، بمجرد لمسها تقبض على الإنسان وتعصره حتى يموت،

ثم تكسر عظامه، لذلك كنت أحرص على القراءة عن الأماكن التي أقوم بزيارتها لأخذ الحيطة.

صنعت حذاء من الالمنيوم لحماية قدمي، وشاهدت النمل المتوحش الذي يأكل البشر،

ورأيت عجائب الدنيا في الأنهار التي تعيش فيها اسماك تأكل الإنسان في اقل من لمح البصر،

ومن اطرف ما شاهدت في ماليزيا وانا اسير بدراجتي

رأيت حية متوحشة تسير وسط الناس طولها عرض الشارع 13 مترا،

وعندما سألتهم الا تخشونها، فقالوا انهم كل 25 يوما يقدمون

لها البقر والغنم والحيوانات المريضة، واذا جاعت ابتلعت كل شيء أمامها

نهاية الرحلة 

لقد استغرقت رحلة الرحالة الكويتي محمد عقيل المسلم قرابة التسع سنوات 

زار من خلالها  الكثير من دول العالم وقطع خلالها 25 الف كيلو متر مربع 

وقبل انتهاء رحلته توجه الى مدينة اخن الالمانيه  حيث محل اقامة الرحالة الالماني هونزا برجا 

يقول الرحاله المسلم 

حملت له صورة طبق الأصل من  الاتفاق الذي كان بينه وبين الرحاله الالماني

الذي وقع عليه الشهود وقدمته له، إلا انه قام بتقطيعه وطردي من منزله رافضا،

قمت بتقديم شكوى للحكومة الألمانية وتم استدعاؤه،

وصدر حكم خلال عامين وأخذت كل الميداليات وقدمتها هدية الى جامعة الدول العربية

التقى خلال رحلته 132 من  ملوك ورؤساء دول العالم حصل على خطابات وميداليات وهدايا،

منهم الشيخ عبدالله السالم الذي كتب له رسالة بخط يده،

أعرب فيها عن سعادته وفخره بأنني أحد أبناء الكويت البارين.

كما حصل على هدية عبارة عن سيف من الملك سعود بن عبدالعزيز

ملك المملكة العربية السعودية ومسدس من الملك حسين بن طلال ملك الاردن

كما التقى امبراطور اليابان قائلا:

سألني عن الكويت وكيف يعيش أهلها، في الوقت الذي كانت اليابان تشتري البترول من الكويت،

وقد أهداني ميدالية وألبوما للصور، وجهاز عبارة عن راديو وكاميرا ومسجلا يعمل 9 ساعات متواصلة

كما قابل ملكة بريطانيا ورئيس وزراء الهند ومنحه  جمال عبدالناصر ميدالية النيل

وأعطاه عبدالسلام عارف ميدالية تقدير لشجاعتي والتقى في الإمام أحمد ملك اليمن قبل وفاته 

تتواجد دراجة الرحالة حاليا في المتحف البريطاني بعد طلب المتحف

من الرحالة اعادتها الى بريطانيا  وهي مسجله باسمه في المتحف

²⁾الرحالة محمد عقيل المسلم -الانباء الكويته -اطلع عليه بتاريخ 20/11/2020