معلومات تاريخيه

 العرب والحرب العالمية الأولى

 العرب والحرب العالمية الأولى

 العرب والحرب العالمية الأولى

(1) – مراسلات الحسين – مكماهون

 

  • دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى وموقف الحلفاء (وخصوصًا بريطانيا).
  • الاتصالات بين كتشنر والحسين.
  • الاتصالات بين الحسين والجمعيات العربية السرية بالشام، واختيارهم للحسين قائدًا للثورة العربية.
  • موضوعات الرسائل المتبادلة بين الحسين و مكماهون.
    العرب والحرب العالمية الأولى

عمل الحلفاء على تنفيذ مخططهم الذي يهدف إلى هزيمة الدولة العثمانية، بفتح جبهات متعددة ضدها تتوزع بسببها جهود العثمانيين، وترغمهم على الابتعاد عن حلفائهم، وذلك عن طريق :-

أ‌-          إشاعة الفوضى والاضطراب داخل الولايات العربية .

ب‌-        تحريض رؤسائها وأمرائها على الثورة ضد الدولة العثمانية لتحقيق غرضين عاجلين هما :-

أولاً :- فتح جبهة عربية داخل أملاك الدولة ذاتها  ، تستنفذ قسما كبيرا من جهود العثمانيين العسكرية والسياسية ، فلا يقدرون على الصمود فى جبهات القتال الأخرى.

ثانياً:- إلحاق الأذى بمركز العثمانيين داخل الجزيرة العربية نفسها ،

فلا تستطيع قواتهم الموجودة فى اليمن وعسير والحجاز القيام بتحركات من اجل مؤازرة عمليات العثمانيين العسكرية فى العراق والشام ، أو ضد قناة السويس، بل تبقى هذه القوات العثمانية فى الجزيرة العربية محجوزة فى أماكنها ، وبتحقيق هذين الغرضين العاجلين يتسنى للحلفاء هزيمة العثمانيين ، وتخليص  الولايات العربية من نفوذهم ، الأمر الذي سوف يجعل ممكنا تقسيم هذه الأقطار فيما بين الحلفاء.

ومن ثم كان التفكير فى تقسيم أملاك الدولة العثمانية من جهة ،  ثم فى تشجيع العرب على الثورة ضد العثمانيين من جهة أخرى ،

ضرورة اقتضتها ظروف الحرب الدائرة ذاتها على ان يقوم التقسيم على مبدأ التوازن بين الدولة المتقدمة به ، بحيث لا يطغى نصيب احدها على الأخرى ، هذا إلى جانب تشجيع العرب على الثورة ، وكانت هذه مسئولية بريطانيا ، حيث تولى المسئولون الانجليز مهمة تدبير، او تحريك الثورة العربية. ولذا فإنهم اخذوا يمنون امير مكة الشريف حسين بمستقبل باهر ، فلوحوا له بالخلافة، مما جعله يعتقد ان ذلك سوف يساعده على تكوين دولة عربية إسلامية واسعة، “تضم تحت سلطانه الأقطار العربية فى الهلال الخصيب، وفى الجزيرة العربية ، باعتباره خليفة للمسلمين ، وملك العرب،

وذلك بمعاونة الانجليز ، ان التزام الانجليز تجاه تشمل إنشاء هذه المملكة العربية الكبيرة”.

ولكن مما ساعدهم الى الوصول الى هدفهم فى إثارة الشريف حسين ، أن علاقة الشريف حسين بالاتحاديين كانت سيئة نتيجة للسياسة التي اتبعها الاتحاديون  ، والتي تهدف الى التدخل فى شئون الولايات العربية ، وعن طريق هذا الاسلوب اخذ اتباع الاتحاديين يتدخلون لتقييد سلطة الشريف ، فحاول الشريف ان يوقف هذا التدخل بالضرب على يد عمال الاتحاديين وانصارهم، ولانه ادرك انه لايستطيع ان يقف بمفرده فى وجه الدولة

 

 

 

  

العثمانية ، ولذا بدأت الصلات بين الشريف حسين وبين بريطانيا منذ 1912م ، للوقوف على نوايا بريطانيا نحوه ، ومدى استعدادها لتأييد مركزه ، اذا هو اضطر الى مقاومة الاتحاديين فى الآستانة ، وذلك حينما حدثت اول مقابلة بين عبدالله الابن الثانى للشريف حسين- الذى كان يؤمن بفوائد التفاهم الانجليزى- العربى ،   ومتحمسا له- وبين لورد كتشز المعتمد البريطاني ، حين سفره الى الاستانه بطريق البحر الاحمر والسويس ، حيث شكره كتشز باسم حكومته على حسن معاملة الحجاج الهنود فى عهد والده ، ثم سأله عن شكل الإدارة فى الحجاز، والعلاقة بين حاكم الحجاز العثمانى والشريف ، فأعطاه عبدالله فكرة عامة عن مخاوف

الشريف حسين ، واسباب قلقه ، وانزعاجه من سياسة الاتحاديين، وحينما التقى عبدالله وكتشز للمرة الثانية ، كانت مخاوف الشريف حسين قد ازدادت من سياسة الاتحاديين .

وبينما كان الشريف حسين، يتلمس الظروف والاحتمالات من حوله، وصله فوزى البكرى فى الاسبوع الاخير من يناير 1915م ، رسولا من جمعية ” العربية الفتاة” التي اصبح مقرها فى دمشق ، وكان يحمل للشريف حسين رسالة شفهية فحواها ، ان الزعماء الوطنيين فى الشام والعراق ، يميلون الى الثورة للحصول على استقلال العرب ، وكان احمد جمال باشا الذى وصل الى دمشق منذ ديسمبر 1914م ، كقائد للحملة التى كان هدفها تحرير مصر

” ومنح من السلطات بحكم القانون العسكري ، ما اصبح بمقتضاها رئيسا للحكومة فى بلاد الشام، وقائدا عاما للجيش ” وكان يريد ان يستفيد من الدعوة الى الجهاد اقصى ما يستطيع من فوائد ” لذا بذل هو وانور باشا اقصى ما يستطيعان من جهد لاكتساب تأييد الشريف حسين، ولكن الشريف حسين ، كان قد ارسل ابنه فيصلا في مهمة لاستانبول ، وكان السبب الحقيقي من وراء سفر فيصل، هو الاتصال بالزعماء العرب فى دمشق، ونزل عند آل البكري، وتمكن اثناء اقامته فى دمشق من الاطلاع على اسرار الحركة العربية القومية، وعقد اجتماعات سياسية مع الاعضاء البارزين فى جمعية العربية الفتاة،

حيث كانوا مترددين فى البداية عن مصارحته بما يدور فى نفوسهم، لأنه كان معروفا عنه الميل للتعاون مع العثمانيين، ولكن عندما افصح عما بداخله بأن تفضيله للعثمانيين ناجم عن مخاوفه من اوروبا ، تغير الموقف ، وبدأوا يشرحون له الأسباب التي دفعتهم الى الاتجاه نحو الثورة، وكشفت الجمعية اسرارها لفيصل الذى اصبح عضوا فيها ، بعد ان حلف اليمين ، ثم اجتمع ببعض اعضاء جمعية العهد، وكانت الجمعيتان ترغبان فى الانفصال عن الدولة العثمانية ، ” ولكن هذه الرغبة كان يكبحها الخوف من المطامع الفرنسية والبريطانية والروسية”

       وكانت هذه المخاوف من الاطماع الاوربية صادقة ، لها ما يسوغها ، مما دفع الزعماء العرب الوطنيين الى الحذر الشديد، وحينما وصل فيصل الى دمشق ، كان هم الزعماء العرب ، ان يغتنموا المناسبات والفرص التى تتيحها لهم الحرب ، لينالوا ضمانات قوية تؤمن استقلال العرب فى المستقبل ، كان هذا مدار تفكيرهم ، ولم يكونوا يعرفون شيئا عن المراسلات بين كتشز  والشريف حسين ، ولذا فان فيصل انضم إلى الجمعيتين بحماسة المؤمن المخلص ، وفى أثناء عودة من القسطنطينية سلمه الزعماء العرب ميثاقا مشتركا ، وطلبوا من فيصل أن يحمله إلى أبيه ، ليكون موضع

المحادثة مع  الحكومة البريطانية ، وليكون اساس العمل المشترك ، حيث حدد هذا  الميثاق ما يلى :-

  • اعتراف بريطانيا العظمى باستقلال البلاد العربية داخل نطاق جغرافي محدد.

 ب‌-       إلغاء جميع الامتيازات الاستثنائية التى منحت للأجانب بمقتضى الامتيازات الأجنبية .

جـ- عقد معاهدة دفاعية بين بريطانيا العظمى والدول العربية المستقلة.

د- تقيم بريطانيا العظمى وتفضيلها على غيرها من الدول فى المشروعات الاقتصادية.

فى تلك الأثناء كانت الحكومة البريطانية ، وبخاصة سلطاتها فى القاهرة ، تبذل جهدها لتفادى ، مخاطر الدعوة الى الجهاد ،

وفى 14 يوليه 1915 م ، أرسل الشريف حسين مذكرة مع احد الموثوق فيهم  ، ويدعى الشيخ محمد عارف   ، وقد اشتملت المذكرة على الشروط التى يشترطها العرب لاشتراكهم فى الثورة والحرب ضد الدولة العثمانية وحلفائها ، مع إضافة شرطين هما :-

 ان توافق انجلترا على إعلان خليفة عربى للمسلمين ، وان البنود الخاصة بالمساعدة المتبادلة تظل سارية مدة خمسة عشر عاما ، وقد تتمدد باتفاق الطرفين وقد جاء رد سير مكماهون على هذه

المذكرة مراوغا فلم يتضمن ردا صريحا بالقبول او الرفض ، ذاكراً له “أن مصالح العرب هى مصالح انجلترا ، ومصالح انجلترا هى مصالح العرب”

” اما ما يتعلق بالحدود فقد يكون بحثنا فى مثل هذه التفاصيل ، والوقت قصير والحرب قائمة – سابق لأوانه – وخاصة ان الدولة العثمانية لاتزال تحتل قسما كبيرا من الأراضي التى اشرتم اليها فى اقتراحكم

” اما المنح المطلوبة للأراضي المقدسة فابدي استعداده لإرسالها بعد معرفة كيفية ومكان تسلمها” ولذلك كانت هذه الرسالة مثار نفور الحسين منها، ومن هنا فان رسالته الثانية الى سير هنرى مكماهون حملت دهشته ” لما قوبل به اقتراحه الخاص بتحديد حدود المنطقة العربية المستقلة من ” غموض وبرود وتردد” ، وعنى بأن يوضح له ان تلك المقترحات ليست صادرة من شخصه وحده ” بل هى مقترحات شعب بأسره” يعتبرها شرطا أساسيا، حيث ان قضية الحدود تعتبر مسألة اساسية تهم جميع الشعب الذى ينطق الحسين باسمه ، وأوضح الحسين فى رده ان نتيجة المفاوضات مع مكماهون ” متوقفة على موافقتكم او رفضكم قضية الحدود المقترحة”  ، أصبحت الأمور واضحة أمام مكماهون غاية الوضوح ، فإما الموافقة الصريحة ، وإما الرفض الصريح ، ولذلك نجده فى رده ، يذكر ان الحكومة البريطانية فوضته بان يقدم باسمها  تعهدات معينه ، خلاصتها ان حكومة بلاده تقطع على نفسها عهدا ” بان تعترف باستقلال العرب فى المنطقة التى حددها الشريف باستثناء أجزاء معينة من اسيا الصغرى والشام ، وان تدعم هذا الاستقلال” وقد نص على تحفظات خاصة ببعض المقاطعات فى تلك المنطقة ، وهى المقاطعات التى كانت بريطانيا العظمى مرتبطة فيها بمعاهدات مع بعض الأمراء العرب.

وعليه يجب ان تستثنى من الحدود مع هذا التعديل ، وبدون تعرض للمعاهدات المعقودة بيننا وبين بعض رؤساء العرب ، نحن نقبل تلك الحدود، اما الأراضي التي تستطيع انجلترا العمل فيها بملئ الحرية ، دون ان توقع ضررا بحليفتها فرنسا ، فان لى السلطة التامة باسم حكومة صاحب الجلالة ان اعطيكم الضمانات التالية جوابا على كتابكم :

1-         ان انجلترا مستعدة على اساس هذه التعديلات ان تعترف باستقلال العرب ، وتقديم المساعدة لهم فى الحدود التي اقترحها شريف مكة.

2-         تحمى بريطانيا الأراضي المقدسة من كل اعتداء خارجي وتعترف بوحدتها

3-         تقدم بريطانيا للعرب عند الحاجة كل المساعدة وتعاونهم فى تشكيل أفضل شكل من أشكال الحكومة فى مختلف البلاد العربية.

هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى فان العرب يوافقون على استشارة ومعونة وإدارة بريطانيا العظمى وحدها ، ويرضون بان يكون جميع الموظفين الذين يحتاجون اليهم لتنظيم دوائر مملكتهم من البعثة الانجليزية ، كما اشترط ان يكون لولايتى البصرة وبغداد نظام أدارى خاص للمحافظة على تلك الأنحاء. من الاعتداءات الخارجية ، فيما عدا هذه التعديلات ، فان بريطانيا العظمى مستعدة بان تعترف باستقلال العرب، وتؤيد ذلك الاستقلال فى جميع الأقاليم الداخلة ” فى الحدود التى يطلبها دولة شريف مكة”  .

ورد الحسين على رسالة مكماهون   برسالة في نوفمبر 1915م ، أوضح فيها موافقته على استثناء تلك الأجزاء من بلاد الشام الواقعة فى الجبهة الغربية

رد مكماهون على الشريف حسين :

أعرب عن ارتياحه لاستثناء مرسين من حدود البلاد العربية،   ولكنه ظل مصرا على تحفظه فى موضوع المناطق الساحلية الواقعة فى سورية الشمالية ، لوجود مصالح فرنسية فيها ، ولذا فان المسألة تحتاج الى نظر دقيق ، ثم حث الحسين على بذل أقصى الجهد لعدم تقديم العون للعدو الى ان يحين الوقت المناسب لإعلان الثورة ، وان بريطانيا لن تبرم صلحا على أسس لا تكفل ” حرية الشعوب العربية”، فرد الحسين ، ذاكرا ” ان ما يتعلق بقضية العراق ، وقضية التعويض الذى افترضناه لقاء احتلاله، فإنني رغبة في تقوية ثقة بريطانيا بنوايانا في القول ، والعمل، ادع أمر تقديم المبلغ الى حكمتها وعدالتها”.

خلاصة ما سبق

  • لماذا دخلت الدولة العثمانية الحرب ضد الحلفاء؟

– لاستعادة ولاياتها التي احتلتها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا (مصر- السودان- تونس- الجزائر- ليبيا- إمارات الخليج العربي).

  • سعي الحلفاء لفتح جبهات متعددة ضد الدولة العثمانية.
  • التفكير في تقسيم أملاك الدولة العثمانية بين الدول الأوربية.

الاتصالات بين كتشنر والحسين

  • علاقة الحسين بالاتحاديين وخوفه من العزل.
  • سعيه للتفاهم مع بريطانيا فاتصل بالمندوب السامي البريطاني في مصر (كتشنر) سنة 1912.
  • عبد الله بن الحسين يقابل كتشنر مرتين (فبراير وأكتوبر 1914) ويطلعه على سوء العلاقة بين والده والاتحاديين.
  • كتشنر يشكر الحسين على تسهيل الحج للمسلمين الهنود الخاضعين لبريطانيا.
  • قيام الحرب وتعيين كتشنر وزيرًا للحرب في بريطانيا.

الاتصالات بين الحسين والجمعيات القومية بالشام

  • جمال باشا يصل دمشق ويستعد لحملة مصر ويضطهد القوميين العرب بالشام (ديسمبر 1914).
  • فوزي البكري يقابل الحسين ويدعوه لقيادة ثورة عربية
  • فيصل بن الحسين يزور دمشق ويجتمع بأعضاء ”العربية الفتاة“.
  • بروتوكول دمشق ينص على اعتراف بريطانيا بدولة عربية كبرى تشمل الشام والعراق والجزيرة العربية وإلغاء الامتيازات والتحالف بين العرب وبريطانيا).

المراسلات بين الحسين ومكماهون (1)

  • الرسالة الأولى من الحسين (14 يوليو 1915) يطالب فيها مكماهون بأن تعترف بريطانيا بدولة عربية كبرى (بالحدود الموضحة طبقا لبروتوكول دمشق) مع إعلانه خليفة للمسلمين.

– الرد من مكماهون (مماطلة) ”إن مصالح العرب هي مصالح بريطانيا ومصالح بريطانيا هي مصالح العرب… والحرب قائمة الآن فليس هذا وقت بحث الحدود“.

المراسلات بين الحسين ومكماهون (2)

  • الرسالة الثانية من الحسين (يبدي دهشته من مماطلة مكماهون ويقول: إن هذه ليست مطالب خاصة له بل هي مطالب العرب كلهم وهي مطالب أساسية للتعاون مع بريطانيا في الحرب.
  • الرد من مكماهون (في 24 أكتوبر 1915) بالوافقة ونصه: تتعهد بريطانيا باستقلال العرب في المنطقة التي حددها الشريف، باستثناء مناطق معينة من الشام وآسيا الصغرى، مع التحفظ بشأن بعض الأمراء العرب في نجد والخليج، ووضع نظام إداري خاص لولايتي البصرة وبغداد“

المراسلات بين الحسين ومكماهون (3)

  • الرسالة الثالثة من الحسين (في 5 نوفمبر 1915) يوافق على استثناء بعض مناطق الشام، وبعض الأمراء العرب ، ويعترض على الأناضول وخصوصا الإسكندرونة.

    الرد من مكماهون (في 13 ديسمبر 1915) بالإصرار على ضرورة استثناء السواحل السورية لوجود مصالح لفرنسا فيها وحث الحسين على الدخول في الحرب واعدا بأن بريطانيا لن تبرم صلحا يكون على حساب حرية العرب.

المراسلات بين الحسين ومكماهون (4)

  • الرسالة الرابعة من الحسين (في أول يناير 1916) يعلن أن تساهل في مسألة الحدود حتى لا يحدث خلاف بين بريطانيا وحليفتها فرنسا أثناء الحرب، وأن التعويض اللازم عن ذلك سيتركه لتقدير بريطانيا وحكمته.

    الرد من مكماهون (في 30 يناير 1916) يعلن سعادته بموافقة الحسين على الدخول في الحرب، ويترك له الوقت المناسب لإعلان الثورة العربية ودخول العرب الحرب إلى جانب بريطانيا. وهو ما حدث في 10 يونيو 1916م.

  

الثورة العربية وخيانة الحلفاء لوعودهم

 

  • مقدمة .
  • الشريف حسين و مبررات إعلان الثورة على الدولة العثمانية .
  • جيش الثورة وموقف الدولة العثمانية .
  • ردود الفعل العربية تجاه الثورة العربية .
  • ( العراق – مصر والسودان – الجاليات السورية ) .
  • اتفاقية سايكس – بيكو 1916م .
  • وعد بلفور

 

أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية عام 1916م في مكة حيث انطلقت نيران العرب على الجيش العثماني معلنين الاستقلال والثورة.

مبررات الشريف حسين لإعلان الثورة على الدولة العثمانية ؟ 

تنحصر في رفض الدولة العثمانية مطالبه التي انحصرت في :-

  1. إعلان العفو عن المتهمين السياسيين من العرب ، قبل أن يقتلهم جمال باشا .
  2. إنشاء إدارة مركزية.
  3. إعطاء أسرته مكانة متميزة في الحجاز .
  4. تحديد مكانة الأمة العربية ضمن سلطة الخلافة.

كما أصدر الشريف حسين منشورا جاء فيه إن الدولة العثمانية- الاتحاديين- خانت العهود وعقود الأخوة والإسلام وقتلوا الزعماء العرب دون وجه حق، رغم ما قدمه العرب للخلافة من معونة صادقة، فخرجوا على الشريعة وشنقوا أحرار العرب، وشردوا أسرهم، وصادروا الأموال.

ووقع هذا بمقولة وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالا تاماً، و أعلنا الاستقلال استقلالا، لا تشوبه شائبة، جاعلين الغاية نصر دين الله.
جيش الثورة وموقف الدولة العثمانية:

         قام جيش الثورة في أقل من ثلاثة أشهر بالاستيلاء على مدن الحجاز عدا المدينة المنورة ، حيث بقيت الحامية العثمانية محاصرة فيها إلى ما بعد انتهاء الحرب وأنضم ضباط العرب الذين تركوا الجيش العثماني الى قوات الثورة في الحجاز ، فكان لهم الفضل في تنظيم قوات الثورة مثل الجيوش النظامية، ووصلت بعض المعدات من الحلفاء بعد أن أدركوا أهمية الثورة بالنسبة لهم في تحقيق مصالحهم ، فقد قيدت هجوم الجيوش العثمانية على القناة كما حالت دون نجاح الحملة العثمانية الألمانية إلى جنوب الجزيرة ،

وبذلك أصبحت المنطقة الممتدة من البحر الأحمر وحتى الخليج العربي – بعد انضمام ابن سعود إلى الحلفاء-  موالية للحلفاء.

ظلت الجيوش العربية تواصل فتحها لأرض الحجاز حتى وصلت إلى العقبة في 1917م ، ثم وصلت إلى دمشق ومعها القوات الانجليزية ، ثم واصل العرب زحفهم إلى حمص وحماة حتى تحررت سوريا كلها و شكل الأمير فيصل حكومة عربية بها .

ردود الفعل العربية تجاه الثورة العربية .

بدأت ردود الأفعال تتفاوت بين البلدان العربية كما يلى :- 

 العراق :

وقف القسم الموالي للعثمانيين ضد الثورة العربية لانهم كانوا يرفضون الوجود الإنجليزي إيماناً منهم بأنه  لا يجوز الخروج على الدولة العثمانية من أجل الاسلام والمسلمين فلا يجوز الخروج عليها ، لارتباطهم بعاطفة الخلافة .

أما القسم الواقع فعلاً تحت الاحتلال البريطاني كان رد الفعل فيه تجاه الثورة مختلفاً تماما فكان مؤيداً ومسانداً لها.

ردود الفعل العربية تجاه الثورة العربية .

ردود الثورة العربية في شبة الجزيرة العربية  :

         كانت أنباء الثورة لها صدى عميق في شبة الجزيرة العربية فرحب سائر الحكام في الجزيرة بالثورة وعبروا عن تأييدهم لها في مهرجان عقدوه في سنة 1916م بالكويت ، وحضر ذلك الاجتماع ابن سعود ، وأمير الكويت ، وشيخ المحمرة ، مع ما يزيد على مائة وخمسين شخصاً فيهم عدد من صغار الشيوخ الأقوياء ، وألقي بن سعود خطاباً بليغاً أثار حماسة الحاضرين حيث حث العرب على أن ينضموا تحت راية الثورة .

ردود الفعل العربية تجاه الثورة العربية .

ردود الثورة العربية في مصر والسودان :

اُستقبلت الدوائر التي كانت تميل للدولة العثمانية أنباء الثورة بامتعاض شديد وحاولت التهوين من أمرها ، وفي ذلك الوقت  كانت القوات الانجليزية تقوم بمحاربة السنوسي فى ليبيا وعلى دينار في دارفور في حدود السودان الغربية . فكانت مصر والسودان معارضين لبريطانيا ومؤيدين للدولة العثمانية وبذلك قاموا بالثروة ضد بريطانيا .

وأما الجاليات السورية والعراقية فقد تلقت أنباء الثورة بحماسة شديدة، وكتب الصحفيين السوريين في صحف القاهرة والخرطوم لما لهم من نفوذ في هذه الصحف، حيث كانوا مؤيدين للثورة العربية.

متى بدأ الاتصال بين الشريف حسين وبريطانيا ؟

في سنة 1912م عندما أرسل الشريف حسين ابنه الأمير عبداللة إلى الأستانة ، فمر بمصر والتقى بالمندوب البريطاني  يخبره بسوء العلاقة بين الشريف حسين والدولة العثمانية  ، وقد نشط الشريف عبدالله في الدعاية اللازمة لإظهار أن الإنجليز والعرب حلفاء وأن مصلحهما مشتركة والهدف من التحالف معهم هو إنشاء دولة عربية متحدة مستقلة تشمل فلسطين .
منشور الشريف حسين إلى العرب في الجيش العثماني:

وجه الشريف حسين خطابا لكل الدول العربية والضباط العرب في الجيش العثماني ، طالبهم بالفرار من الجيش العثماني ، وينضموا إلى الجيش الإنجليزي ، ووقع على هذا الخطاب باسم شريف مكة وأميرها وملك البلاد العربية مما أغضب بريطانيا.

هل حفظت إنجلترا للعرب مساعدتها أثناء الحرب ؟

لم تحفظ إنجلترا للعرب ما قاموا به من تقديم مساعدات لها أثناء الحرب ، حيث قامت بعقد اتفاقيات وتحالفات سرية مع حلفاؤها  من أجل تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بما فيها البلدان العربية ، كما وعدت الصهاينة بإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين ، التي كان مقدراً لها  أن تكون جزءاً من مملكة الشريف حسين .
خيانة الحلفاء لعهودهم و اتفاقية تقسيم أملاك الدولة العثمانية

اتفاقية تقسيم أملاك الدولة العثمانية

بعد انتهاء الحرب حدث تصادم بين العرب وبريطانيا بسبب عدم إعطائهم وعود صريحة ، فقد ظن العرب أنهم سيحصدن ثمار تحالفهم مع إنجلترا وحلفائها ، بإعلان استقلال بلادهم كما وعدوا ، وإذا كان الشريف حسين قد أعلن الثورة في يونيه 1916م، فأن العرب قد أدركوا بعد ذلك ، أن خيانة الحلفاء لقضيتهم قد بدأت قبل ذلك فقد ظنوا أن أتفاقاً سرياً قد تم  ضدهم وهو أتفاق سايكس – بيكو.

اتفاقية سايكس – بيكو 1916م :

        جرت المباحثات المبدئية الخاصة بالاتفاقية  في لندن عام 1916م ثم استكملت الاتفاقية في القاهرة ، فكانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا وبريطانيا وروسيا على اقتسام أملاك الدولة العثمانية والهلال الخصيب  بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية ، المسيطرة على هذه المنطقة ، في الحرب العالمية الأولى.

       تم الوصول إلى هذه الاتفاقية بين  عام 1915 ومايو من عام 1916 بمفاوضات سرية بين الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس، وكانت على صورة تبادل وثائق تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية آنذاك.

        تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917، مما أثار الشعوب التي تمسها الاتفاقية وأحرج فرنسا وبريطانيا وكانت ردة الفعل الشعبية الرسمية العربية المباشرة قد ظهرت في مراسلات حسين مكماهون.

       تم تقسيم الهلال الخصيب بموجب الاتفاق، وحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من الجناح الغربي من الهلال (سوريا ولبنان) ومنطقة الموصل في العراق. أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا.

كما تقرر أن تقع فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا لبريطانيا بالمقابل استخدام ميناء الاسكندرونة الذي كان سيقع في حوزتها.

أما حصة روسيا من أملاك الدولة العثمانية ، فنصت على منحها القسطنطينية وجزءاً من الأرض على ضفتي البسفور ، وقسماً كبيراً من أرض شرق الأناضول ، يكون الولايات الأربع للحدود الروسية العثمانية وكان هذا النصيب خارج البلاد العربية .


وعد بلفور

تجسد في وعد بلفور المشؤوم ، والذي أطلق الشرارة الأولى للعدوان والعنصرية والاحتلال والتوسع في المنطقة، ووفر الأساس لقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، هو المؤامرة الكبرى التي استهدفت الأمة العربية والتي ما زالت حتى الآن تعاني من ذيولها ونتائجها.

إن من لا يملك أعطى من لا يستحق، وكانت النتيجة أن فلسطين تحولت إلى أكبر قاعدة صهيونية استعمارية استيطانية ، وشعبها تحول إلى مجموعات من اللاجئين بعدما أهدرت حقوقهم وسلبت أرضهم، وأصبح الكيان الصهيوني هو بؤرة الإرهاب والسيف المسموم الذي قطع أوصال الأمة وفصل مشرقها عن مغربها.

هذا الذي يعاني منه شعب فلسطين الآن، ومعه الأمة العربية، هو نتيجة لذلك الوعد الذي أعطاه وزير الخارجية البريطاني آنذاك بإنشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين، والذي استهدف إزالة شعب وأرض من على الأرضية.

رغم ذلك، فإن الشعب الفلسطيني الذي كان ضحية مؤامرة الدول الغربية عليه، وإن كان لم يتمكن من إفشالها، ورفض الإذعان والتسليم لما أراده الأقوياء والاستعماريون.

فهو وثيقة حكومية بريطانية تبنت إقامة وطن قوميّ لليهود في فلسطين. أصدر الوثيقة وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور عام 1917م، وهي الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل و روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.


نص وعد بلفور:

أرسل وزير خارجية بريطانيا بلفور الخطاب التالي في 02 نوفمبر1917 م إلى روتشيلد :

“عزيزي اللورد/ روتشيلد، يسرني جدًا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود و الصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته كما يلي:

إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.

و سأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.

 

آرثر بلفور

ردود فعل الدول العربية على وعد بلفور

الشريف حسين :

أرسلت له بريطانيا نص تصريح وعد بلفور ونشرت جريدة المقطم  هذا التصريح ثم عادت مرة ثانية ونشرته بعد فترة فأرسلت الجاليات السورية في مصر لشريف حسين ليخبرهم بحقيقة الأمور فأرسل الشريف حسين لبريطانيا مطالبا أن تخبره بحقيقة هذه الأخبار.

رد بريطانيا على الشريف حسين

1-         أن اليهود شعب ضعيف ومضطهد مثل العرب وعطفا من بريطانيا أعطتهم فلسطين .

2-         أن اليهود لديهم أموال نستطيع الاستفادة من أموالهم في بناء دولة عربية .

3-         إن اليهود عددهم قليل لن يؤثروا فيهم بشي .

رد فعل الجالية السورية في مصر

اعترضت على وعد بلفور وذهبوا للمندوب السامي في مصر وقد أرسلوا المراسلات الاعتراضية وأخذ المندوب السامي اعتراضهم وأرسله إلى الوزير بلفور في بريطانيا فجاء رد بريطانيا أن همهم هو مصلحة العرب وأن اليهود قلة لن يؤثروا فيهم واقتنعوا بذلك حتى إن بريطانيا أرسلت لجنة أقنعتهم بذلك وبضرورة التعاون مع اليهود .

1)التاريخ العربي الحديث

 

تاريخ العرب الحديث

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
من هو مؤسس عملة الريبل XRP
التالي
العرب بعد الحرب العالمية الأولى