انبياء الله

قصة ابراهيم عليه السلام والنمرود

قصة ابراهيم عليه السلام والنمرود

قصة ابراهيم عليه السلام والنمرود

 

مولده ونشأته 

كان مولد ونشأت النبي إبراهيم عليه السلام

 في بابل في العراق، وكان قومه يعبدون الأصنام والكواكب،

وكان أبوه آزر يصنع الأصنام، ويبيعها لقومه، ويعبدها معهم،

 أما ابراهيم امتنع عن الأنصياع لهم وأتباعهم على ضلالهم

 فقد عصمه الله -سبحانه وتعالى-، وآتاه عقلًا رشيدًا منذ أن كان صغيرا

قال تعالى: “وَلَقَد آتَينا إِبراهيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَكُنّا بِهِ عالِمينَ”

 

عبدة  الأصنام

1)ابراهيم مع عبدة  الأصنام-بتصرف

 وعندما أرسله الله  رسولًا إلى النّاس، بدأ بدعوة أبيه  ازر

بالقول الحسن  داعيًا إياه إلى اتباع  العقل،

مبينًا له بُطلان ما هو عليه من عبادة الأصنام

 فهي مجرد اصنام وتماثيل

 لا تسمع ولا تبصر، ولا تجلب نفعًا و لا ضرًا، قال تعالى :

 “وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا ،إِذ قالَ لِأَبيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبُدُ ما لا يَسمَعُ

وَلا يُبصِرُ وَلا يُغني عَنكَ شَيئًا، يا أَبَتِ إِنّي قَد جاءَني مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعني أَهدِكَ صِراطًا سَوِيًّا ،

يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا ،

يا أَبَتِ إِنّي أَخافُ أَن يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحمـنِ فَتَكونَ لِلشَّيطانِ وَلِيًّا”

 

 قابل أباه  رسالة ابراهيم  بالأمتناع  والتهديد والوعيد،

 قال تعالى: ” قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا”

ودعاء ابراهيم قومه الى توحيد الله  وحده  وترك عبادة الاصنام  فأبوا واستكبروا

 فعزم  إبراهيم عليه السّلام  أن يحطم أصنامهم

ليثبت لهم  بطلان مايعبدون من دون الله

فقام بتكسير الأصنام إلّا الصنم الأكبر

إذ علق الفأس على رأسه  لعلّهم يسألونه من  الذي حطّم أصنامهم

 قال تعالى: “فَجَعَلَهُم جُذاذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ “

 وقال تعالى: “فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ، مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ، فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ” 

فلما عاد القوم الى قريتهم ووجدوا  أصنامهم محطّمة،

 غضبوا واتهموا إبراهيم عليه السلام

 بتكسيرها ، ولمّا سألوه قاله لهم  :

“بَل فَعَلَهُ كَبيرُهُم هـذا فَاسأَلوهُم إِن كانوا يَنطِقونَ” 

 وكان هدف  إبراهيم عليه السّلام من ذلك أن يوضح  لهم عجز أصنامهم وأنهم لاتضر ولاتنفع ولاتنطق،

وقد أقر القوم بعجز أصناهم 

حيث قالوا: “لَقَد عَلِمتَ ما هـؤُلاءِ يَنطِقونَ “

فرد عليهم إبراهيم -عليه السّلام- بقوله:

“أَفَتَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيئًا وَلا يَضُرُّكُم،

أُفٍّ لَكُم وَلِما تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ أَفَلا تَعقِلونَ”

 وبدلًا من أنْ يؤمنوا لله سبحانه وتعالى  أصروا على  استكبارهم

 

 

 بعد تحطيم أصنامهم عزموا  بينهم  أن يحرقوا  إبراهيم عليه السّلام

 أنتصارا لأصنامهم، قال تعالى:

 “قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلينَ”

وقد عزموا على  حرق ابراهيم عليه السلام

 فجمعوا حطبًا كثيرًا، وأشعلوه نارًا ثم ألقوا

 إبراهيم -عليه السّلام- في تلك النار

 ولكنّ الله جل علاه  أنجى  ابراهيم من النار وجعلها بردا وسلام

، قال تعالى: “قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ ، وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ” 

حتى بعد  مشاهدة قوم ابراهيم عليه السلام

  لتلك المعجزة التي حدثت أمام أعينهم،

 إلا أنّهم أصروا على  كفرهم وطغيانهم،

وعند أيقان ابراهيم عليه السلام  بعدم  تصديق القوم له ولدعوته

 قرر الرحيل  ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السّلام

من بابل في العراق إلى الشام، ومنها إلى مصر، ثمّ عاد إلى الشام،

وأقام مع زوجته سارة في فلسطين، ثم تزوج من هاجر وأنجب منها إسماعيل -عليه السّلام- ،ورحل بهما إلى مكة

وهناك تركهما بواد غير ذي زرع  بعد أن أمره الله سبحانه بذلك

 وقد تكفل الله سبحانه  بحفظهما،

 وبعد فترة من الزمن  رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل -عليه السّلام-، قال تعالى:

 “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى

قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ،

فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،

إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”

وقد بشره الله -سبحانه وتعالى- بعد حادثة ذبح اسماعيل عليه السلام

بإسحاق -عليه السّلام-؛ تكريمًا له ولزوجته سارة، ثم أمره الله سبحانه  ببناء

ورفع قواعد بيت الله الحرام في مكة المكرمة، فكان إبراهيم يبني وولده إسماعيل يناوله الحجارة.

2)ابن الأثير: الكامل في التاريخ

 

قصّة إبراهيم مع النمرود

 

النمرود هو ملك بابل واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح 

 الذي ملك الدنيا،قال ابن كثير ان النمرود من الاربعه الذين ملكوا الدنيا 

بدا نبي الله ابراهيم بدعوة النمرود  إلى عبادة الله وحده لا شريك له

فحاجّ النمرود  إبراهيم الخليل في دعوته ا لى الله 

ونسب الربوبيه اليه  فلما قال إبراهيم:

(ربي الذي يحي ويميت) ( قال النمرود :

أنا أحي وأميت فجاء برجلين  و قد استحقا القتل لسبب ما 

فإذا به  يأمر بقتل أحدهما، ويعفو عن الشخص  الآخر، فكأنه قد أحيا هذا وأمات الآخر.

 فذكر إبراهيم دليلاً اخر حيث قَال ابراهيم:

{فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ}

أي ان الله سخر  الشمس  تخرج كل يوم من المشرق

فإن كنت كما تزعم من أنك الذي تحي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب

فإنّ الذي يحي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء في هذا الكون 

فأصاب النمرود الدهشه فتبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه،

قال تعالى : {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

بعث الله بعد ذلك إلى النمرود ملكاً يأمره بالإيمان بالله فأبى عليه.

وطلب من النمرود أن  يجتمع جيشه وجيش النمرود 

وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذباباً من البعوض،

بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودمائهم وتركتهم عظاماً ،

ودخلت واحدةٌ منها في منْخَر النمرود فمكثت في منخره زمنا طويلاً،

عذبه الله تعالى بها في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها.

3)ابراهيم والنمرود -بتصرف

4)ابن كثير : البداية والنهاية

 

ابراهيم والملائكة 

 جاءه الملائكة زائرين مُبشِّرين الى نبينا ابراهيم عليه السلام  ومن حُسن إكرامه للضيف،

أسرع ابراهيم عليه السلام وجاءهم بطعام يأكلونه

وحين امتنعوا عن الأكل أحس -عليه السلام- بالخوف، والريبة من هؤلاء القوم ،

فأخبروه أنّهم رسل من الله تعالى  إلى قوم لوط الذين حقّ عليهم عذاب الله -تعالى

 فجادلهم إبراهيم في ذلك؛ لوجود نبي الله لوط عليه السلام  وأهله، وهم مؤمنون،

فنقل الملائكة  بشارة له ولزوجته أن الله سوف  يرزقه بأبناء 

 إسحاقَ عليه السلام ومن بعد إسحق يعقوبَ عليه السلام فطمئن  لهم

وذكروا له  أن عذاب القوم من الله وهو  أمر قد قضى 

 

قصة ابراهيم والطيور 

عندما  طلب ابراهيم عليه السلام  من الله جل في علاه  أن يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى،

بالرغم من أيمان ابراهيم عليه السلام بالله ايمانا موقنا   إلّا أنّه أراد أن يطمئنّ قلبه باليقين  قال تعالى 

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)

أمره الله  أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلط أجزاءها معاً، ثمّ يضع كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل،

وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل ابراهيم ما أمره الله تعالى به

فأتته الطيور وقد عادت اليه الحياة بعد أن جعل منها  اجزاء قال تعالى

(قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ

كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
بحث عن نبي الله صالح عليه السلام
التالي
انشودة ذهب الليل طلع الفجر