روايات

قصة الحصان اللطيف المتمرد

قصة الحصان اللطيف المتمرد

قصة الحصان اللطيف المتمرد

فوائد القصص للأطفال 

1.تشجيع الطفل على تقبل الثقافات الاخرى 

2.تمكن الطفل من التعبير عن نفسه وأيصال افكارة ومشاعره

3.القراءة هي الطريقة المثلى لتوسيع مفرداتهم

4. القصص تشجع الطفل  على الإبداع

5.التركيز والمهارات الاجتماعية

6-تعلم الطفل الصبر ولأصغاء للأخرين 

7-قصص أطفال قصيرة  تساعدهم على النوم

1)فوائد قصص الاطفال -20-4-2021

 

قصة الحصان اللطيف المتمرد

الحُصَانُ اللَّطِيْفُ الْمُتَمَرِّدُ

 

«هَلْ أَسْتَطِيْعُ قِيَادَةَ هَذَا الحُصَانِ البُنِّي؟!.. يَبْدُو صَعْبَ الْمَرَاسِ.. حَتَّى الرَّجُلَ القَوِيَّ الوَاقِفَ دَاخِلَ مَيْدَانِ السِّيْركْ لَمْ يُسَيْطِرَ عَلَيْهِ!!».

«جَمِيْلٌ.. جَمِيْلٌ هَذَا الحُصَانُ، نَظَرَ إِليَّ كَأَنَّه يَعْرِفُنِي.. يُرِيْدُ مُحَادَثَتِي.. إِخْبَارِي بِأَمْرٍ ما!!».

«أُحِبُّ هَذَا الحُصَانَ البُنِّي.. آهٍ لَوْ أَتَمَكَّنُ مِنْ لَمْسِهِ، مِنَ الرُّكُوبِ عَلَيْهِ، تَبْدُو قِيَادَتُهُ مُمْتِعَةٌ رَغْمَ شَرَاسَتِهِ الظَّاهِرَةِ..».

الأَطْفَالُ يَخْرُجُوْنَ مِنَ السِّيْرك والسَّعَادَةُ عَلَى وُجُوْهِهِمْ..

سَعْد فِكْرُهُ مَشْغُوْلٌ.. يُفَكِّرُ بِالْحُصَانِ البُنِّي..

«الْمُدَرِّبُ ضَرَبَهُ بِعُنْفٍ.. لَكِنَّهُ رَفَضَ الخُضُوْعَ..».

«مَا أَجْمَلَ هَذَا الحصانُ.. عِزُّةُ نَفْسِهِ مَنَعَتْهُ الإِنْصِيَاعَ لِأَوَامِرِ المُدَرِّبِ الَّذِي تَعَامَلَ مَعَهُ بِقَسْوةٍ مُبَالَغٌ بِهَا..».

الأَبُ: «مَا تَقُوْلُ يا سعد.. هل تَتَكَلَّمُ مَعِي أَمْ مَعَ نَفْسِكَ؟!».

سعد: «أبي.. أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَعَامَلَ مُدَرِّبُ الأَحْصِنَةِ مَعَ الحُصَانِ البُنِّي؟! ضَرَبَهُ بِشَدَّةٍ،

الْحُصَانُ البُنِّيُّ تَمَرَّدَ رَغْمَ الضَّرَبَاتِ الَّتِي كَانَتْ تَتَوالى عَلَيْهِ.. تَمَرَّدَ.. لَمْ يُنَفِّذِ الأَوَامِرَ كَسَائِرِ الأَحْصِنَةِ؟».

الأَبُ: «أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا المَشْهَدَ مِنْ سِيَاقِ العَرْضِ لِيَلْفُتَ اهْتِمَامَ الجُمْهُورِ».

«لا يا أبي.. أنا مُتَأَكِّدٌ مِنْ ذَلِكْ.. أَحْسَسْتُ بآلامِ الحُصَانِ.. كانَ يُرِيْدُ الصُّرَاخَ.. الاعْتِرَاضَ.. رَأَيتُهُ يَنْظُرُ إليَّ كَأَنَّهُ يَسْتَنْجِدُ بي..».

«هذا هُوَ الهدفُ.. أنْ يُثِيْرُوا اهْتِمَامَكَ.. نَجَحُوا بِالْفِعْلِ..».

«أنا مُتَأَكِّدٌ ممَّا أَقُول..».

«رُبَّما.. لَكِنْ لا تَنْكُرُ أَنَّ السِّيركَ كانَ مُمْتِعًا..».

«رُبَّما.. لَكِنِّي كُنْتُ مَشْغُولاً بِالْحُصَانِ..».

«ما لنا ولَهُ الآن.. لِنَذْهَبَ إلى البَيْتِ.. أمُّكَ الآنَ بانْتِظَارِنَا.. لَيْتَها حَضَرَتْ مَعَنا.. لا تُحِبُّ مُشَاهَدَةَ السِّيركِ..».

في البَيْتِ:

«أهلاً أبا سعد.. هَلْ فَرِحَ ابنُكَ بعُروضِ السِّيركْ؟».

سعد: «نَعَمْ يا أمي.. كانَ رائِعاً.. لَكِنْ.. لَوْلاَ شَيءٌ واحِدٌ..».

«ما هو؟».

«أَثْنَاءَ عَرْضِ الأَحْصِنَةِ تَمَرَّدَ حُصَانٌ على اُلْمُدَرِّبِ، لَمْ يَقْبَلْ تَنْفِيْذَ الأَوَامِرِ.. ضَرَبَهُ الْمُدَرِّبُ بِعُنْفٍ.. الحُصَانُ عَنِيْدٌ عَنِيْدٌ، لَمْ يُتَابِعِ العَرْضَ..».

الأُمُّ: «عَجِيبٌ! لِمَ يا ترى؟».

سعد: «أَظُنُّهُ يُعبِّرُ عَنْ سَخَطِهِ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي تَعرَّضَ لهُ مِنَ المدرِّبِ».

الأُمُّ: «لَكِنَّهُ أمرٌ معتادٌ…».

سعد: «إنَّهُ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنَ الأَحْصِنَةِ.. رَأَيْتُ ذَلِكَ في عَيْنَيْهِ.. نَظَرَ إلَيَّ نَظْرَةً باكِيَةً.. يُريدُ إخْبَاري بما يَتَعَرَّضُ لَهُ مِنْ أَذَى..».

اسْتَعْطَفَ سَعْدُ أباهُ:

«أَرْجُوكَ يا أبي.. اشْتَرِ لي هذا الحُصَان.. نَضَعُهُ في حَدِيْقَةِ مَنْزِلِنا.. نَبْنِي لهُ بَيْتاً صَغيراً.. إنهُ حُصَانٌ لَطِيْفٌ وهَادِىءٌ».

الأَبُ: «أَلَمْ تَقُلْ إنَّه حصانٌ متمرِّدٌ عنيدٌ.. كيف نحتفظُ به؟! إنَّه خطرٌ علينا..».

سعد: «أنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ لَطِيْفٌ..».

الأَبُ: «دَعْنِي أُفَكِّرْ.. غَداً نُنَاقِشُ الْمَوْضُوعَ».

في الصَّبَاحِ التَّالي خَرَجَ سَعْدُ مُبْكِراً إلى حَدِيْقَةِ المَنْزِلِ يَبْحَثُ عَنْ مَكَانٍ مُنَاسِبٍ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِلْحُصَانِ..

عَادَ سَعْدُ إِلَى اُلمَنْزِلِ.. الْتَقَى أَبَاهُ وأُمَّهُ على مَائِدَةِ الإِفْطَارِ..

أوَّلُ كَلِمَةٍ قَالَها:

«مَتَى سَنَذْهَبُ لِرُؤْيَةِ الحُصَانِ؟».

الأَبُ: «عُدْنَا إلى الْمَوْضُوعِ نَفْسِهِ.. أَلاَ تَنْسَى..».

سعد: «أَرْجُوكَ يا أبي.. في الحَدِيْقَةِ مُتَّسَعٌ لَهُ..».

الأَبُ: «سَيُخَرِّبُ الحَدِيْقَةَ..».

سعد: «لا تَأْخُذْ قَراراً مُسْتَعْجِلاً.. أَلَمْ تُعَلِّمَنِي ذَلِكْ؟! لِنَذْهَبَ أَوَّلاً إلى مَوْقِعِ السِيْركْ..

نَتَكَلَّمُ إلى مُدَرِّبِ الأَحْصِنَةِ.. نُشَاهِدُ الحُصَانَ عَنْ قُرْبٍ.. رُبَّمَا شَعَرْتَ بِمَا شَعَرْتُ بِهِ».

الأَبُ: «لَكِنْ.. لَكِنْ..».

«حَاوِلْ يا أبي.. مِنْ أَجْلِي أنا.. أَرْجُوكْ..».

«همم.. حَاضِرْ.. حَاضِرْ.. عِنْدَمَا أَعُوْدُ مِنَ العَمَلِ نَذْهَبُ مَعاً لِنَرَى هَذا الحُصَانُ الَّذِي أَوْجَعَ لِي رَأْسِي».

صَاحَ سَعْدٌ فَرَحاً: «هيه.. هيه.. يا أَعْظَمَ أَبٍ في الكَوْنِ..».

بَعْدَ الظُّهْرِ.. يُرَافِقُ سَعْدٌ أَبَاهُ إلى السِّيْركِ قبلَ بَدْءِ العَرْضِ، يَبْحَثَانِ عَنْ مُدَرِّبِ الأَحْصِنَةِ.. يَسْأَلاَنِهِ عَنِ الحُصَانِ البُنِّي فَيَقُولْ:

«هذا حُصَانٌ غَرِيْبٌ حَقًّا.. لا يُعْجِبُهُ أَمْرٌ.. يَظَلُّ في حَالَةِ غَضَبٍ مُتَوَاصِلٍ، يُزْعِجُ باقِي الأَحْصِنَةَ بِمَزَاجِهِ الْمُتَعَكِّرِ.. لَكَمْ وَدَدْتُ التَّخَلُّصَ مِنْهُ».

يَفْرَحُ سَعْدُ بِذَلِكْ..

يَقُولُ أبوهُ: «إِنَّهُ حُصَانٌ مُشَاغِبٌ إذاً.. لماذا لا تُبَدِّلُهُ؟».

يُجِيْبُ المُدرِّبُ: «إِنَّهُ مَعْرُوْضٌ لِلْبَيْعِ.. لَكِنَّ أَحَداً لا يُرِيْدُ شِرَاءَهُ..».

لَمَعَتْ عَيْنَا سَعْدٍ مِنَ الفَرَحِ..

قالَ الأَبُ: «ألاَ يُشَكِّلُ خَطَراً على الجُمْهُورِ؟..».

«لا أَعْتَقِدْ.. لَيْسَ شَرِسًا إلى هَذَا الحَدِّ..».

سعد: «أبي.. لِنَذْهَبَ ونَرَاهُ عَنْ قُرْبٍ.. هَلْ تَسْمَحْ لنا يا سيدي؟».

الْمُدَرِّبِ: «لا بأسْ.. لا بأسْ..».

الحُصَانُ البُنِّيُّ في غُرْفَةٍ مُنْفَرِدًا عَنْ بَاقِي الأَحْصِنَةِ..

بَدَا هَادِئًا يَتَنَقَّلُ بِرَشَاقَةٍ في مَسَاحةٍ ضَيِّقَةٍ..

سعد: «انْظُرْ يا أبي ما أَلْطَفَ هَذا الحُصَانُ!.».

هَزَّ الحُصَانُ رَأْسَهُ مُرَحِّباً..

ابْتَسَمَ سَعْدُ.. لوَّحَ بِيَدِهِ..

هَزَّ الحُصَانُ ذَنَبَهُ… اقْتَرَبَ مِنْ سَعْدٍ بِهُدُوءْ..

اسْتَغْرَبَ اُلْمُدَرِّبُ.. تفاجَأَ أبو سَعدْ..

أَشَارَ سَعْدٌ بِيَدِهِ إِلى الحُصَانِ أَنْ تَعَالَ.. جَاءَ الحُصَانُ عَلَى الفَوْرِ..

«هَلْ تَسْمَحُ لِي بِالرُّكُوْبِ عليهِ يا سَيِّدِي؟..».

«أَخْشَى أَنْ يُؤْذِيكَ».

«يَبْدُو لَطِيْفاً مَعِي..».

«نَعَمْ.. يَبْدُو لَطِيْفاً.. عَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ..».

«أبي.. هَلْ تَسْمَحُ لي..».

الأب: «لَكِنْ بِحَذَرٍ»..

المدرِّب: «سَأَرْفَعُكَ إليهِ.. وأَبْقَى بِجَانِبِكَ تَحَسُّباً لِأَيِّ خَطَرٍ..».

 

الحُصَانُ كَانَ هَادِئاً لِلْغَايَةِ.. تَنَقَّلَ بِسَعْدٍ وكَأَنَّهُ يُلاَعِبُهُ..

دَارَ بِهِ.. تَحَرَّكَ بِجِسْمِهِ وَأَقْدَامِهِ وأدَّى رَقْصَةً رَائِعَةً..

أُصِيْبَ الأَبُ والمُدَرِّبُ بالدَّهْشَةِ..

لَمْ يرَ المدرِّبُ عَرْضًا مِثْلَ هذا مِنْ قَبْل..

طَلَبَ مِنْ سَعْدٍ مُشَارَكَتَهُ السِّيْركْ في عَرْضِ اللَّيْلَةِ.. يُقَدِّمُ عَرْضًا عَلَى الحُصَانِ البنِّيّ..

قالَ الأَبُ: «لَكِنَّهُ قَدْ يُؤْذِي ابْنِي!!».

المُدَرِّب: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ تَصَرَّفَ بِلُطْفٍ وَوَدَاعَةٍ؟! لا تَقْلَقْ..».

في السِّيركْ صَفَّقَ الجُمْهُورُ مُدَّةً طَوِيْلَةً… طَوِيْلةً، وَهُمْ يُشَاهِدُونَ سَعْداً مُسْتَمْتِعًا بِرَقْصَةِ الحُصَانِ البُنِّي..

سَعْدُ أَظْهَرَ بَرَاعَةً فَائِقَةً..

ازْدَادَ حَمَاسَةً بَعْدَمَا شَعَرَ بِتَشْجِيْعِ الجُمْهُورِ لَهُ…

أَثْبَتَ سَعْدُ أَنَّ الحُصَانَ لطيفٌ.. لطيفٌ.. عَزِيْزُ النَّفْسِ.. يَرْفُضُ أَنْ يَضْرِبَهُ الْمُدَرِّبُ.. يُقَدِّمُ أَفْضَلَ العَرُوضِ دُوْنَ عُنْفٍ..

بَعْدَ العَرْضِ..

اتَّفَقَ مُدِيْرُ السِّيركْ مَعَ سَعْد أَنْ يُشَارِكَ فِي بَاقِي العُرُوْضِ الَّتِي يُقَدِّمُها في مَدِيْنَتِهِ خِلاَلَ أُسْبُوعٍ كَامِلٍ..

يَحْصَلُ فِي النِّهَايَةِ على الحُصَانِ كَأَجْرٍ لَهُ قَبْلَ أنْ يَنْتَقِلَ السِّيرك إلى مَدِيْنةٍ أُخْرَى..

فَرِحَ سَعْدُ بِهَذَا العَرْضِ..

وَعَدَهُ أَبُوْهُ بِأَنَّهُ سَيَبْنِي لِلْحُصَانِ بَيْتاً صِغَيْراً في حَدِيْقَةِ المَنْزِلِ، يَنْتَهِي قَبْلَ نِهَايَةِ عُروضِ السِّيرك..

 

اشْتَهَرَ سَعْدُ في المَدِيْنَةِ كَأَفْضَلِ مُدَرِّبٍ لِلأَحْصِنَةِ..

عَاشَ الحُصَانُ البنّيُّ بَقِيّةَ حَيَاتِهِ سَعِيْداً بِبَيْتِهِ الجَدِيدْ.. مَعَ أَصْدِقَائِهِ الجُدُدْ.

2)كتاب 50 قصه قصيره للاطفال طارق البكري

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
قصة دلال لاتحب المدرسة
التالي
قصص أطفال هادفة