روايات

قصة السمكة الكبيرة

قصة السمكة الكبيرة

قصة السمكة الكبيرة

 

فوائد القصص للأطفال 

1.تشجيع الطفل على تقبل الثقافات الاخرى 

2.تمكن الطفل من التعبير عن نفسه وأيصال افكارة ومشاعره

3.القراءة هي الطريقة المثلى لتوسيع مفرداتهم

4. القصص تشجع الطفل  على الإبداع

5.التركيز والمهارات الاجتماعية

6-تعلم الطفل الصبر ولأصغاء للأخرين 

1)فوائد قصص الاطفال -22-4-2021

 

قصة السمكة الكبيرة

 

السَّمَكَةُ الكبيرةُ

 

ذهبَ الصَّيَّادُ كعادتهِ كلَّ صباحٍ إلى شاطىءِ البحرِ حاملاً عدّةَ صيدهِ، مؤملاً النفسَ بصيدٍ وفيرٍ..

رمى الصيادُ شبكتَهُ مرةً تلوَ المرة، وكانتْ تخرجُ كلَّ مرةٍ دونَ أن تعلقَ بها سمكةٌ واحدةٌ..

وفجأةً تحرَّكَتْ الشبكةُ بعنفٍ، فرحَ الصيادُ وسحبَ الشبكةَ بعد صراعٍ معِ السمكة، كانتْ سمكةٌ كبيرةٌ فرحَ بها، وأخذَها لتراها زوجتهُ قبلَ أَنْ يبيعَها..

زوجةُ الصيادِ ما أنْ رأَتْ السمكةَ حتى فرحتْ وأصابتْها دهشةٌ كبيرةٌ، فهذهِ هي المرةُ الأولى التي يعودُ زوجُها بمثلِ هذا الصيدِ الثمينِ..

قالتْ لهُ: ما رأيكَ أنْ أقطعها وأنظِّفها ونأكلُ بعضاً منها وتبيعُ بعضَها الآخرَ.. فإذا نظّفتُها وقطعتُها يصبح سعرُها أعلى.. فهي كبيرةٌ وقدْ يَعْجَزُ واحدٌ منَ الناسِ عنْ شِرَائِها..

وافقَ الصيادُ امرأتَهُ.. وسعدَ لأَنها أصبحتْ راضيةً عنهُ، فهي دائماً غاضبةٌ منهُ لأنهُ فقيرٌ، وحظُّهُ عاثرٌ.. ولا يصطادُ سمكاً كثيراً..

 

على الفورِ قامتْ المرأةُ تنظِّفُ السمكةَ.. وما أنْ فتحتْ المرأةُ السمكةَ لتنظِّفَها حتى اكتشفتْ بها خاتماً من ذهبْ، وعليهِ جوهرةٌ عظيمةٌ لونُها أحمرٌ لمْ ترَ مثيلاً لها في حياتِها..

كادَ الصيادُ يُغْمَى عليهِ من هَوْلِ المفاجأةِ.. وبعدَ أنْ هدأَ هو وزوجتُهُ واستعادا تفكيرَهُما، قرّرا أنْ يحملَ الرجلُ الخاتمَ ويذهبَ به إِلى سوقِ الصاغةِ ويبيعَهُ لمنْ يدفعُ أعلى سعرٍ..

صارَ الصيادُ يدورُ منْ محلٍّ إلى آخرَ عارضاً الخاتمَ وحاولَ البعضُ أنْ يرخِّصَ السِّعْرَ، فيما خافَ بعضُ أصحابِ الحالِ من أنْ يكونَ الصيادُ قدْ سرقَ الخاتَمَ من مكانٍ ما فلم يقبلوا أنْ يشتروه منهُ.. وبعدَ أنْ تأخَّر الوقتُ وغربتْ الشمسُ، قرَّرَ الصيادُ العودةَ إلى بيتِهِ، لكنهُ كانَ خائفاً من كلامِ زوجتِهِ القاسي..

فقالَ في نفسِهِ لِأَدخلَ هذا المحلَّ ربّما أنجحُ في بيعهِ ولو بسعرٍ قليلْ.

 

دخلَ الصيادُ المحلَّ، وعرضَ الخاتمَ على البائعِ.. ما أَنْ رأى البائعُ الخاتمَ حتى أمسكَ بهِ بقوةٍ وصاحَ هذا هو الخاتمُ.. مِنْ أينَ أتيتَ بهِ.. مِنْ أينْ؟ خافَ الصيادُ وكادَ يهربُ لولا أن تداركَ البائعُ نفسَهُ، وشرحَ لهُ أنَّهُ كانَ يقومُ وزوجتُه برحلةٍ بحريةٍ في القاربِ، فهبَّتْ ريحٌ عنيفةٌ وحاولَ هو وزوجتُه أن يمسِكا أطرافَ القاربِ بقوةٍ.. وفي أثناءِ ذلكَ سقطَ هذا الخاتمُ من يدِ زوجتِهِ ومعه خاتمٌ آخر..

فرحَ الصيادُ بما قالهُ الرجلُ وأخبرهُ بقصةِ السمكِ.. قالَ لهُ الصائغُ: سأعطيكَ ألفَ دينارٍ لأنهُ خاتمٌ عزيزٌ جداً على زوجتي وهو أيضاً غالي الثمن.. ولكني سأعطيكَ عشرةُ آلاف دينارٍ لو أتيتني بالخاتمَ الثاني، فهو غالٍ جداً.. وزوجتي تعتزُّ بهِ فقدْ ورثتْهُ عن أمِّها..

 

فرحَ الصيادُ بعرضِ الصائغِ.. وقرّرَ أنْ يبدأ عمليةَ البحثِ عن الخاتمِ.. لكن مِنْ أينَ يأتي بسمكةٍ كبيرةٍ مثلَ تلكَ السمكة؟ تكونُ قد ابتلعتْ الخاتمَ الثاني.

وخرجَ الصيادُ من لحظتهِ إلى البحرِ وفي المكانِ نفسهِ بدأ يرمي الشبكةَ.. وكانَت تخرجُ أسماكٌ صغيرةٌ لا قيمةَ لها فيعيدُ رميها في البحرِ..

ومضتْ الأيامُ على هذهِ الحالْ… أسابيعٌ طويلةٌ مرَّتْ.. حتى كادَ الصيادُ يُصابُ باليأسِ، وكادَ المالُ الذي أخذهُ من الصائغُ ينفدُ..

وفي ظهرِ يومٍ حارٍ جداً.. في الوقتِ الذي لا يفضلُ فيهِ الصيادونَ الصيدَ، رمى الصيادُ شبكتهُ وانتظرَ.. فاهتزتْ الشبكةُ بعنفٍ.. وبدأَ يصارعُ سمكةً كبيرةً مثلما فعلَ في المرَّةِ السابقة..

وبعدَ صراعٍ عنيفٍ أخرجَ الرجلُ السمكة وكانتْ ضخمةً وتشبهُ السمكةَ الأولى. فأخذها على الفورِ إلى امرأتِهِ.. وفي الطريقِ شاهدَهُ رجلٌ فاستوقفَهُ قائلاً:

أيها الصيادُ العزيزُ.. هل تبيعني سمكتكْ؟

قال: لا يا سيدي.. آنا آسفْ؟

 

قال: سأشتريها بمئةِ دِينارْ..

ضحكَ الصيادُ وقال: مئةُ دينار؟! ما أتفهَ هذا المبلغْ..

هناكَ مَنْ دَفَعَ أكثرَ من هذا المبلغِ بكثيرٍ.

فأجابَهُ الرجلُ: يا صديقي، المئةُ دينارٍ مناسبةً، ولكني سأدفعُ مئتين.. وظلَّ الصيادُ يرفضُ والرجلُ يمشي وراءَهُ.. حتى وصلَ إلى بيتهِ.. وقبلْ أنْ يدخلَ قال الرجلُ:

اسمعني يا صديقي.. أنا أهوى الأسماكَ الكبيرة سأدفعُ لكَ ألفَ دينارٍ نقداً.. وهذا عرضي الأخير..

لم يتكلمْ الصيادُ.. دخلَ بيتهُ وأغلقَ البابَ في وجهِ الرجلِ.

 

استقبلت المرأةُ زوجَها بالزغاريدِ.. حملتْ السمكةَ ووضعتْها على الطاولةِ وفتحتْ بطنَها..

تظنُّ أنها ستجدُ الخاتمَ الآخرَ لتفوزَ بعشرةِ آلافِ دينار.. لكنها لمْ تجدْ شيئاً..

وأُصيبَ الصيادُ بصدمةٍ.. وطلب من زوجتِهِ أنْ تبحثَ في السمكةِ.. وكررتْ البحثَ وضغطتْ عليها مراراً دونَ فائدة..

فجلس الرجلُ يبكي وروى لزوجتهِ قصةَ الرجلِ الذي تبعهُ ليشتري السمكةَ بألفِ دينار..

فصاحتْ به.. أُخرجْ إليهِ فوراً.. إلحقْ بهِ، سيكونُ ما زالَ في الطريقِ.. واُعْرِضْ عليهِ أنْ يشتري السمكةَ..

وخرجَ الصيادُ يركضُ في كلِ مكانٍ حتى عثرَ على الرجلِ في السوقِ.. فقدمَ لهُ السمكةَ قائلاً:

عفواً يا سيدي أنا آسفْ.. سأبيعُكَ السمكةَ.

تأمَّلَ الرجلُ السمكةَ.. ثم هزَّ رأسهُ متحسِّراً وقال:

 

خسارة.. لم تعدْ تنفعُني..

ولما همّ بالرحيلِ.. قالَ الصيادُ: إذنْ سأبيعكَ إياها بخمسمائةِ دينارٍ فقطْ..

ضحكَ الرجلُ ولمْ يُجِبْهُ..

قالَ الصيادُ: خلاصْ.. بمئةْ.. بمئةٍ لا غير..

قالَ الرجلُ: يا سيدي أنا رجلٌ أحبُّ الأسماكَ الكبيرةَ حيثُ أحنطُها وأضعُها في قصري الكبيرْ.. والسمكةُ لم تعدْ تنفعُ للتحنيطِ..

فأُصيبَ الصيادُ بحسرةٍ شديدةٍ..

لأنهُ أضاعَ فرصةً لا تتكرَّرُ باعتقادهِ أنه سيجدُ الخاتمَ.. وندمَ.. وقديماً قالوا: تندمُ الآن.. ولاتَ حينَ مَنْدَمِ..

 

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
قصص أطفال هادفة
التالي
من هو مؤسس ولاء بلس