روايات

قصص أطفال هادفة

قصص أطفال هادفة

قصص أطفال هادفة

فوائد القصص للأطفال 

1.تشجيع الطفل على تقبل الثقافات الاخرى 

2.تمكن الطفل من التعبير عن نفسه وأيصال افكارة ومشاعره

3.القراءة هي الطريقة المثلى لتوسيع مفرداتهم

4. القصص تشجع الطفل  على الإبداع

5.التركيز والمهارات الاجتماعية

6-تعلم الطفل الصبر ولأصغاء للأخرين 

7-قصص أطفال قصيرة  تساعدهم على النوم

1)فوائد قصص الاطفال -20-4-2021

 

قصص أطفال هادفة

 

أبو صابر

 

مَدْرَستي تَقَعُ على نَاحِيَةِ الشَّارِعِ المُقَابِلِ لِمَنْزِلي.. وأنا أُحِبُّ مَدْرَسَتِي، ولي فيها أَصْدَقَاءٌ كُثُرْ.. وكُلُّ يَوْمٍ أَتَعَلَّمُ فيها أَشْيَاءَ جَدِيْدَةً ومُفِيْدَة.

بَيْنَ مَنْزِلي ومَدْرَسَتِي طَرِيْقٌ لِلسَّيَّارَاتِ.. وَاسِعٌ وعَرِيْضٌ.. وعِنْدَ طَرَفَيْ الشَّارِعِ إشَاراتٌ كَبِيرةٌ، (انْتَبِهْ: مَدْرَسة)..

السَّياراتُ التي تَعْبُرُ الطَّرِيْقَ تُخَفِّفُ مِنْ سُرْعَتِها لِكَيْ لا تُشَكِّلَ خَطَراً على الطلاَّبِ العَابرين،

وخاصَّةً عِنْدَ الصَّبَاحِ وَقْتَ دُخُولِ المَدْرَسَةِ وبَعْدَ الظُّهْرِ عِنْدَ خُروجِهِمْ مِنها عائِدينَ إلى بُيُوتِهم..

ولكِنَّ هُنَاكَ بَعْضُ السَّائِقِينَ لا يَهْتَمُّوْنَ بِذَلِكَ وَيَقُودُونَ سَيّارَاتِهِمْ بِجُنُونٍ.

مُعْظَمُ أَصْدِقَائي يَأْتي آباؤهُمْ لاِصْطِحَابِهِم مِنَ المَدْرَسَةِ، أَمّا أَنَا فَقَدْ كُنْتُ أَفْتَخِرُ بِأَنَّ بَيْتِي قَرِيْبٌ قَرِيْبٌ..

فلا أَسْتَيْقِظُ بِوَقْتٍ مُبْكِرٍ جِدًّا.. وَأَصِلُ إلى البَيْتِ بِوَقْتٍ سَرِيعَ، وَبِذَلِكَ لا تُزْعِجُنِي السَّيَّاراتُ ولا زَحْمَتُها ولا أَتَأَخَّرُ بِالذَّهَابِ إلى المَدْرَسَةِ وبالعَوْدَةِ إلى البَيْتِ..

بَعْضُ الأَصْدِقَاءِ يَحْسِدونَنِي على ذلكْ… ويَتَمَنُّونَ أَنْ يَكُونَ بيتُهم قربَ المدرسةِ…

مُشْكِلَتِي الوَحِيدَة هي عُبُوْرُ الطَّرِيْقِ، فإنا أَخْشَى السيَّاراتَ كَثِيْراً،

وأَخْشَى مِنْ سَائِقٍ مُتَهَوِّرٍ يُسْرِعُ دُوْنَ أَنْ يَهْتَمَّ بِوُجُودِ طُلاّبٍ صِغَارٍ ولِذَلِكَ عِنْدَما أُريدُ عُبُورَ الشَّارِعِ مِنْ جَانِبٍ إلى آخَرَ أَنْظُرُ فِي كُلِّ اتِّجَاهْ،

وَبَعْدَ أَنْ أَتَأَكَّدَ مِنْ عَدَمِ وُجُودِ سَيّارةٍ قَرِيْبَةٍ أُسْرِعُ رَاكِضًا نَحْوَ الجَانِبِ الآخَرْ.

 

قُرْبَ بَيْتِي يُوْجَدُ دُكَّانٌ صَغِيرٌ يَشْتَرِي الجِيْرَانُ مِنْهُ حاجَاتٍ مِنْ خُضَارٍ وفَاكِهَةٍ ومُثَلَّجَاتْ…

صَاحِبُ الدُّكَّانِ (أبو صابر) يُحِبُّ الأَطْفَالَ كثيراً. عِنْدَما يَأْتُونَ في الصَّبَاحِ

وعِنْدَ انْتِهَاءِ المَدْرَسَةِ يُسَاعِدُ الأَهَالي والأَبْنَاء لِيَضَعُوا سيَّاراتِهم بِشَكْلٍ جَيِّدٍ فلا يُعَرْقِلُ السَّيْرَ،

وكَانَ يَسْمَحُ لِلْجَمِيعِ بِأَنْ يَقِفُوا أَمَامَ مَحَلِّهِ بِانْتِظَارِ أَوْلاَدِهِمْ، وكَانَ يَتْرُكُ دُكّانَهُ أَحْيَاناً لِيُنَظِّمَ السَّيْرَ عِنْدَما يَشْتَدُّ الزُّحَامْ..

(أبو صابر) يُحِبُّ طُلاّبَ المَدْرَسَةِ.. يُحِبُّ آباءَهُم.. يُحِبُّ المدرِّسينَ.. يُحِبُّ المَدْرَسَةَ.. ولَمْ يَكُنْ يَبِيْعُ التَّلامِيْذَ ما يضُرُّهُمْ مِنْ حَلَوِيّاتٍ رخِيْصةِ الثَّمَنِ وضَارّةٍ لِصِحَّتِهِم…

وفي إحْدَى المرّاتِ كَسَرَ أبو صابر رِجْلَهُ وهُوَ يُحَاوِلُ أَنْ يُسَاعِدَ التَّلامِيْذَ في عُبُوْرِ الشَّارِعِ.. فَقَدْ صَدَمَتْهُ سَيّارَةٌ مُسْرِعَةٌ..

نَسِيْتُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ عن اسْمي.. أنا اسْمي (صابر).

 

 

رحلةٌ إلى الماضي

 

عزيز يَحْلُمُ دَائِماً بِأَنَّهُ يَعِيشُ في زَمَنٍ سَابِقٍ، ويَتَمَنَّى لَوْ يَعُودُ مِئَاتَ الأَعْوَامِ إلى الوَرَاءِ..

صَدِيْقُه عُثمان يَسْتَهْزِىءُ بِهَذِهِ الأُمْنِيَةِ، ويَقُولُ لِعَزيز: كَيْفَ تَتَمَنّى العَوْدَةَ إلى المَاضي وأَنْتَ تَعِيْشُ في عَصْرِ التَقَدُّمِ؟

بالماضي لَمْ يَكُنْ هُنَالِكَ سَيَّاراتٌ ولا طُرُقَاتٌ ولا مُكَيِّفَاتُ هَوَاءٍ ولا أَقْمَارٌ صِناعِيَّة، ولوْ عَرَفَ السَّابِقُونَ مَا سَتَكُونُ عَلَيْهِ اليَوْمَ لَتَمَنُّوا أَنْ يَعِيْشُوا فِي المُسْتَقْبَلِ ولَيْسَ في الماضي..

قالَ عَزيز: أنا لا أقْصدُ كلَّ ما تفكِّرُ بهِ، إني أحبُّ العَوْدَةَ إلى الماضي بِالْمَعْرِفَةِ والتَّفْكِيْرِ، أُحِبُّ قِرَاءَةَ التَّارِيْخِ، وزِيَارَةِ المَتَاحِفِ ورُؤْيَةَ الآثَارِ القَدِيْمَة..

أَخْرَجَ عزيز مِنْ جَيْبِهِ قِطْعَةً مَعْدَنِيَّةً قَدِيْمَةً جِدًّا.. ويَبْدُو عَلَيْهَا آثَارُ الزَّمَنِ.. وقال:

أُنْظُرْ إلى رَوْعَةِ هَذِهِ العُمْلَةِ التَّارِيْحِيّة..

ضَحِكَ عُثمان وقال: هَذِهِ العُمْلَةُ لا أسْتَطِيْعُ أَنْ أَشْتَرِي بها شَيْئاً.. أنا أُريدُ عُمْلَةً جَدِيدةً لأَذْهَبَ إلى مَدِيْنَةِ الأَلْقَابِ أو المَطْعَمِ أو أَيِّ مَكَانٍ أَلْهُو فِيْهِ.. هذِهِ العُمْلَةُ لا قِيْمَةَ لها..

أجَابَهُ عزيز: هَذِهِ العُمْلَةُ النادِرَةُ لها قِيْمَةً عِنْدَ مَنْ يَعْرِفُ قيمَتها..

قالَ عُثمان: أَنْتَ دَائِماً أفْكَارُكَ غَرِيْبَةٌ..

قالَ عزيز: أَبَداً.. عِنْدَما نَعُوْدُ إلى الماضي ونَعِيْشُ كما كانوا يَعِيْشُونْ، نَعْرِفُ قِيْمَةَ ما نَحْنُ فِيْهِ الآنَ مِنَ النِّعَمِ..

ونُدْرِكُ أنّ المُسْتَقْبَلَ سيكونُ أعظمُ مما يمكنُ أنْ نتصورهُ..

عثمان: ربَّما.. لَكِنَّنِي أُفَكِّرُ بالحَاضِرِ أكثرَ من الماضي والمُسْتَقْبَل..

عزيز: أنا أُحِبُّ الماضي والحاضرَ والمستقبلَ..

عثمان: وأنَا أَشْعُرُ بِصُدَاعٍ بِرَأْسِي. كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ مَعَكَ بهذا المَوْضُوعِ.. هيّا نَلْعَبُ الآنَ (في الحاضرِ).. وغَدًا نُفَكِّرُ ماذا سَنَفْعَلْ؟

 

 

نورة واللُّعْبَة

 

عادتْ نورة من منزلِ صديقتِها فاتن التي تسكنُ في منزلٍ مقابلٍ لمنزلِهِا،

وكانتْ نورة قد وعدَتْها بأنْ تعودَ إلى منزِلِها وتحضرَ معها لُعبتَها الجميلةَ التي تحبُّ أن تسمِّيها (دودو).

و (دودو) لعبةٌ جميلةٌ عبارةٌ عنْ دُبٍّ صغيرٍ ملونٍ يرقصُ ويغني ويتكلمْ..

دخلتْ نورة إلى غرفتِها وبعدَ قليلٍ.. عادتْ إلى صالةِ المنزلِ حيثُ كانتْ تجلسُ أمُّها.. صارَتْ تبحثُ دونَ فائدة..

سألتها أمها عمّا تبحثْ؟!

قالتْ: أبحثُ عن لُعبتي (دودو).

أجابتها الأمُّ: لا أدري أينَ هي؟! لم أرَها هنا..

سَأَلتْ نورة أباها.. وأخاها نبيل الأكبرَ منها سناً بقليلٍ.. وأختها الصغيرة لبنى..

لكنّ أحداً لم يرَ لُعبتها..

اتّهَمَتْ نورة أختها الصغيرة لبنى بأنّها أضاعتْ دودو، فهي لا تحسنُ التعاملَ مع الألعابِ.. وربما رمَتْها منَ النافذةِ..

ثُمَّ قالتْ: ربما نبيل تخلّصَ من دودو، لأنهُ يغارُ مني.. وبعد ذلكَ قالتْ لأمِّها: أنتِ مسؤولةٌ.. كيف اختفتْ لُعبتي؟

وقالت لأبيها: عليكَ أن تفعلَ شيئاً لتعيدَ إليَّ لعبتي. وراحتْ نورة تبكي..

وقفتْ الأسرةُ كلُّها حائرةً لا تدري ماذا تفعلْ؟

كلُّ أفرادُ عائلةِ نورة يعرفونَ كمْ تحبُّ نورة لُعبتها هذه؟

على الفورِ.. أسرعوا جميعاً يبحثونَ في كلِّ مكانٍ..

مضى وقتٌ يبحثونَ دونَ فائدة..

وكانَ حزنُ نورة يزدادُ واللعبةُ مفقودةٌ..

ولم تستطِعْ نورة أنْ تنامَ تلكَ الليلة..

وفي الليلِ تذكَّرَتْ نورة شيئاً..

قفزتْ منْ سريرِها.. توجّهَتْ نحوَ حقيبةِ المدرسةِ..

تذكرتْ أنّها وضعتْ لُعبتَها في الحقيبةِ لأنّها تريدُ أن تأخذَها معها صباحَ غدٍ إلى المدرسةِ لتراها مدرِّساتِها وصديقَاتِها..

ضحكَ الجميعُ ممّا حدثْ..

احمرَّ وجهُ نورة خجلاً.. واعتذرتْ لأَنها اتهمتْ أختَها وأخاها.. وسبَّبتْ للأسرةِ جميعاً كلَّ هذا التعبْ..

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
قصة الحصان اللطيف المتمرد
التالي
قصة السمكة الكبيرة