تاريخ السعوديه

متى تأسست الدولة السعودية الثانية

متى تأسست الدولة السعودية الثانية

متى تأسست الدولة السعودية الثانية

 

مقدمة 

بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، باستسلام  الأمام عبدالله بن سعود للقوات الغازية بقيادة إبراهيم باشا، عام 1233هـ / 1818م

حرصت القوات الغازيه  إلى تصفية جميع المقاومه لهم  حيث أرسلت فرقاً إلى مختلف مناطق نجد لتثبيت نفوذها

ولإظهار قوتها. ولهذا، توافدت جموع من زعماء بلدان نجد وشيوخ قبائلها

معلنة الولاء للحكم المصري ـ العثماني، وتعاونت بعض هذه الزعامات مع الحاكم الجديد

 

بعد أرسال  إبراهيم باشا بعض أمراء آل سعود، وأفراداً من أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب

أسرى وأرسلهم إلى مصر، ومن هناك أُرسل عبدالله بن سعود إلى إستانبول، حيث أعدم، في صفر 1234هـ/ديسمبر 1818م.

تمكن بعض من افراد  آل سعود من الهرب من الدرعية، وتوجهوا إلى نواحي نجد  ومنهم

تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وابن عمه عمر بن عبدالعزيز بن محمد وأولاده.

ولما اطمأن إبراهيم باشا إلى القضاء على شوكة آل سعود، وعمل وسعه لتوطيد أركان حكمه في نجد

عاد إلى مصر، ووصلها في صفر 1235هـ / ديسمبر 1819م.

وبعد أن أبعد إبراهيم باشا رجال آل سعود إلى مصر، وغادرها هو عائداً إلى مصر، عمت الفوضى بقاع نجد

وعاثت القبائل فساداً فيها، واستعرت نيران الفتن، وكثر القتل والنهب وتصفية الحسابات بتذكر الضغائن القديمة.

 

عودة الأمير مشاري الى الدرعية 

 

بعد سيطرت بن معمر على حكم الدرعيه  وصل  الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز ـ شقيق الإمام عبدالله بن سعود

حيث أنه تمكن مشاري بن سعود بن عبدالعزيز من الهرب من حراس ابراهيم باشا 

وهم في الطريق ما بين المدينة المنورة وينبع، متوجهين إلى مصر.

فوصل إلى الدرعية مع أعوان له، انضموا إليه من منطقة الوشم والزلفي والقصيم وغيرها، في جمادى الآخرة عام 1235هـ،

ونزل في بيوت إخوانه. فانزعج ابن معمر، ولم يجد بداً من أن يتنازل عن الحكم لمشاري بن سعود ويبايعه

وبعد مبايعة مشاري بن سعود في الدرعية، توافدت إليه بقية آل سعود، الذين هربوا من الدرعية.

ومنهم عمه عمر بن عبدالعزيز بن محمد وأولاده، ومشاري بن ناصر، وحسن بن محمد بن مشاري.وأقبلت عليه الوفود للمبايعته

وحصل على تأييد  عمه تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود

وشرع الأمير مشاري بن سعود يوسع نطاق نفوذه، ويعين أمراءه على البلدان، ويستعيد ما كان لآل سعود من سيطرة.

ولكن محمد بن معمر ـ الذي غادر الدرعية، وتوجه إلى بلدة سدوس، استطاع أن يجمع أنصاراً له

ليعود إلى الحكم، تساندهم جموع من قبيلة مطير، بزعامة فيصل الدويش

وأعلن العصيان في حريملاء. وسار محمد بن معمر بهم، من سدوس إلى الدرعية، ودخلها على  غفله من أهلها

واعتقل مشاري بن سعود، وأرسله للسجن في سدوس ثم توجه ابن معمر إلى الرياض

حيث يقيم فيها تركي بن عبدالله وابن عمه عمر بن عبدالعزيز، واستولى عليها

وعين  ابنه مشاري بن محمد بن معمر أميراً عليها. واضطر تركي بن عبدالله إلى الفرار من الرياض إلى بلدة الحائر.

وفي ظل هذه الأحداث  أرسل محمد علي باشا، والي مصر، فرقة عسكرية إلى عنيزة

بقيادة أبوش أغا. ولما كان ابن معمر قد سبق أن أعلن لزعيم بني خالد، ماجد بن عريعر، أنه تابع للسلطان العثماني

كرر هذا الإعلان في رسالة بعث بها إلى أبوش أغا،

وأكد له أنه يعمل في مصلحة محمد علي باشا والدولة العثمانية. فأقره أبوش أغا على إمارته.

 

قيام الدولة السعودية الثانية

لما رأى تركي بن عبدالله غدر محمد بن مشاري بن معمر، بالحاكم الشرعي ـ بعد ما تنازل له

واستعاد الحكم في الدرعية، صمم تركي بن عبدالله على إعادة الأمر إلى نصابه. فانطلق من مكانه في الحائر إلى ضرما

وجمع مؤيديه، وأنطلق بهم إلى الدرعية، حيث باغت محمد بن مشاري بن معمر وقبض عليه.

ومن هناك أنطلق الى الرياض، فتمكن من السيطره عليها  وقبض على أميرها مشاري بن محمد بن معمر.

وهدد ابن معمر، بأنه لن يطلقه وابنه مشارياً حتى يطلق أتباع ابن معمر

سراح الأمير مشاري بن سعود، المعتقل في بلدة سدوس.

ولكن أنصار ابن معمر، سلموا مشاري بن سعود إلى القائد التركي، أبوش أغا، خوفاً من الترك.

فأرسله إلى عنيزة وسجن بها، حتى وافته المنية فيها. ولما علم تركي بن عبدالله بذلك،

نفذ تهديده فقتل محمد بن معمر وابنه مشارياً، وكان ذلك في عام 1236هـ / 1821م.

 

التوجه الى الرياض

واستقر الامام تركي بن عبدالله في الرياض  لقوة حصونها

ولم تهدا  الأمور في الرياض  لتركي بن عبدالله   فقد هاجمها فيصل الدويش وأتباعه

وحاصروها، ومعهم رجال من القوة العسكرية الموجودة في عنيزة.

وصمد تركي بن عبدالله وأهل الرياض، حتى انسحبت القوات إلى الوشم.

وهذا عجل بإرسال محمد علي باشا تعزيزات عسكرية

بقيادة حسين بك، وانضم إليها القائد أبوش أغا بقواته، فتقدم إلى الرياض مع عدد من أفراد الجيش،

ومن انضم إليه من أهل نجد، فدخلها وحاصر تركي بن عبدالله، في قصر الإمارة.

ولما اشتد الحصار، تسلل تركي بن عبدالله ليلاً إلى خارج المدينة، ولجأ إلى جنوب نجد

بينما طلب من كانوا معه الأمان من قائد الفرقة العسكرية، ووعدوا بذلك

فاستسلموا، ثم غُدِر بهم، فقتلوا  وأُرسِل عمر بن عبدالعزير وأبناؤه، إلى مصر

 

وبعد أن قامت قوات حسين بك بأعمال التنكيل والقتل في أهالي نجد،غادرت نجداً تاركة حاميات صغيرة في الرياض وضواحيها

وأعقبتها حملة أخرى، بقيادة حسين أبي ظاهر، بعد تجدد الاضطرابات بين الزعماء المحليين.

وقد تكبدت تلك الحملة خسائر فادحة، بمقتل 300 رجل منها، على يد قبيلة سبيع، قرب الحائر، في أواخر عام 1237هـ / 1822م.

وقاومها أهل عنيزة، مما اضطره للانسحاب نحو المدينة المنورة، بعد أن ترك حامية من 600 جندي

في قصر الصفا خارج عنيزة. ثم غادرها هؤلاء الجنود، في رجب عام 1238هـ / 1823م.

 

عودة الامام تركي بن عبدالله

 

وفي رمضان عام 1238هـ / 1823م، بدأ تركي بن عبدالله تحركه، من مكانه في الحلوة جنوب نجد

لإخراج بقية القوات الغازية، الموجودة في الحاميات بالرياض ومنفوحة. فانطلق منها وجمع أتباعه عند بلدة عرقة، قرب الرياض.

وتوافدت إليه جموع المؤيدين من نواحي سدير والوشم. وبعد قتال استمر عاماً ضد الحاميتَين في الرياض ومنفوحة،

أجبر من كان فيهما من الجنود، بقيادة علي المغربي، على المغادرة إلى الحجاز، في أواخر عام 1239هـ/1824م

وأمر مشاري بن ناصر آل سعود بدخول الرياض، وتوجه هو إلى الوشم، حيث أقام في شقراء، مدة شهر.

وفيها قدم عليه أمير عنيزة، يحيى بن سليم، مبايعاً إياه على السمع والطاعة، وذلك في مستهل عام 1240هـ / 1824م.

وأعلن عن  قيام الدولة السعودية الثانية، وعاصمتها الرياض.

وانتقل الحكم في أسرة آل سعود، من أبناء عبدالعزيز بن محمد بن سعود، إلى أبناء عبدالله بن محمد بن سعود.

 

وتوسعت خلال عامين في اغلب نواحي نجد  وقدموا الولادء والطاعه  لتركي بن عبدالله، الذي كان قائد يمتلك جميع مقومات القياده

وفي عام 1241هـ / 1825م، عاد الشيخ عبدالرحمن بن حسن ـ حفيد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ من مصر إلى الرياض

وتولى الشؤون الدينية في الدولة، وأبدى المشورة في تسيير أمورها.

وفي عام 1243هـ / 1827م، هرب فيصل بن تركي ـ نجل الإمام تركي بن عبدالله ـ من مصر

ولحق بأبيه في الرياض، وساعده على توطيد أركان دولته.

 

السيطره على الأحساء

تطلع الإمام تركي بن عبدالله إلى السيطره على الأحساء، التي استعادها بنو خالد، وأراد التخلص من تهديدهم لدولته.

ففي عام 1245هـ / 1829م، غزا عمر بن محمد بن عفيصان الأحساء،

بأمر من الإمام تركي بن عبدالله، فغزا أحد زعماء بني خالد بلدة حَرْمة في نجد، رداً عليه

وقام محمد بن عريعر وأخوه ماجد، وأتباعهما من بني خالد، ومن انضم إليهما من القبائل الأخرى،

بالمسير نحو نجد، فأمر الإمام تركي بن عبدالله ابنه فيصل بايقافهم

 ودارت بينهما معارك استمرت أياماً، قتل فيها ماجد بن عريعر، ولحق الإمام تركي بن عبدالله بابنه،

وانهزم بن عريعر في معركة السبية

وأخذ الإمام تركي بن عبدالله طريقه نحو الأحساء، ودخلها دون قتال، بعد أن هرب منها بنو خالد.

وقدم اهل القطيف وراس الخيمه   وقدم  ولائهم الى الامام تركي  وعين  عمر بن غفيصان  اميرا على الأحساء

 

الإمام تركي بن عبدالله، وجهات عُمان

بعد ما أعلنت راس الخيمه   ولاءها للدولة السعودية الأولى، ولجأ إليها عدد من الذين فروا من الدرعية

وفي عام 1248هـ / 1832م، أرسل الإمام تركي أميره على الأحساء، عمر بن عفيصان، على رأس حملة قوية إلى عُمان

واضطر السلطان سعيد ـ صاحب مسقط ـ إلى إظهار المودة للإمام تركي، وإلى دفع مبلغ مالي سنوي إليه.

وبذلك استعادت الدولة السعودية الثانية النفوذ، الذي كان للدولة الأولى، في تلك الجهات.

العودة لقتال العثمانيون

حرص العثمانيون على عدم عودة الدولة السعودية، من جديد. وبذل والي مصر، محمد علي باشا

جهوداً مكثفة للقضاء على حركة الإمام تركي بن عبدالله، الذي أرغم بقية قوات محمد علي على الرحيل من نجد.

رغم كل ذلك  حاول تركي بن عبدالله، ألا يدخل في صدام مع  الدولة العثمانية، أو والي مصر،

فلم يقترب من مناطق نفوذها، في الحجاز، واعترف بالسيادة الاسمية للأتراك.

وبذل جهده ليتقرب إليها، وللحصول على اعتراف منها. فكتب إلى والي بغداد وكتب إلى والي مصر

الذي أبى الاعتراف به، لأنه ينظر إلى تلك المناطق، على أنها ضمن نفوذه. وحال انشغال قوات محمد علي باشا بإخماد ثورة عسير،

وحروبه في الشام، وغيرها، دون إرساله قوات، للقضاء على تركي بن عبدالله.

 

نهاية الدولة السعودية الثانية

كان مشاري بن عبدالرحمن آل سعود  أحد أفراد الأسرة السعودية، التي نفيت إلى مصر، بعد سقوط الدرعية

 وكانت أمه أخت الإمام تركي بن عبدالله. وكان الإمام يقدره غاية التقدير، ويراسله وهو في منفاه

وحرص على قدومه إلى نجد. واستطاع أن يهرب ويعود إلى الرياض، عام 1242هـ/1826م، فأكرمه خاله الإمام تركي، وولاه إمارة منفوحة.

وفي عام 1245هـ/1829م، عزله الإمام تركي عن إمارة منفوحة، بعد أن علم بتخطيطه للأطاحه به 

وأضمر مشاري في نفسه الحقد على خاله. وبعد مضي عام، وبينما كان الإمام تركي غازياً في الشمال

، ظهر مشاري في الرياض، معلناً خروجه عليه، ولكنه فشل في مسعاه،

لكنه لم  يحصل على مؤيدين له  ثم توجه الى مكة  

للحصول على  تأييد من الشريف محمد ، لكن الشريف امتنع عن  مساعدته  ووافق على أقامته في الحجاز .

أستقر  مشاري في الحجاز حتى بداية عام 1248هـ/ 1832م

 

أغتيال الأمير تركي بن عبدالله 

خرج الأمير مشاري من الحجاز  متوجها الى نجد  ووصل بلدة المذنب في القصيم

وطلب من أهلها أن يشفعوا له عند خاله، فركبوا معه إلى الرياض.

وقدرهم الإمام تركي، وقبل شفاعتهم فيه، فعفا عنه، وأنزله في بيت من البيوت الخاصة به.

لكن الأمير مشاري  أصر  على   أنه  يستحق الحكم  فعمد ا لى استغلال فرصة وجود فيصل بن تركي على رأس قوات والده

في شرق الجزيرة العربية، للقضاء على التمرد، الذي قام في العماير

فقام بتدبير مؤامرة لاغتيال خاله الإمام تركي، وتمكن أحد عبيد مشاري، ويدعى إبراهيم بن حمزة

من قتل الإمام تركي بعد خروجه من المسجد، عقب صلاة الجمعة. وخرج مشاري من المسجد، وأشهر سيفه

وهدد الناس وتوعدهم، ودخل القصر وجلس للناس، يدعوهم للبيعة في الرياض، وذلك في آخر ذي الحجة عام 1249هـ/ مايو 1834م.

ومات الإمام تركي بن عبدالله، بعد عشر سنين، قضاها في إعادة بناء الدولة السعودية.

1)متى تأسست الدولة السعودية الثانية

 

فترة الصراع بين أبناء فيصل ونهاية الدولة 

بعد وفاة الإمام فيصل سنة 1282هـ/ 1865م تولى ابنه الأكبر من أبنائه وهو الامام عبد الله الحكم وقد بايعه الناس إماماً خلفا لوالده

 الا أنه  حصل  خلاف  بينه وبين اخيه الامام سعود  الذي كان يسعى الى الحكم   حتى  تمكن الامام عبدالله  من العودة للحكم  من جديد  بعد وفاة اخيه الامام سعود

في ظل هذه الاحداث أستغل  ال رشيد حكام امارة جبل شمر  الاوضاع  وحدثت  معركة بين  قوات الامام عبدالله  وقوات ال رشيد عام 1884م 1301هـ 

في معركة ام العصافير  وانهزم الامام عبدالله وقتل الكثير من رجاله  وسيطرت ال رشيد على نجد

 

عودة الأمام عبدالرحمن الى الرياض 

سعى الإمام عبد الرحمن الى أستعادة  الرياض مرة أخرى؛ فجمع أنصاره من البادية، وكان معه إبراهيم بن مهنا أبا الخيل، شقيق حسن بن مهنا أبا الخيل، أمير بريدة

 وهاجم الإمام عبد الرحمن مع أتباعه بلدة الدلم، واستولوا عليها، وطردوا من كان فيها من أتباع محمد بن رشيد. ثم توجه ورفاقه إلى الرياض، ودخلها في سنة 1309هـ – 1891م.

ولما وصلت أخبار الإمام عبد الرحمن إلى محمد بن رشيد، أسرع بجيشه من حائل. وتواجه  في معركة  حريملاء.

فانهزم جمع الإمام عبد الرحمن، وقتل عدد من رجاله وأنصاره، ودخل ابن رشيد الرياض، وأبقى محمد بن فيصل أميراً عليها، وعاد إلى حائل.

 وكانت وقعة حريملاء آخر معارك أئمة الدولة السعودية الثانية، وبها انتهت الدولة السعودية الثانية

2) نهاية الدولة السعودية الأولى

شارك المقالة:
السابق
الأمام عبدالله بن سعود الكبير
التالي
الدولة السعودية الثالثة