معلومات اسلامية

متى كانت بداية الأستشراق

متى كانت بداية الأستشراق

متى كانت بداية الأستشراق

 

الأستشراق 

هو“طلب علوم الشرق ولغاتهم” واصفاً الكلمة بأنها “مولدة عصرية” تطلق على من “يعني بذلك من علماء الفرنجة”.

استشرق استشرقاً (العالم الاجنبي): كان عالماً بالعلوم والآداب واللغات والمعتقدات والعادات والتقاليد الشرقية.

 

متى كانت بداية الأستشراق

  • اختلف الباحثون في نشأة الاستشراق في تحديد سنة معنية أو فترة معينة لنشأة الاستشراق.
  • فيرى البعض أن الاستشراق ظهر مع ظهور الإسلام
  •             وأول لقاء بين الرسول صلى الله عليه وسلم ونصـارى نجران،
  •             أو قبل ذلك عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك والأمراء خـارج الجزيرة العربية
  •             أو حتى في اللقاء الذي تم بين المسلمين والنجاشي في الحبشة.
  •             بينما هنـاك رأي بأن غزوة مؤتة التي كانت أول احتكاك عسكري تعد من البدايات للاستشراق

الآراء حول تفسير نشأة الظاهرة الاستشراقية

  • ويرى آخرون أن أول اهتمام بالإسلام والرد عليه بدأ مع يوحنا الدمشقي (ت132ﻫ/749م) الذي عاش في دمشق إبان الفترة الأموية، وكتب بعض الكتـابات يوضح للنصارى كيف يجادلون المسلمين. ومنها: كتاب (محاورة مع مسلم) وكتاب آخر هو (إرشادات النصارى في جدل المسلمين)

 

  • ويرى آخرون: أن الحروب الصليبية هي بداية الظاهرة الاستشراقية بوصفها بداية الاحتكـاك الفعلي بين المسلمين والنصارى الأمر الذي دفع النصارى إلى محاولة التعرف على المسلمين.

فهذه الحروب استمرت مئتي عام من سنة 491ﻫ/ 1098م إلى سنة 690ﻫ/ 1291م ووصل عدد الحملات الصليبية إلى ثمانية حملات توجهت نحو بلاد الشام ومصر وتونس. ونجم عنها احتلال الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط بما في ذلك مدينة القدس التي خضعت للاحتلال الصليبي 99سنة.  

 

  • هناك من يرى أن الاستشراق قد بدأ مع بداية الاهتمام بترجمة معاني القرآن إلى اللغات الغربية الذي عده دودي بارت قد بدا في القرن الحادي عشر الميلادي (القرن الخامس الهجري) ومع بداية ظهور أول قاموس لاتيني عربي

            قد عبر عن هذا الرأي المستشرق جوستاف دوجا فجعل عنوان كتابه (تاريخ الاستشراق من القرن الثاني عشر إلى القرن التاسع عشر) 

 

  • والبعض يرى ان الاستشراق قد بدأ في الرق العاشر الميلادي (الرابع الهجري) ومن اصحاب هذا الرأي الأستاذ نجيب العقيقي صاحب كتاب (المستشرقون) وهو كتاب كبير في ثلاثة أجزاء سجل فيه تاريخ الاستشراق على مدى ألف عام انتهى بالقرن العشرين وبدأه بالراهب الفرنسي جربر دي أورلياك (Gerbert d’Aurillac) (ت 720ﻫ / 1003 م) الذي قدم الاندلس وتتلمذ على علمائها في إشبيلية وقرطبة حتى اصبح اوسع علماء اوروبا ثقافة بالعربية والرياضيات والفلكثم تقلد فيما بعد منصب البابوية في روما باسم سلفستر الثاني (999م).

 

  • ثمة من يرى أن الاستشراق قد بدأ بقرار من مجمع فيينا الكنسي في(720ﻫ/1312م) الذي دعا إلى إنشاء كراسي لدراسة اللغات العربية والعبرية والسريانية في عدد من المدن الأوروبية مثل: باريس وأكسفورد وغيرهما.

            ويرى الباحث الإنجليزي ب.إم هولت (P.M. Holt) أن القرارات الرسمية لا يتم تنفيذها بالطريقة التي أرادها صاحب القرار لذلك فإن القرار البابوي هنا لا يعد البداية الحقيقية للاستشراق.

 

  • وثمة رأي له عدد من المؤيدين أن احتكاك النصارى بالمسلمين في الأندلس هو الانطلاقة الحقيقية لمعرفة النصارى بالمسلمين والاهتمام بالعلوم الإسلامية، منذ انطلق الطلبة الاوروبيون إلى الاندلس وصقلية لنقل علوم المسلمين على أوروبا  ذلك قبل الحروب الصليبية. 

ويميل إلى هذا الرأي بعض رواد البحث في الاستشراق من المسلمين ومنهم الشيخ الدكتور مصطفى السباعي، ومحمود زقزوق

دون تحديد مدة زمنية لهذه البداية.

تعليق على نشؤ الظواهر التاريخية

  • الظاهرة التاريخية لا تنشأ في لحظه محددة بل تنشأ تدريجياً
  • عندما تصبح ظاهرة تبدا تطلق عليها الأسماء
  • ما قبل التسمية قد تكون الظاهرة  المقصودة جزؤا من ظاهرة سابقة
  • لا تبرز الظاهرة إلا في إطار وسياق جملة من العوامل التاريخية ذات الصلة بالظاهرة 
  • هذه الملاحظات تنطبق على الظاهرة الاستشراقية .

 

ولاشك أن هذه البدايات لا تعد البداية الحقيقية للاستشراق الذي أصبح ينتج ألوف الكتب سنوياً ومئات الدوريات ويعقد المؤتمرات، وإنما تعد هذه جميعا كما يرها البعض “من قبيل الإرهاص لها وما أتى بعدها يعد من قبيل تعميق الفكرة، والتوسع فيها وشد الانتباه إليها”

بل إن هذه الظواهر هي من باب العلاقات بين الشرق والغرب، حتى تلك الجهود لدراسة اللغة العربية او ترجمة القرآن الكريم أو عمل قاموس لاتيني عربي وأمثالها.

  • فالبداية الحقيقية للاستشراق الذي يوجد في العالم الغربي اليوم ولا سيما بعد أن بنت أوروبا نهضتها الصناعية والعلمية وأصبح فيها العديد من الجامعات ومراكز البحوث وأنفقت ولا تزال تنفق بسخاء على هذه البحوث قد انطلقت منذ القرن السادس عشر حيث «بدأت الطباعة العربية فيه بنشاط فتحركت الدوائر العلمية وأخذت تصدر كتاباً بعد الآخر».
  • ثم ازداد النشاط الاستشراقي بعد تأسيس كراس للغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية مثل كرسي أكسفورد عام 1638 وكامبريدج عام 1632
  • ويضيف سمايلوفيتش بأن تأسيس الجمعيات العلمية مثل الجمعية الأسيوية البنغالية والجمعية الاستشراقية الأمريكية والجمعية الملكية الآسيوية البريطانية وغيرها بمنزلة “الانطلاقة الكبرى للاستشراق حيث تجمعت فيها العناصر العلمية والإدارية والمالية فأسهمت جميعها إسهاماً فعّالاً في البحث والاكتشاف والتعرف على عالم الشرق وحضارته فضلاً عما كان لها من أهداف استغلالية واستعمارية”
  • وكان من المشروعات الاستشراقية المهمة إنشاء مدرسة اللغات الشرقية الحية في فرنسا برئاسة المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي(Silvester de Sacy) سنة 1795م التي كانت تعد قبلة المستشرقين الأوروبيين وساهمت في صبغ الاستشراق بالصبغة الفرنسية مدة من الزمن،

نشاء الجمعيات الاستشراقية وأيضاً بداية المؤتمرات العالمية للمستشرقين عام 1873 في عقد التي أصبحت تعقد دورياً.

  • شهد القرن السادس عشر (العاشر الهجري) مرحلة المخاض التي تحولت فيها ما يسمى العلاقات بين الشرق والغرب إلى ظاهرة جديد هي الأستشراق بدأت التسميات كما أشارنا في محاضرة سابقة تظهر (مستشرق واستشراق ) في اللغة الانجليزية سنة 1779م وفي الفرنسية 1779م وتدخل معجم الاكاديمية الفرنسية 1838م 

يجب الانتباه إلى الأهمية الكبرى لظهور أقسام الدراسات العربية في الجامعات الغربية أكثر من الالتفات لظهور المصطلح فهذه الأقسام هي عملياً من ينتج المعرفة الاستشراقية.

العلاقة بين النشأة والدوافع

لايمكن فهم النشأة الظاهرة الاستشراقية تاريخيا بمعزل عن معرفة

دوافعها

عندما سؤل أحد الرحالة النصارى الين وصلوا على الهند

ما الذي جاء بكم، قال: (المسيح والتوابل)

1)- محمد السباعي الاستشراق 1405

2)http://www.saaid.net/feraq/mthahb/75.htm 

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
الاستشراق والعلاقات بين الشرق والغرب
التالي
ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية