السودان

معلومات عن تاريخ السودان

معلومات عن تاريخ السودان

معلومات عن تاريخ السودان

 

 

المقدمة 

السودان  يقع في شرق شمال أفريقيا مع اتصاله بالبحر الأحمر واحتلاله شطرا كبيرا من نهر النيل حيث إنه البلد الثاني لبلدان حوض النيل وكونه يربط بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعله في ملتقى الطرق الأفريقية، وعلى اتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل، وكان قدماء المصريين يسمونه تانحسو أي “أرض الأرواح “أو “أرض الله “عندما بهرتهم خيراته.

 

نجحت بريطانيا في 1898م ، من إسقاط الدولة المهدية في السودان ، وبعد تسوية مشكلاتها مع فرنسا ، بانتهاء حادثة فاشودة ، التي رفع القائد الفرنسي ” مارشان “العلم الفرنسي ، على قلعتها في 10 يوليه 1898م ، والتي كادت تجر الى حرب بين الدولتين ، ولكن الدبلوماسية نجحت في حل هذه الأزمة، وبعد تسوية هذه الأزمة ، أجبرت بريطانيا الحكومة المصرية على توقيع اتفاقية الحكم الثنائي في السودان في 19 يناير 1899 م ، التي بموجبها ، أصبح خديوي مصر ، يعين حاكم عام للسودان بريطاني ، بعد موافقة الحكومة البريطانية، كما نصت الاتفاقية ، على عدم سريان نظام الامتيازات .

وقد تركزت السلطة التشريعية والتنفيذية العليا في السودان في يد حاكم السودان البريطاني ، الذى كان في نفس الوقت ، قائد عام قوات الاحتلال البريطاني

وبذلك أحكمت بريطانيا سيطرتها الفعلية على السودان فى مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وصارت المصالح المركزية والإقليمية كلها في أيدى الموظفين البريطانيين.

الوجود المصري فى السودان :

أصبح مقتصرا على وجود كتيبة من الجيش المصري في الخرطوم ،  وعدد من الموظفين المصريين ، كانوا يعملون في الجهاز الإداري التابع للحاكم العام ، ولم يسمح للسودانيين بشغل أي منصب على قدر من الأهمية. وقد عملت بريطانيا ، على استغلال خيرات السودان لصالحها فكان القطن ، والصمغ ، والعاج ، والسمسم ، والجلود ، تصدر جميعها بأقل الاثمان الى اوروبا وبريطانيا ، كما نزعت ملكية أجود الأراضي من أصحابها ، ومنحتها للاحتكارات البريطانية وبذلك سيطرة على اقتصاديات السودان.

الحركة الوطنية السودانية ومقاومتها للاحتلال البريطاني .

لم يرض السودانيون عن الأسلوب الذى اتبعه بريطانيا فى إدارتها للسودان ، وبدأت حركة المقاومة بين صفوف الجيش السوداني ، وتزعم على دينار حركة المقاومة ، فوجهت إليه بريطانيا تهمة الاتفاق مع السنوسيين والعثمانيين ، ونجحت فى القضاء على حركته فى مايو 1916م ، غير أن الحركة الوطنية لم تخمد ، فامتدت لتشمل النوبة وغيرها من المناطق ، وفى نفس العام قاد الضابط على عبدالطيف ، الحركة الوطنية ، واصدر نشرة أطلق عليها ” مطالب الأمة السودانية” ، فطاردته السلطات البريطانية ، وألقت القبض عليه فسجن ، وظل بالسجن الى ان أطلق سراحه فى سنة 1923م ، ولما أصدرت بريطانيا تصريح 28 فبراير 1922 م، وفرضته على مصر ، اجتاحت السودان ، موجه من الغضب على التصريح الذى ابقى على سيطرة بريطانيا

الاستعمارية في السودان ، ودعا الى الكفاح المسلح من اجل الاستقلال ، وامتدت حركة الكفاح لتشمل : الخرطوم وغيرها من المدن السودانية ، ووقعت حوادث صدام بين الأهالي والاحتلال البريطاني .

 وفى ربيع سنة 1924م ، اسس على عبدالطيف ” جمعية اللواء الأبيض” السرية ، وتزعمت الجمعية حركة المطالبة بالاستقلال ، وانضم الى فئات متعددة من السودانيين ، وكانت الجمعية تدعو الى وحدة مصر والسودان ، وكانت ترى فى ذلك طريق الخلاص الوحيد من الاستعمار البريطاني ، فخرجت المظاهرات المناهضة للاستعمار فى : عطبرة ، وبورسودان ، ولكن الجمعية فشلت فى تكوين جبهة وطنية موحدة ، وتمكنت قوات الاحتلال ، تحت قيادة الحاكم العام للسودان من قمع الحركة الوطنية بقسوة ، وألقى القبض على عدد من أعضاء الجمعية ونفى البعض الى مستنقعات بحر الغزال ليلقوا حتفهم.


استيلاء بريطانيا على الحكم في السودان من 1924- 1936:

 

حدث ان اغتيل السردار لى ستاك ، في القاهرة ، يوم 29 نوفمبر 1924م ، فاستغلت الحكومة البريطانية الحادث لتحقيق أهدافها في مصر والسودان ، وتقدمت بعدة مطالب للحكومة المصرية التي كان يرأسها سعد باشا زغلول ، وكان من بين هذه المطالب ، سحب الجيش المصري ، والموظفين المدنيين المصريين من السودان ، ولكن سعد باشا زغلول ، رفض المطالب البريطانية ، وفضل تقديم استقالة حكومته عن ان يستجيب لهذه المطالب ، ثم جاءت وزارة لبت المطالب البريطانية، وسحبت الجيش المصري والموظفين المصريين من السودان ، وبذلك انفردت بريطانيا بالحكم في السودان الى ان عقدت مع مصر معاهدة سنة 1936م ،  التي أعادت السودان الى الحكم الثنائي ،   كما كان عليه الوضع سنة 1924 قبل اغتيال الحاكم العام للسودان

، وقائد عام القوات البريطانية، ومع عودة مصر الى المشاركة فى حكم السودان ، إلا ان السيادة المطلقة فى السودان ، ظلت فى يد السلطات البريطانية ، وقد تنازلت بريطانيا أثناء انفرادها بالحكم سنة 1934م ، لإيطاليا الفاشية التي كانت تستعمر ليبيا ، عن مساحة كبيرة من ارض السودان ، الواقعة فى الشمال الغربي من السودان ، على الحدود مع ليبيا .

استمرت الحركة الوطنية فى تصاعدها ، ففى سنة 1936 تكون “مؤتمر الخريجين” ، وتكون فى البداية حملة المؤهلات ، لكنه بعد ذلك ضم كل من كان على قدر يسير من التعليم ، كما ضم التجار ، والحرفيين، وذوى المهن الحرة ، والعمال ، والموظفين وضم حتى كبار الموظفين الذين يعملون فى

أجهزة الإدارة الاستعمارية ، وانعقد المؤتمر الاول للخريجيين في أم درمان سنة 1938م ، ورأى المؤتمر أن المهمة الأولى للأعضاء هى : تعليم الشعب ، وبناء المدارس، ورفع المستوى المعيشي للسكان.

هب الشعب السوداني ، بعد الحرب العالمية الثانية ، ففى 1945- 1936م ، فانتشرت المظاهرات والاجتماعات والمؤتمرات العديد من المدن السودانية ، وتعددت إضرابات العمال والموظفين ، وتقدم ” مؤتمر الخريجين” ، فى 23 أغسطس 1945م ، بمذكرة للحاكم البريطاني، طالب فيها باستقلال السودان ، لكن الطلب قوبل بالرفض من جانب السلطات البريطانية، وفى نفس العام 1945م ، تأسس فى السودان حزبان سياسيان هما : حزب الأمة ، وحزب الأشقاء ، وكان رئيس حزب الأشقاء ، هو  : إسماعيل الأزهري

الذى كان مدرسا للرياضيات فى جامعة الخرطوم ، وكان الحزب يعتمد على طائفة الختمية الإسلامية، التي كان يرأسها السيد محمد عثمان الميرغنى، احد كبار ملاك الأراضي ، وكان برنامج الحزب ، يتضمن العمل على طرد الانجليز ، ووحدة وادى النيل ، أي وحدة مصر والسودان، اما حزب الأمة: فكان يعبر عن مصالح الإقطاعيين، ومشايخ القبائل، ورجال الدين، وكانت غالبية أعضائه من كبار موظفي الإدارة الاستعمارية، وكان للحزب نفوذه بين القبائل السودانية المختلفة فى المناطق الغربية من وسط السودان ، وقد أصبح الصديق المهدى رئيسا للحزب ، وعبدالله خليل سكرتيرا له ، وكان الحزب يستند الى طائفة ” الأنصار” الإسلامية ، التي كانت يتزعمها السيد عبدالرحمن المهدى، والد الصديق المهدى ، وكانت عائلة المهدى من كبار العائلات فى

السودان ، وكان الحزب ينادى باستقلال السودان ، ويقاوم الوحدة مع مصر ، وفى 13 نوفمبر 1948م ، أجرت السلطات البريطانية انتخابات الجمعية التشريعية فى السودان ، وجرت الانتخابات تحت إشراف قوات الاحتلال. ولكن الانتخابات قوطعت من قبل : حزب الأشقاء ، ومؤتمر الخريجين، والحركة السودانية للتحرر الوطني ، ولم يشترك فى هذه الانتخابات الا عدد قليل من الناخبين ، ويوم الانتخابات خرجت المظاهرات فى المدن السودانية تنادى : ” تسقط الانتخابات”، ” يسقط الاستعمار البريطاني” ، وفى 17 ديسمبر 1948م ، افتتحت الجمعية التشريعية رسميا وسط احتفال ، ضم الإقطاعيين ، وزعماء القبائل ، وكبار الموظفين فى الإدارة البريطانية الاستعمارية ، بينما احتجت أحزاب الجبهة الوطنية على قيام الجمعية التشريعية ، والمجلس التنفيذي. وأعلنت هذه الأحزاب العصيان المدني ، ضد هذا الإصلاح البريطاني المزيف.

اقر البرلمان المصري فى 15 اكتوبر 1951 م ، قانونا بإلغاء معاهدة 1936م ، واتفاقية 1899م ، الخاصة بالحكم الثنائي السوداني ، وجرى تحديد وإقرار وضع دستور جديد للسودان ، يمنحه الاستقلال الذاتي فى الشئون الداخلية ، مع الاحتفاظ لمصر بالإشراف على السودان ، فى كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية والمالية والدفاع.

وفى شهرى نوفمبر- وديسمبر1915م ، نظمت الجبهة الوطنية السودانية ، تحركات واسعة للجماهير الشعبية ن تأييدا لمطالبها التي تقدمت بها ، وهى جلاء القوات الأجنبية عن البلاد ، وإسقاط الإدارة البريطانية الاستعمارية وفى أواخر نوفمبر 1951 م، اجتمعت أحزاب الجبهة الوطنية والنقابات المهنية وشكلت منظمة جديدة، منبثقة عن الجبهة الوطنية هى : الجبهة المتحدة لتحرير السودان ، وكان برنامجها يتضمن : تصفية الحكم الثنائي ، وجلاء الانجليز

ومصر عن البلاد ، و”سودنة” ، الجهاز الحكومى ، وتكوين حكومة مؤقتة من السودانيين ، وانتخاب جمعية تأسيسية تقوم بتحديد الوضع المقبل للسودان ، وتم اختيار سكرتارية للجبهة من بين ممثلي النقابات والأحزاب السياسية ، وفى بداية 1952م ، انتهى الموظفون البريطانيون من وضع مشروع دستور للسودان ، وفى 17 يناير 1952م ، أقرت الجمعية التأسيسية للدستور ، الذى كان ينص على انتخاب البرلمان ، وتأليف حكومة من السودانيين ، على ان يبقى الحاكم العام البريطاني على رأس السودان ، ولكن الجبهة المتحدة قطعت الطريق أمام تطبيق هذا الدستور. وفى 13 ديسمبر 1952م ، اتفقت كافة الأحزاب والتجمعات السودانية ، المنادية بوحدة العمل ، والاتحاد مع مصر ، وهى : حزب الأشقاء ، ومؤتمر الخريجين ، وحزب اتحاد وادي النيل ، على الاندماج فى الحزب الوطني الاتحادي ، برئاسة إسماعيل الأزهري.

وفى بداية 1953م ، اتفق السودانيين “الاتحاديون” و “الانفصاليون” مع حكومة الثورة المصرية على حل المسألة السودانية ، حلا عادلا ، وتم الاعتراف للسودانيين ، بحق الاختيار الحر بين إعلان استقلال السودان عن بريطانيا ومصر ، وبين الاتحاد مع مصر مع الاحتفاظ بالحكم الذاتي الكامل للسودان.

وفى 12 فبراير 1953م نجحت الثورة المصرية، فى توقيع الاتفاقية البريطانية المصرية ، اعترفت للسودان بحق تقرير مصيره ، وتكون هناك فترة انتقال ، مدتها 3 سنوات ، يقوم في أثنائها برلمان مؤقت ، وحكومة وطنية ، على ان تحتفظ بريطانيا بالسلطة العليا خلال هذه الفترة ، يقرر السودانيون في نهاية المدة ، الاتحاد مع مصر ، ام الاستقلال ، وعملت السلطات البريطانية خلال هذه الفترة على نجاح هدف حلفائها من الانفصاليين ، من حزب الأمة

المتعاون معها ، على الانفصال عن مصر ، ومعاونتهم على النجاح في الانتخابات ، وفى ذلك عدم الالتزام ببنود اتفاقية 12 فبراير 1953م . ولكن السلطات البريطانية فشلت فى مسعاها ، فقد كان الفوز في الانتخابات التي جرت فى نوفمبر 1953م ، حليف الحزب الوطني الاتحادي الذى حصل على 83 مقعدا ، وحصل حزب الأمة على 29 مقعدا ، والقوى الأخرى كلها مجتمعة حصلت على 35 مقعدا ، وكان الحزب الوطني الاتحادي ، يطالب بجلاء القوات البريطانية عن السودان ، وإقامة حكومة وطنية ، واتحاد السودان مع مصر ، وفى 9 يناير 1954م ، شكل إسماعيل الأزهري ، رئيس الحزب الوطني الاتحادي ، أول حكومة وطنية في فترة الانتقال.

وفى 1 مارس 1954م ، حالت بريطانية ، دون افتتاح البرلمان، حيث افتعلت

صداما بين الشعب والبوليس ، فعاق هذا الحادث افتتاح البرلمان ، وفى نفس الشهر مارس 1954م ، الغي البرلمان قانون “النشاط الهدام” وفى نهاية 1954م ، دخلت الحكومة السودانية والحكومة المصرية في مفاوضات حول استغلال مياه النيل ، وفى ابريل 1955م ، أرسلت الحكومة السودانية مندوبين عنها الى مؤتمر باندونج لبلدان أسيا وأفريقيا.

وفى أغسطس 1955م ، عقد البرلمان السوداني ، دورة طارئة ، طالب فيها نواب جميع الأحزاب السياسية بالاستقلال الفوري للسودان ، وجلاء جميع القوات الأجنبية عن البلاد ، وفى 16 أغسطس 1955م ، اتخذت الدورة الطارئة ، قرارا بإلغاء الحكم الثنائي ، وجلاء القوات البريطانية، والكتيبتان المصريتان من السودان ، وفى ديسمبر 1955م ، اتخذ البرلمان السوداني ، قرارا بالإجماع يقضى بأن يصبح السودان جمهورية مستقلة ذات سيادة.

الجمهورية السودانية .

وافقت كل من بريطانيا ومصر على هذا القرار ، الذى اتخذه البرلمان السوداني ، واختار البرلمان السوداني ، لجنة عليا خماسية ، للقيام بمهام رئيس الدولة ، وفى 1 يناير 1965م احتفل فى الخرطوم احتفالا رسميا بإعلان السودان جمهورية مستقلة ذات سيادة ، واعترفت أكثر من ثلاثين دولة بجمهورية  السودان المستقلة، وشكلت فى ظل الاستقلال حكومة برئاسة إسماعيل الأزهري، التي شكلت لجنة لوضع الدستور الجديد لجمهورية السودان، وكانت اللجنة مشكلة من ممثلي كافة الأحزاب السياسية ، وأكد الدستور الجديد ،ان  السودان دولة مستقلة ذات سيادة ، وحدد أسس السلطتين التشريعية والتنفيذية ، واقر المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون ، كما أعطى للمرأة السودانية حق الانتخاب.

حدث بعد ذلك انقسام فى الحزب الوطني الاتحادي ، أدى الى تقوية حزب الأمة

فترتب على ذلك ان قام إسماعيل الأزهري بتشكيل حكومة ائتلافية ، اشترك فيها حزب الأمة ، وأقامت الحكومة السودانية علاقات اقتصادية مع مصر والهند وإندونيسيا ، وبعض الدولة الاشتراكية وفى 17 نوفمبر 1958م ، قام الفريق إبراهيم عبود بانقلاب عسكري ، وشكل حكومة جديدة اغلب أعضائها  من العسكريين ، وقوبلت حكومة إبراهيم عبود بقبول من الأحزاب اليمينية ، والعناصر البيروقراطية ، والبوليس وكبار الضباط، وبعض زعماء القبائل ، وكبار المقاولين.

ولقيت المعارضة من الأحزاب السياسية التقليدية كلها والجماهير السودانية فى المدن والأرياف ، والطبقة المثقفة ، وقامت حكومة إبراهيم عبود بحل جميع الأحزاب السياسية ، والمنظمات الديمقراطية ، وفرض الرقابة على النشر ، وإعلان حالة الطوارئ ، ووضع فى السجون عددا كبيرا من المواطنين

وألغت الدستور، وأبطلت العمل به ، وحكمت البلاد حكما دكتاتوريا ، وشجعت الحكومة القطاع الرأسمالي الخاص ، وتوسعت فى العلاقات الاقتصادية مع رأس المال الأجنبي ، وفى 8 نوفمبر 1959 ، وقعت الحكومة على اتفاقية توزيع مياه النيل مع مصر، وارتفعت أسعار السلع فى عهد هذه الحكومة ،ووقعت الجماهير تحت وطأة هذا الارتفاع ، وبدأ نضال الجماهير ضد حكومة إبراهيم عبود الدكتاتورية. وبخاصة بعد ان ثبت فشلها فى إيجاد حل لمشكلة الجنوب، ووحدة السودان ، حيث تشكلت فى الجنوب منظمة سرية هى : حركة تحرير الجنوب ، التى سميت بعد ذلك ب “الاتحاد السوداني الافريقى الوطني ” (سانو) ،ثم تكونت منظمة سرية أخرى هى : الجبهة الوطنية الجنوبية ، وكانت هذه المنظمة على اتصال بحركة ( سانو) ، ودخلت حكومة إبراهيم عبود في حرب

مستمرة مع الانفصاليين الجنوبيين ، وفى 21 أكتوبر 1964م ، ازدادت أحداث الجنوب عنفا ، وتفاقمت الأزمة السياسية فى البلاد ،  فأدى ذلك الى انفجار السخط الشعبي ، وأطلق البوليس السوداني النيران على مظاهرة طلابية ، فشكلت فى 27 اكتوبر 1964 م ، الجبهة الوطنية للنقابات المهنية والأحزاب السياسية المعارضة ، وهى : الحزب الشيوعي السوداني ، الحزب الوطني الاتحادي ، حزب الشعب الديمقراطي ، حزب الأمة ، الإخوان المسلمون ، وأطلق على هذه الجبهة اسم ” الجبهة الوطنية المتحدة” ، ونص برنامجها على : تشكيل حكومة وطنية انتقالية ، وإلغاء القوانين المعادية للشعب، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإعادة الحريات الديمقراطية ، والعمل على : تحسين الوضع الاقتصادي ، وحل مشكلة الجنوب حلا سلميا، وتحسين العلاقات مع البلاد العربية.

تم بعد ذلك تشكيل عدة حكومات ، هي : حكومة سر الختم الخليفة، ثم حكومة سر الختم الخليفة الثانية ، ثم حكومة محمد احمد محجوب، ثم حكومة الصادق المهدى ؟، ثم حكومة محمد احمد محجوب الثانية، وكل حكومة من هذه الحكومات ، كان لها منهجا في حل المشاكل التي كان يعانى منها السودان ، ولكنها جميعا فشلت فى إنقاذ السودان من مشاكله.

وفى 25 مايو 1969م ، قاد العقيد جعفر محمد نميرى ، رئيس الضباط الأحرار فى الجيش السوداني ، انقلابا عسكريا وفى اول بيان للانقلاب ،جعل اسم جمهورية السودان “جمهورية السودان الديمقراطية” ، وحاولت حركة جعفر محمد نميرى ان تسير بالسودان فى مسار صحيح حيث أعلن ذلك في أول بيان للحركة .

شرعت الحركة فى الحل السلمي الديمقراطي لمشكلة الجنوب ، وظلت حركة جعفر نميرى تسيطر على السودان ، حتى عمت البلاد فى ابريل 1985م ، انتفاضة شعبية ضد سياسة حكومة جعفر محمد نميرى ، فانضم الجيش الى الانتفاضة بقيادة ” سوار الذهب” ، الذى تولى رئاسة الدولة لفترة انتقالية قصيرة ، عمل خلالها على إعادة الحياة الديمقراطية للسودان ، ثم أجريت الانتخابات ، واستقال ” سوار الذهب”. وتولى رئاسة الدولة : احمد المرغنى ، ولكن حدث ان عاد الجيش فى 1989م ، ليتولى زمام الأمور ، وينفصل الجنوب في السودان مكونناً دولة منفصلة .

 

1)معلومات عن تاريخ السودان-13/1/2021

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
الثورة العرابية والاحتلال البريطاني لمصر
التالي
معلومات عن تاريخ سوريا