اليمن

معلومات عن تاريخ اليمن

معلومات عن تاريخ اليمن

معلومات عن تاريخ اليمن

 

اليمن

دولة عربية تقع جنوب غرب شبه الجزيرة العربية في غرب آسيا. تبلغ مساحتها حوالي 555,000 كيلومترا مربعا،ويبلغ عدد سكانها 26,687,000 نسمة حسب الإسقاط السكاني لعام 2015. يحد اليمن من الشمال المملكة العربية السعودية ومن الشرق سلطنة عمان، ولها ساحل جنوبي على بحر العرب وساحل غربي على البحر الأحمر

1)معلومات عن تاريخ اليمن-19/1/2021

تمهيد

     ظل اليمن منذ جلاء العثمانيين عنه 1635 م , وحتي 1849 م ، مستقلا ثم نشب الخلاف – أيام السلطان عبدالمجيد بين سلاطين تهامة ، فكتب أحدهم للسلطان عبدالمجيد يستنجده ، فوجد السلطان عبدالمجيد في هذا الاستنجاد فرصة للتدخل في شئون اليمن فأصدر الأوامر إلي نائبة في جدة ، بالتوجه في صحبة الشريف محمد بن عون علي راس قوة بحرية كبيرة إلي ميناء ” الحديدة ” في اليمن .

      تمكنت هذه القوة العثمانية من دخول ميناء ” الحديدة ” دون مقاومة تذكر واستطاعت القوة أن تستولي علي ” أبي عريش “

 

وهناك من يري أن الإمام محمد بن يحي اتفق في تلك الفترة مع توفيق باشا ، دون راي أعيان البلاد ، بأن يأتي إلي ” صنعاء ” لمحاربة بعض القبائل ، التي كانت قد أعلنت تمردها ضد الإمام ، وعند وصول هذه القوات العثمانية إلي صنعاء أنزلها الإمام محمد بن يحي بقصر “غمدان ” فأثارت هذه السياسة أهل صنعاء فأعلنوا ثورتهم ضدها ” واستعانوا بالقبائل المتجاورة ، واستطاع هؤلاء الثائرون طرد القوات العثمانية من صنعاء ، وإرغامها علي العودة وبقي النفوذ العثماني قاصرا علي المناطق الساحلية .

العثمانيون و اليمن :

ظل العثمانيون في مواقعهم في عسير يرقبون أحوال اليمن ، ويتحينون الفرصة المناسبة للإنقاض علي الاراضي اليمنية والاستيلاء عليها وإخضاعها لسيادتهم وقد تمكن أحمد مختار باشا قائد القوات العثمانية بعسير في 1289هـ/ 1872 م من التقدم بقوة كبيرة إلي “صنعاء” للقضاء علي الخلافات والصراعات التي كانت دائرة هناك ولكنه أخفق في فرض نفوذه علي المناطق الشمالية، ثم تواصلت الحروب بعد ذلك بين اليمنيين والعثمانيين لمدة نصف قرن من الزمان .

كانت أخر معارك هذه الحروب ” معركة شهارة ” التي دارت بين الشعب اليمني بقيادة الأمام يحي حميد الدين وبين العثمانيين  وحلت الهزيمة فيها بالعثمانيين ، وتعتبر هذه المعركة نقطة تحول في مجري التاريخ اليمني حيث شعر العثمانيون علي أثرها بضعفهم إزاء القوة اليمنية واضطروا إلي عقد ” صلح دعان ”  . 

 اليمن والإمام يحي حميد الدين :

صاحبت نشأة الإمام يحي حميدالدين ، ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية قاسية ، فقد تفتحت عيناه علي الإحداث السياسية التي شهدها عهد والده ، والصراع من أجل التخلص من التسلط العثماني ، وشارك والده مشاركة فعلية في أحداث الفترة ، وهاجر معه في 1308هـ/ 1890م إلي جيل الأهنوم ، وعمل علي إثارة القبائل ضد الحكم العثماني  والدفاع عن مراكز الزيدية ، وفي عام 1322 هـ / 1904 م ، توفي والدة الإمام المنصور في ” قفلة عذر ” من بلاد حاشد ، فاجتمع علماء الزيدية وأهل الحل والعقد ، وبايعوا أبنه سيف الإسلام يحي بالإمامة ، وتلقب بالمتوكل.

 

      وقد واجه الإمام في عهده الأول كثيرا من الصعاب الداخلية والمعارضة القبلية ، ومع ذلك فإننا نجده يبدأ عهدة بإعلان الجهاد ضد العثمانيين ، والدعوة إلي مواصلة الحرب ضدهم والتنكيل بهم ، وبدأ يسترد المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى وحاصر صنعاء ستة أشهر ، وأشتد الحصار حولها ، مما أضطر القيادة اليمنية أن تخرج إليه بعض كبار العثمانيين وكبار الأهالي ، لمقابلته في ” كوكبان ” للتفاوض معه حول شروط تسليم المدينة له وقد أشترط الإمام يحي لإتمام الصلح ما يلي :-

أولا : خروج العثمانيين من صنعاء إلي” حراز” .

ثانيا : أن يترك العثمانيون له ، ما للحكومة من مال وسلاح .

ثالثا : يتعهد الإمام أن يقوم بنقل أمتعتهم وتأمين طريقهم .

 

 ودخل الأمام يحي المدينة رسميا في 21 ابريل 1905 وأعلنت أكثر البلاد اليمنية الطاعة للإمام . 

       وقد تقلص نفوذ العثمانيين في حدود ضيقة لهذا الاتفاق حيث لم يبق سوي مدينتي ( تعز ) و(آ ب ) ،و( بلاد حراز) و( قفلة شمر ) ولكن الدولة العثمانية عملت جادة علي استرجاع نفوذها علي اليمن ، فأمرت أحمد فيضئ باشا الذي كان يؤمئذ في البصرة  بعد أن صدر فرمان تعيينه واليا علي اليمن ، بأن يعمل علي استرجاع صنعاء  فذهب إلي اليمن على رأس قوة مكونة من خمسين ألف جندي ، وأستطاع استرداد صنعاء ودخولها في أول سبتمبر 1905 م واضطر الإمام يحي حميد الدين إلي الانسحاب إلي ” بلاد حاشد ” واستطاعت القوات التابعة له أن تستدرج قوات فيضي باشا إلى مسافات بعيدة في داخل مناطق

 

جبلية ثم عملت في القضاء عليها، ونجحت في مخططها إلى درجة كبيرة حيث أربكت هذه القوات وكبدتها كثيراً من الخسائر، وفي أثناء عودة فيضي باشا إلى صنعاء قابله الإمام يحيى بقوة أخرى وأنزل به هزيمة أخرى، مما أضعف من إمكانية مقاومة فيضي باشا.

أدركت الدولة العثمانية بعد هذه الهزائم المتلاحقة التي حلت بقواتها في اليمن، وكانت آنذاك، مشغولة بكثير من القضايا والمشاكل العديدة التي تثيرها ضدها القوميات والجنسيات المتعددة التي تضمها أملاكها، رأت أن الحل الأمثل لحل القضية اليمنية هو أسلوب التفاوض، وأرسلت لهذا الغرض وفداً إلى الإمام يحيى حميد الدين للتفاوض معه وعقد صلح دائم، فقدم الإمام يحيى شروطه التي رأى أن اتفاق الصلح يجب أن يتضمنها وهي:-

 

أولاً: تطبيق الأحكام الشرعية.

ثانياً: إعطاءه حق عزل القضاة والحكام، وحق معاقبة الخائنين والمرتشين.

ثالثاً: إحالة أمر الأوقاف إليه.

رابعاً: إعلان العفو العام في البلاد.

هذا إلى جانب الشروط التي رأى فيها ضماناً لسلامة الأفراد ورقي البلاد ولكن الدولة العثمانية من جانبها رأت فيها انتقاصاً لسيادتها فرفضت هذه الشروط، وفشلت المفاوضات وتجددت الثورة اليمنية.

تجدد المفاوضات:

تحت اشتداد وطأة الثورة اليمنية، عادت الدولة العثمانية مرة أخرى إلى أسلوب المفاوضات وبدأت الاتصال بالإمام يحيى حميد الدين الذي رد على الوفد الذي حمل إليه رأى الدولة العثمانية أنه لكي يعترف بالسيادة العثمانية، يجب أن تعترف له الدولة العثمانية بوضع خاص.

        أصيب الموقف بعد ذلك بنوع من التجمد مع وجود بعض المناوشات ولكن العثمانيين لم يستطيعوا السيطرة على الموقف كما كانوا يريدون ويرغبون، وأدركت الدولة العثمانية أن أسلوب أحمد فيضي باشا في إدارة دفة الأمور على المناطق اليمنية يلعب دوراً في تعقيد هذه الأمور، فرأت لحل هذه المشاكلة أن تعزله من ولاية اليمن وتُعين حسن تحسين باشا مكانه فاستطاع

 

أن يلعب دوراً في إصلاح الأحوال وإسكان الفتن ونجح في تأدية دوره، واعترف للإمام بوضعه الخاص داخل اليمن، ولكن هذه الحالة الهادئة لم تستمر لفترة طويلة حيث عزل حسن تحسين باشا من ولاية اليمن فأسف أهل اليمن لعزله كثيراً، وتولى أمر ولاية اليمن كامل بيك “متصرف تعز”، ولكن هذا الوالي لم يستمر في منصبه أكثر من أشهر ستة وعين لولاية اليمن في جمادي الأولى 1328هـ/ يونيو 1910م محمد علي باشا أحد رجال الاتحاديين، الذي اتبع أسلوباً عنيفاً في سياسته في اليمن، كما اتبع أساليب عسكرية عنيفة  فأثارت هذه السياسة أهلا ليمن  وتجددت الثورات والحروب فعزل محمد علي باشا من منصبه، وتولى ولاية اليمن أحمد عزت باشا الذي تمكن من وضع حد للقضية اليمنية بنجاحه في عقد “صلح دعان”، مع الإمام يحيى حميد الدين 1911م.

 

2)تاريخ اليمن -19/1/2021

صلاح دعان 1911م:

عقد هذا الصلح بين الدولة العثمانية والإمام يحيى حميد الدين على الشروط التالية:

أولاً: اعتراف الإمام يحيى حميد الدين بالسيادة العثمانية.

ثانياً: تقبل الدولة ألا يكون في البلاد غير المحاكم الشرعية التي يعين الإمام قضاتها.

ثالثاً: تدفع الدولة للإمام يحيى، ولرجاله السادة، ومشايخ “حاشد”، و”بكيل” مرتبات شهرية مقدارها ألفان وخمسمائة ليرة عثمانية ذهباً.

رابعاً: يجمع العثمانيون الزكاة ويقدمونها للإمام، بعد خصم ½2 % بدل الجباية.

خامساً: مدة الصلح عشر سنوات.

 

وقد جاء هذا الصلح كنتيجة حتمية ومنطقية للصراع العثماني اليمني ومتمشياً مع الواقع العثماني واليمني في نفس الوقت، حيث اعترف لكل من الطرفين بوضعيته وحقوقه  بل إن الإمام يحيى، اكتسب نتيجة لهذا الاتفاق كثيراً من الحقوق، وإن قيدت هذه الحقوق بموافقة الحكومة العثمانية والتصديق عليها وقد أحل “صلح دعان” حالة السلم محل حالة الحرب وعمل الإمام بعد إتمامه على تثبيت نفوذه في اليمن والقضاء على المنافسين له، ومن أجل تحقيق هذا الهدف بدأ حملة سياسية واسعة متبعاً في تطبيقها كافة الأساليب التي تعينه في هذا السبيل.

ولكن الأساليب التي اتبعها الإمام يحيى حميد الدين في إدارته لليمن  أدت إلى عزلة اليمن وتأخره، فقد أدت به الظروف التي مر بها إلى الشك في كل الذين يؤمون بلاده سواءاً أكانوا من العرب أم الأجانب ، ومنع إقامة البعثات الدبلوماسية في “بلاده

 

حتى للدول التي ارتبط معها بمعاهدات تجارية وغيرها، وطبق هذا المبدأ حتى على البلاد العربية، و انضم إلى الجامعة العربية 1947م، ولكن بعد أن تأكد ألا خطر من انضمامه إليها على بلاده.

كذلك شهد عهده الخلاف بينه وبين السعودية حول الحدود منذ 1926م ، إلا أن هذا الخلاف تمت تسويته طبقاً لمعاهدة الطائف التي عقدت بين البلدين في 18 يونيو 1926م. ومع أن الإمام تمكن من إنهاء المشكلات التي بينه وبين جيرانه، إلا أن العزلة التي فرضها على اليمن ظلت قائمة، واتهم أثناء الحرب العالمية الثانية بالميل نحو المحور، مع أنه عقد معاهدة تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية 1941م ولكنه لم يقطع علاقاته مع إيطاليا إلا في 1943م، وقد اشتركت اليمن في مشاورات الوحدة العربية التي عرفت باسم “الجامعة العربية”، ووقعت على ميثاق الجامعة

 

وأصبحت أحد الأعضاء المؤسسين، ومع ذلك فإن الإمام ظل يسير على سياسة عزلة اليمن، وظل يخشى إدخال أي تطوير على بلاده، مما أثار ضده فئة الأحرار، وأشعل نار الثورة ضده أخذه البيعة بولاية العهد لابنه أحمد، مما جعل الثورة تتفجر ضده في 17 فبراير 1948م، حين نجح الثائرون الذين كان يتزعمهم عبد الله ابن الوزير، الذي كان صهراً للإمام، في اغتيال الإمام، ومن كان معه في سيارته، عند مدخل إحدى الطرق المؤدية إلى صنعاء، وعلى الأثر بويع عبد الله بن الوزير إماماً.

 ولكن الإمام أحمد استطاع إفشال الحركة واسترداد صنعاء في 14 مارس 1948م ولكن الثورة لم تخمد.

ثم تم إلغاء نظام الإمامة وإعلان الجمهورية، وبدأت اليمن منذ ذلك الحين الانفتاح على العالم الخارجي، ومحاولة الأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة لمسايرة الركب الحضاري الحديث.

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
معلومات عن تاريخ دول الخليج
التالي
القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي