سوريا

معلومات عن تاريخ سوريا

معلومات عن تاريخ سوريا

معلومات عن تاريخ سوريا

 

المقدمة 

 سوريا دولة عربية  تتكون من 14 محافظة، عاصمتها وأكبر مدنها دمشق.تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط في غرب آسيا؛ يحدها شمالاً تركيا، وشرقًا العراق، وجنوبًا الأردن، وغربًا فلسطين، ولبنان، والبحر الأبيض المتوسط،  بمساحة 185180 كم مربع، وتضاريس وغطاء نباتي وحيواني متنوّع، ومناخ متراوح بين متوسطي، وشبه جاف.

تم تصنيف سوريا بجانب  العراق  من اقدم الحضارات في تاريخ البشرية  

 

وقف أحرار العرب فى سوريا ، الى جانب الشريف حسين ، في مناصرته للحلفاء ، ضد الدولة العثمانية ، ودخلت جيوش الأمير فيصل ابن الشريف حسين قبيل انتهاء الحرب ، وفى 3 أكتوبر 1918م ، دخل اللنبي القائد العام لقوات الحلفاء دمشق ، ثم أعلن الأمير فيصل ، قيام حكومته المؤقتة  فى سوريا.

 وفى نوفمبر 1918م ، سافر الأمير فيصل ، الى أوربا ، لحضور مؤتمر الصلح ، وطلب الاستقلال التام للبلاد العربية ، ولكن جهوده فى المؤتمر ، لم تلق الا نجاحا محدودا ، وقد قرر الرئيس الامريكى

ويلسون إرسال لجنة كنج- كراين الأمريكية ، لاستطلاع رأى السوريين فى مصيرهم ، بعد ان أمتعنت كل من فرنسا وبريطانيا عن الاشتراك فى هذه اللجنة ، وفى تلك الفترة جرت عملية انتخابات عامة وسريعة فى سوريا ، لقطع الطريق على الفرنسيين والانجليز ، لممارسة سلطاتهم فى البلاد ، ودعي النواب ، فى أول هيئة تمثيلية، عرفت باسم ” المؤتمر السوري العام ” .

فى 3 يوليه 1919م. قدم المؤتمر الى لجنة التحقيق الأمريكية، عدة قررات يطالب بتنفيذها تحقيقا لرغبات الشعب السوري وهى :

أولا: الاستقلال التام لسوريا الكبرى ، (سوريا ، لبنان ، فلسطين، الأردن)

ثانيا: تكوين ملكية دستورية، تقوم على الديمقراطية، وتكفل حقوق الأقليات. 

ثالثا: الاحتجاج على نص المادة (22) من ميثاق عصبة الأمم ، المتعلقة بوضع سوريا تحت الانتداب.

رابعا : مناشدة الرئيس الأمريكي ولسون ، على الوقوف فى وجه الدول الأوربية، وقبول بلاده  كدولة منتدبة على سورية.

خامسا: رفض فرنسا كدولة منتدبة ، وطلب تولى بريطانيا الانتداب فى حالة اعتذار الولايات المتحدة الامريكية .

سادسا: رفض المزاعم الصهيونية ، في الوطن القومي في فلسطين.

سابعا: التمسك بوحدة الأراضي السورية ، دون أي تجزئة ، واستقلال العراق ، وتحقيق أماني اللبنانيين فى حكم لبنان.

عقد المؤتمر السوري العام جلسته الثانية مارس 1920م ، وحضر جلسة الافتتاح ، الشريف فيصل ، والقى خطاب الافتتاح الذى كان بيان للقضية العربية ، وحق العرب بالاستقلال ” وطلب من أعضاء المؤتمر ، تقرير

شكل الدولة ، ووضع الدستور ، كما دعاهم الى ضرورة التضامن مع العراق” ، رفض المؤتمر اقتراح بريطانيا بشأن مشروع تسوية بين الامير فيصل ، ورئيس الوزراء الفرنسي كليمنصو .

وفى 8 مارس 1920م. اقدم المؤتمر على اتخاذ خطوة جريئة تمثلت في اعلانه استقلال سوريا بحدودها ” كدولة ملكية دستورية ، والمناداة بفيصل ملكا عليها ، واعتبار المؤتمر مجلسا نيابيا ، وتأسيسيا “. واعلنت بيعة فيصل الرسمية بالملكية فى 8 مارس 1920م ،وسط حماس كبير.

اثارت هذه التصرفات السورية ، كل من بريطانيا وفرنسا ، فطلبتا دعوة مجلس الحلفاء فى الانعقاد فى سان ريمو ، وفى 25 ابريل 1920م، للمصادقة على توزيع الانتدابيات بين فرنسا وبريطانيا، وعلى اثر إعلان مقررات مؤتمر

سان ريمو احتلت الجيوش الفرنسية لبنان ، ووجه الفرنسيين انذارا الى الملك فيصل ” لاحترام الاتفاقات المعقودة ، بين دول الحلفاء ، ووضع سوريا بحدودها المعاصرة تحت الانتداب الفرنسي ، فرفض” .

وعلى اثر إعلان الموقف السوري ، تقدمت الجيوش الفرنسية في الأراضي السورية، وجرت، معركة ميلسون بين القوات الفرنسية ، والجيش العربي السوري انتصر فيها الفرنسيين ووقعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي .

 

سوريا تحت الانتداب الفرنسي:

 

غادر فيصل دمشق ، بعد أن سيطر الفرنسين عليها، وحاولت سلطات الانتداب ، ان تلعب على التناقضات الفئوية والطائفية ، متجاهلة كل شعور وحدوى ، فقسمت سوريا ، بقصد تفتيتها الى اربع دويلات هى:

1-         دولة دمش.

2-         دولة حلب.

3-         دولة العلويين.

4-         دولة جبل الدوروز.

اثار هذا التفتيت للوحدة السورية الى هذا الحد ، احتجاجا، واسع المدى ، لدى

السوريين ، واوجد مقاومة حادة ، مما اضطر المفوض السامي الفرنسي عام 1923م ، الى إقامة اتحاد بين هذه الدول الاربع ، واوجد على رأس هذا الاتحاد رئيسا ، تخضع قراراته لكى تكون نافذة ونهائية ، الى موافقة المفوض السامي ، ولكن السوريين رفضوا هذا الحل ، وتمسكوا بالاستقلال في إطار حدود سوريا الطبيعية ، وواصلت الحركة الوطنية السورية جهادها من اجل تحقيق هذ الهدف ، فتراجع المفوض السامي عن قراره ، وإعلان قيام الجمهورية السورية ، مع المحافظة على حقوق الدولة المنتدبة .

وفى 9 يونيه 1928م ، افتتحت اولى جلسات ” الجمعية التأسيسية” بكلمة ألقاها المفوض السامي الجديد هنردى يونسو ، اكد فيها على حرية الجمعية ” فى وضع دستور ، يضمن للبلاد سيادتها ” . ولذا فإن الجمعية ، انتخبت لجنة

مصغرة ، على رأسها الزعيم الوطني ” إبراهيم هنانو” لتحضير مشروع الدستور السوري. فقامت اللجنة بوضع مشروع الدستور ، وأقرته الجمعية، ولكن المفوض السامي ، رفضه بحجة احتواء بعض مواده على أحكام تتعارض ، وحقوق الدولة المنتدبة . ولما فشلت كل المحاولات التى بذلت لحل هذه المشكلة لجأ المفوض السامي الى حل “الجمعية التأسيسية” السورية 1930م ، وأعاد الوضع الى ما كان عليه قبل عام 1928م ، وعمد بعد ذلك الى نشر القانون الأساسي للبلاد ، الواقعة تحت الانتداب فى 22 مايو 1930م، مضمنا اياه نص الدستور السوري الذى وافقت عليه الجمعية التأسيسية ، والذى يحمل تاريخ 14 مايو 1930م . بعد ان أضاف اليه مادة ، تضمن امتيازات الدولة المنتدبة ، وعدل المادة الثانية من الدستور بما يتمشى والتقسيم الجغرافي الذى

أوجده الجنرال غورو ، فى 1 سبتمبر1920م ، ومع ذلك فإن هذا الدستور ، لم يدخل مرحلة التنفيذ فورا ، حيث علق تطبيقه على شرط إجراء انتخابات نيابية جديدة.

اثار نشر الدستور بهذه الصورة موجة من الغضب والاحتجاجات والمظاهرات ضد سلطات الانتداب ، وتوالت برقيات الاستنكار الى كل من عصبة الامم والحكومة الفرنسية.

 وفى بداية عام 1934م ، تم انتخاب محمد على العابد ، كأ ول رئيس للجمهورية السورية.

وفى 1936 ، أصبحت السلطة فى فرنسا ، فى يد حكومة الجبهة الشعبية ، فأبدى الفرنسيون رغبتهم فى مفاوضة الوطنيين السوريين ، وعقد معاهدة معهم ، تتضمن النص على استقلال سوريا ، فى فترة زمنية لا يزيد مداها على ثلاث سنوات .

بدأت المفاوضات بين الطرفين حول عقد هذه المعاهدة ، وتوصلا فى نهايتها الى عقد معاهدة ” الصداقة والتحالف ” فى 9 سبتمبر 1936م ، وكان مدى المعاهدة خمسة وعشرون عاماً ، ونص فيها على ان تعترف فرنسا بسيادة سوريا ووحدتها ، فى مدى ثلاث سنوات ، تبدأ من تاريخ تبادل التصديق على المعاهدة ، وقد صادق المجلس السورى بالإجماع عليها. وانتخب هاشم الاناسى ، رئيسا للجمهورية السورية ، ولكن الحكومة الفرنسية ما طالت ، ولم تطلب من الجمعية الوطنية الفرنسية المصادقة على المعاهدة

وبقيت نصوصها معطلة دون تنفيذ . وفى نهاية عام 1938م ، أعلنت الحكومة الفرنسية  بأنه لا يمكنها المصادقة على المعاهدة لان ذلك يفقدها مراكزها العسكرية فى الشرق “.

ثم دخلت فرنسا الحرب العالمية الثانية ، فتعطلت كل الجهود الهادفة الى الاستقلال السورى ، وتم اخضاع سوريا الى السلطة الفرنسية العسكرية المباشرة .

وفى 1943م ، جرت انتخابات جديدة ، تمهيدا للانتقال بالبلاد الى مرحلة الاستقلال ، كما حدث فى لبنان ، وفاز الوطنيون بمعظم المقاعد ، وانتخب المجلس بالإجماع ، شكري القوتلى ، رئيسا للجمهورية. وقامت سوريا بدورها في مشاورات الوحدة العربية ، واشتركت في وضع “بروتوكول الإسكندرية” أي ميثاق الجامعة العربية ، وعند إعلان قيام جامعة الدول العربية فى مارس 1945م ،كانت سوريا احد أعضاء الجامعة السبعة ، المؤسسين لها.
سوريا والانقلابات العسكرية:

واجهت سوريا فى بداية الاستقلال ، كثيرا من المشكلات السياسية والعسكرية والاقتصادية القاسية ، ومع ذلك فإن زعماء الاستقلال السوري ، بذلوا كل جهدهم ، لجعل السنوات الأولى من الاستقلال ، سنوات بناء وعمل وإصلاح ولكنهم لم يكونوا على قدر من الكفاية يؤهلهم لمعالجة هذه المشكلات ، لعدم تمرسهم بالشئون العامة ، وإزاء هذه الأوضاع ، بدأ العسكريون يتدخلون فى الحياة السياسية ، وبدأت سوريا تشهد موجة من الانقلابات العسكرية جاءت بالمقدم اديب الشيشكلى فى 19 ديسمبر 1949م.

استمر اديب الشيشكلى فترة اطول من سابقيه ، لا نه كان الى جانب عسكريته يتميز بحس سياسي بخلاف من سبقه من العسكريين فتكونت فى عهده جمعية

تأسيسية فى 15 سبتمبر 1950م . ووضع دستورا نص على قيام نظام برلماني يستند الى مجلس نيابي منتخب ، كما نص على ضمان الحريات السياسية الفردية والعامة.

اثار تدخل الجيش فى السياسية ، سخط البرلمانيين ، فرد الشيشكلى على ذلك بحل مجلس النواب فى ديسمبر 1951م ، واصدر في ابريل 1952م ، مرسوما بمنع الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطاتها ، وحاول ان يعود بالحياة السياسية الى الوضع الذى كانت عليه من قبل ، فألغى دستور 1950م ، واستبدله بدستور 1953م ، الذى أقام نظاما رئاسيا ، يسأل فيه الوزراء امام رئيس الجمهورية الذى ينتخبه الشعب مباشرة ، وبصورة سرية ، ووافق الشعب السوري على هذا الدستور ، وجاءت الانتخابات بأديب الشيشكلى رئيسا للجمهورية السورية فى أغسطس 1953م .

، واجاز بعد ذلك تأليف الأحزاب السياسية ، وممارستها لنشاطها، ولكن حدث ان المعارضة قاطعت انتخابات اكتوبر 1953م ، فكان من نتائج المقاطعة ان فاز حزب حركة التحرير الذى يتزعمه الشيشكلى بأغلبية المقاعد ، فردت المعارضة على ذلك باتحادها فى جبهة وطنية ، مشككة فى نزاهة الانتخابات مطالبة بوضع حد للنظام العسكرى ، والعودة الى المؤسسات الديمقراطية ،فهبت المظاهرات فى دمشق وحلب ضد الحكومة.

أضطر الشيشكلى ، تحت ضغط الجماهير والاحزاب والطلاب الى تقديم استقالته فى فبراير 1954م ، حتى لا يغرق البلاد فى حرب اهلية .

جرت انتخابات نيابية فى سبتمبر 1954م ، جاءت بتنوع نيابي غريب يجمع بين المستقلين والمنتمين الى حزب البعث ، كما نجح فى هذه الانتخابات خالد بكداش الشيوعى ، فترتب على ذلك تشكيل حكومة إتلاف غير مستقرة.

ومما اضعف من موقف هذه الحكومة ، اختلاف أعضائها حول موضوع الوحدة ، فقد كانت تضم فريقين لكل منهما وجهة نظره ازاء موضوع الوحدة.

الفريق الاول : وكان يضم مجموعة الاحزاب التقليدية ، وكان هذا الفريق يرى  ضرورة التعامل والوحدة مع العراق وعرشه الهاشمي.

الفريق الثاني : وكان يضم مجموعة الاحزاب العقائدية وعلى رأسها البعث ، ويرى ضرورة التعامل والائتلاف مع مصر.

وقد حسم الخلاف بين الفريقين ، لصالح الفريق الثانى ، عندما تم انتخاب شكرى القوتلى رئيسا للجمهورية فى عام 1955م ، واتفقت القاهرة ، ودمشق على إقامة قيادة عسكرية موحدة فى دمشق.

سارت أحداث البلدين بعد ذلك فى طريقها نحو الوحدة ، التى تم إعلانها ، وقيام الجمهورية العربية المتحدة فى 22 فبراير 1958م ، على ان يكون نظامها رئاسيا ديمقراطيا ، وجرى استفتاء شعبي على الوحدة ،وتم انتخاب جمال عبدالناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة، ووضع لها دستور فى 15مارس 1956م المصري ، ولكن قيام الوحدة بين مصر وسوريا ، ازعج القوى الخارجية التي تخشى الوحدة العربية على نفوذها ، كما أزعج القوى المحلية التي تشاركها نفس الشعور.

لم يقدر لتجربة الوحدة ان تستمر لأسباب عديدة ، حيث حدثت حركة الانفصال بعد ثلاث سنوات فى 28 سبتمبر 1971م .

 

المؤتمر السوري العام

1)معلومات عن تاريخ سوريا -13/1/2021

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
معلومات عن تاريخ السودان
التالي
معلومات عن تاريخ لبنان