شخصيات تاريخيه

من هو ألب أرسلان

من هو ألب أرسلان

ألب أرسلان

 

ألب أرسلان الملقب  “عضد الدولة”، اسمه   محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سَلْجُوق بن دُقَاق التركماني  ولد في (20 يناير 1029 – 15 أو 25 أو 30 ديسمبر 1072م)،

واحد من  أهم قادة المسلمين وكبار رجال التاريخ، وصاحب الانتصار الخالد على الروم في معركة ملاذكرد. عُرف باسم (ألب أرسلان) ومعناها بالتركية (الأسد الشجاع ).

كان رابع حكام الأتراك السلاجقة لقب بسلطان العالم أو بالسلطان الكبير أو الملك العادل. بلغ حدود حكمه من أقاصي بلاد ما وراء النهر إلى أقاصي بلاد الشام، ورغم عظم مملكته، إلا أنه كان تابعاً للخلافة العباسية في بغداد.

بعد وفاة طغرل بك المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة سنة 455 هـ/1063م تولى ألب أرسلان ابن أخيه حكم السلاجقة، وكان قبل أن يتولى السلطنة يحكم خراسان وما وراء النهر بعد وفاة أبيه داود عام 1059 م، وكان يعاونه دوما وزيره أبو علي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي، المشهور بـ نظام الملك. استطاع في عهده أن يفتح أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى وأرمينيا وجورجيا.

1)https://www.britannica.com/biography/Alp-Arslan

بداية حياته ونشأته 

ولد ألب أرسلان واسمه الحقيقي (محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سَلْجُوق بن دُقَاق) في 15 ديسمبر 1029 في الأسرة السلجوقية التي تنتسب إلى قبيلة من قبائل الغز التركية والتي كان يقودها الزعيم “سلجوق” في القرن الرابع الهجري. وقد ساند السلاجقة الخلافة العباسية في بغداد، ونصروا أهل السنة والجماعة بعد أن أوشكت دولة الخلافة على الانهيار بين النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ الفاطمي في مصر والشام. فقضى السلاجقة على النفوذ البويهي تماماً وتصدوا للخلافة العبيدية (الفاطمية)، فقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطراً على بغداد والخليفة العباسي.

تُوفِّي طغرل بك في سنة (455هـ= 1063م) دون أن يترك ولدًا يخلفه على سدَّة الحكم، فشبَّ صراع على الحكم، حسمه ابن أخيه ألب أرسلان لصالحه بمعونة وزيره نظام الملك؛ المعروف بالذكاء وقوَّة النفوذ، وسعة الحيلة، وتنوُّع الثقافة.

وكان ألب أرسلان كعمِّه طغرل بك قائداً ماهراً مقداماً، وقد اتخذ سياسة خاصة تعتمد على تثبيت أركان حكمه في البلاد الخاضعة لنفوذ السلاجقة، قبل التطلُّع إلى إخضاع أقاليم جديدة وضمِّها إلى دولته، كما كان مشتاقاً إلى الجهاد في سبيل الله، ونشر دعوة الإسلام في داخل الدولة البيزنطية المجاورة له؛ كبلاد الأرمن وبلاد الروم، وكانت رُوح الجهاد الإسلامي هي المحرِّكة لحركات الفتوحات التي قام بها ألب أرسلان وأكسبتها صبغة دينية، وأصبح قائد السلاجقة زعيماً للجهاد، وحريصاً على نصرة الإسلام ونشره في تلك الديار، ورَفْع راية الإسلام خفَّاقة على مناطق كثيرة من أراضي الدولة البيزنطية. ولقد بقي سبع سنوات يتفقَّد أجزاء دولته المترامية الأطراف، قبل أن يقوم بأي توسُّع خارجي.

توليه  الحكم 

تولى الحكم في 8 رمضان 455 هـ الوافق 4 سبتمبر 1063م

 وورث ألب أرسلان دولة واسعة الأرجاء تمتد من سهول تركستان إلى ضفاف دجلة، والتي حكمها بمساعدة وزيره ‘نظام الملك’ الذي اشتهر بعلمه وحنكته السياسية.

لم يكد ألب أرسلان يستلم منصب السلطان حتى دبت خلافات طارئة داخل البيت السلجوقي، حيث ثار عليه بعض أقربائه منهم أخوه سليمان وعمه ‘قتلمش’ في 456 هـ/1064م فاضطر ألب أرسلان إلى قتال الخارجين عليه لواد الفتن، وقد انتصر عليهم. حيث دخل في نزاع مع وزير عمه طغرل بك أبي نصر الكندري الذي أراد الأخ الأصغر غير الشقيق لألب أرسلان (سليمان) في الحكم ليتحكّم من خلاله في الدولة، الأمر الذي جعل ألب أرسلان يسرع في السير من خراسان إلى عاصمة السلاجقة الري للسيطرة عليها، ويجبر الوزير الكندري وأخيه الطفل سليمان على مبايعته سلطانا للسلاجقة، لكن ثائرا جديدا من السلاجقة هو قتلمش بن إسرائيل السلجوقي خرج على طاعة ألب أرسلان، معلنا نفسه سلطانا لأنه بمثابة عمه، وهكذا التحم الفريقان في معركة قُرب الري تم الظفر فيها لألب أرسلان، وانتهى الأمر بمقتل قتلمش في محرم سنة 456هـ/1063م.

 

بعد ذلك انشغل ألب أرسلان في القضاء على الفتن الداخلية التي قام بها بعض حكام الأقاليم فلقد خرج عليه حاكم إقليم ‘كرمان’ وغيره، وعانى من غارات القبائل التركمانية التي تعيش على السلب والنهب، فكان ألب أرسلان في الجنوب يخمد الفتن. أحبط ألب أرسلان محاولة من عمه بيجو للاستقلال بإقليم هراة سنة 457 هـ/1065م وبعد سنوات نجح في المحافظة على دولته وتوسيعها.

 

ارمينيا واذربيجان

كانت  سياسة السلطان ألب أرسلان فكانت ذات إستراتيجية واضحة المعالم تمثلت هذه الاستراتيجية في ثلاثة محاور بارزة، أولها انهاء  المشاكل السياسية مع الدولة العباسية صاحبة الشرعية الدينية والسياسية في العالم الإسلامي، وثانيا نشر الثقافة المعرفية التي ترسخ من الوجود السلجوقي دينيا وثقافيا، وثالثا تحويل فائض القوة العسكرية السلجوقية إلى الخارج، وتوسيع رقعة الدولة ونشر الإسلام في الممالك والمناطق المتاخمة للدولة الإسلامية شمالا وغربا لاسيما بلاد الأرمن والروم (الأناضول)؛ الأمر الذي أكسب السلاجقة وحروبهم صبغة وطابع الجهاد الديني.

 

فتوحاته 

بعد أن  اطمَأَنَّ السلطان ألب أرسلان على استتباب الأمن في جميع الأقاليم والبلدان التابعه له، أخذ يُخَطِّط لتحقيق أهدافه البعيدة؛ وهي فتح البلاد المسيحية المجاورة لدولته، وإسقاط الخلافة الفاطمية الشيعية في مصر، وتوحيد العالم الإسلامي تحت راية الخلافة العباسية السُّنِّيَّة ونفوذ السلاجقة، فأعدَّ جيشًا كبيرًا اتَّجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا، فافتتحها وضمَّها إلى مملكته، كما عَمِل على نشر الإسلام في تلك المناطق. وأغار ألب أرسلان على شمال الشام وحاصر الدولة المرداسية في حلب، والتي أسسها صالح بن مرداس على المذهب الشيعي سنة (414هـ= 1023م) وأجبر أميرها محمود بن صالح بن مرداس على إقامة الدعوة للخليفة العباسي بدلًا من الخليفة الفاطمي سنة (462هـ= 1070م). حيث أراد ألب أرسلان أن يتأكد من صحة طاعة المرداسيين في حلب للسلاجقة، وذلك بتغيير سياستهم الدينية والثقافية في المدينة للمذهب السني، لكن هذا الأمر لم يقبله محمود المرداسي، فحاصر السلطان السلجوقي حلب، وحين اشتد الحصار، و”عظُم الأمر على محمود خرج ليلا ومعه والدته منيعة بنت وثّاب النميري فدخلا على السلطان وقالت له: “هذا ولدي فافعل به ما تُحب. فتلقّاهما بالجميل وخلَع (أهداه) على محمود وأعاده إلى بلده فأنفذ إلى السلطان مالًا جزيلًا”.

ثم أرسل قائده التركي أتنسز بن أوق الخوارزمي في حملة إلى جنوب الشام، فانتزع الرملة وبيت المقدس من يد الفاطميين، ولم يستطعِ الاستيلاء على عسقلان؛ التي كانت تُعتبر بوابة الدخول إلى مصر.[3] تمكن السلطان ألب أرسلان من السيطرة على مناطق واسعة من بلاد الشام فضلا عن العراق وأذربيجان وأرمينية الكبرى، وهذه الجهات كانت بمثابة الطوق الذي يُحيط ويخنق الدولة البيزنطية، الأمر الذي رآه الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع تحديًا يجب مواجهته سريعا، وهو ما نتج عنه المعركة الأشهر ملاذكرد.

 

معركة ملاذكرد 

كان ألب أرسلان امتداداً لعمه طغرل في القدرة والقيادة، فحافظ على ممتلكات دولته، ووسع حدودها على حساب الأقاليم المسيحية للأرمن وبلاد الروم، وتوَّج جهوده في هذه الجبهة بانتصاره على الإمبراطور رومانوس جالينوس في معركة ملاذ كرد في ذي القعدة 463هـ/أغسطس 1071. فقد أحسن السلطان خطة المعركة، وأوقد الحماسة والحمية في نفوس جنوده، حتى إذا بدأت المعركة أقدموا كالأسود الضواري تفتك بما يقابلها، وهاجموا أعداءهم في جرأة وشجاعة، وأمعنوا فيهم قتلاً وتجريحًا، وما هي إلا ساعة من نهار حتى تحقق النصر، وانقشع غبار المعركة عن جثث الروم تملأ ساحة القتال.

ثم انهزم الروم وتم أسر إمبراطورهم فطلب من أرسلان أن يفدي نفسه بالمال وأن يجعله نائبه، فاشترط عليه السلطان أن يطلق كل أسير مسلم في بلاد الروم وأن يرسل إليه عساكر الروم في أي وقت يطلبها على أن يفتدي الإمبراطور نفسه بمليون ونصف مليون دينار. وعقد البيزنطينيين صلحًا مع السلاجقة مدته خمسون عامًا، واعترفوا بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلاد الروم.

 

وفاته 

قاد السلطان ارسلان جيشه المكون من   مائتي ألف مقاتل يريد غزاة ما وراء النهر، واتفق في بعض المنازل أنه غضب على رجل يقال له : يوسف الخوارزمي، فأوقف بين يديه فشرع يعاتبه في أشياء صدرت منه، فأمر أن يضرب له أربعة أوتاد ويصلب بينها، فقال للسلطان :   أمثلي يقتل هكذا؟ فاحتد السلطان من ذلك، وأمر بإرساله، وأخذ القوس فرماه بسهم فأخطأه، وأقبل يوسف نحو السلطان فنهض السلطان عن السرير، فنزل فعثر، فوقع فأدركه يوسف فضربه بخنجر كان في يده في خاصرته، وأدركه الجيش فقتلوه، وقد جرح السلطان جرحا منكرا، وتوفي على اثارها

بتاريخ 10 ربيع الأول في 29 نوفمبر 1072 الموافق للعاشر من ربيع الأول عام 465هـ، ودفن في مدينة مرو بجوار قبر أبيه فخلفه ابنه ملك شاه.

ولما بلغ موته أهل بغداد أقام الناس له العزاء، وغلقت الأسواق وأظهر الخليفة الجزع عليه، وتسلبت ابنته الخاتون زوجة الخليفة ثيابها وجلست على التراب. وجاءت الكتب من السلطان في رجب إلى الخليفة يتأسف فيها على والده ويسأل أن تقام له الخطبة ففعل ذلك .

وكان أهل سمرقند لما بلغهم عبور السلطان النهر وما فعل عسكره بتلك البلاد لا سيما بخارى اجتمعوا وختموا ختمات وسألوا الله أن يكفيهم أمره فاستجاب لهم.

عند وفاته كان ابناءه وهم   ملك شاه وهو صار السلطان بعده وإياز وتكش وبوري برش وتتش وأرسلان أرغون وسارة وعائشة وبنتًا أخرى.

 

2)https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%84%D8%A8_%D8%A3%D8%B1%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%86

شارك المقالة:
السابق
من هو العالم إقليدس
التالي
ماهي أهم معارك وفتوحات القائد ألب أرسلان