دليل الشخصيات التاريخية

من هي السيدة جين ديغبي

من هي السيدة جين ديغبي

كتابة الأستاذ / يزيد عبدالله محمد 

 

من هي السيدة جين ديغبي

هي الليدي جين ديغبي . كان مولدها في سنة 1807 في لندن البريطانية في أسرة مرموقة و ثرية، كان والدها يدعى “هنري ديغبي ” و هو أميرال البحر.

بذل هنري الكثير من الجهود و تعب في تربية ابنته و تدريسها، حتى نضجت الفتاة التي تمتعت بالموهبة و الإبداع و الذكاء الكبير، و استطاعت أن تتقن العديد من اللغات من بينها اللغة العربية و تم تعيينها في علم الآثار و الرسم و النحت. كانت توصف جين بأنها متحدثة بارعة تتمكن من الاستيلاء على قلوب مستمعيها و لأنها كانت من أكثر النساء جمالا في أوروبا فقد تم تعليق صورتها في صالون الجميلات في مدينة ميونيخ. لذلك كانت هذه الفتاة مطمعا للعديد من الرجال الذين تنافسوا للزواج بها في أوروبا.

تزوجت جيني ديغبي من  أربعة رجال ومن بين أزواجها الملك لودفيج الأول ملك بافاريا ابن الملك أوتو اليوناني، كما اقترنت في السياسي  النمساوي فليكس شوارزنبرغ، كما تزوجت جنرال ألباني. توفيت الليدي جين ديغبي في دمشق وهي زوجة للشيخ مجول المصرب العنزي التي عاشت معه  ثلاثون عام تقريبا.

 

قصة زواج جيني ديغبي من الشيخ مجول المصرب العنزي 

في عام1853م كانت  السيدة جين ديغبي  في زيارة  الى  الشام 

في ذلك الوقت  كانت عشيرة المصرب  من السبعة من عنزة  هي المسيطرة  على طريق البادية من حمص ودمشق إلى تدمر

 التي كانت مقصداً للسياح الأجانب فتتكفل هذه العشيرة بإيصالهم وإرجاعهم بأمان بمقابل مادي فرافقها في رحلتها الشيخ (مجول المصرب) بقافلة من الفرسان،

وفي الطريق وعند وصول القافلة إلى موقع يسمى وادي المنصف قرب بلدة أرك، داهم القافلة غزو من العربان فخافت السيدة خوفاً شديداً

وأخذت بالصراخ والاستغاثة، طمأن  الشيخ مجول السيدة ديغبي وأخبرها أنها في أمان  مادامت  موجوده في حمايته 

أعجبت  ديغبي  بشجاعة  وفروسية  مجول  ورده  للغزاة  

فتزوج  مجول  بالسيدة  ديغبي  في عام 1855م   رغم  أن فارق السن كان كبير حيث  كان مجول  يبلغ من العمر عشرين عام  وديغبي   تبلغ خمسه واربعون عام 

الشيخ مجول المصرب العنزي

عاشت جين دغبي مع زوجها في البادية في صحراء تدمر لمدة قاربت الخمسة عشر سنه 

 عاشت خلالها حياة مختلفه عن حياتها السابقة  بين  القصور الفارهة في أوروبا التي لم تشعرها بالسعادة لقد وجدت سعادتها بين العرب

في احترام زوجها وطاعته وفي ارتداء الثياب البدوية وفي المشي حافية القدمين وفي حلب الناقة وجلب الحطب وخض الحليب

وقضت وقتها في مداواة المرضى والعناية بالخيل وإرشاد النساء فحازت إعجاب البدو ولكن كان أشد ما لفت أنظارهم إليها جمالها وبياض بشرتها

حتى عرفت بين البدو  بأسم  (أم اللبن) ثم (الموضي)، ولم تقم هذه الموضي خلال هذه الفترة بزيارة بلدها إلا مرة واحدة عام 1256 م ولم تكررها إلى وفاتها.

لقد عاشت  السيدة دغبي  حياة البادية مثل أهلها   ملتزمة بعادات وتقاليد الصحراء حتى أنها كانت تمتلك رعية من الإبل يقدر عددها ب 250

يقوم عليها مجموعة من الرعاة في بادية الشام و، كانت كسائر البدو تضع وسماً خاصاً يميز إبلها كما أشارت تقارير قنصل الإنجليز في دمشق في  1861

ولكن إبلها تعرضت إلى غزو من إحدى القبائل فنهبوها، فقامت السيدة بالشكوى للوالي العثماني في الشام

 مطالبة الدولة بالتعويض بثمن الإبل الذي يقدر ب 250000 قرش لأنها المسؤولة عن الحماية

فيقوم الوالي بإرسال الجند لمهاجمة تلك القبيلة واستعادة بعض إبل السيدة التي تحمل وسمها.

 

1)كتاب معالم واعلام من حمص . خالد عواد الاحمد

بعد أن بلغت السيده ديغبي خريف العمر رغبت العيش في دمشق إلا أن مجول أقنعها بالسكن في حمص معتذراً عن دمشق

نظراً لوجود خلاف بين عشيرته وبين قبائل الشام. فوافقته، فابتاعا في حمص داراً وسكنا فيها سنة واحدة

ثم رغبت بالسكن خارج المدينة فعملا على شراء بستان خارج السور كان مزروعاً بأشجار المشمش والرمان والتين والعنب مع بركة ماء

ودولاب هوائي لسحب المياه من البئر وقاما فيه ببناء منزل كبير عرف (بقصر مجول) أقام مجول وزوجته ثلاث سنوات في حمص (1867-1869 م)

ثم انتقلا إلى دمشق وابتاعت فيه منزلاً وبستاناً جميلاً وهو المنزل الذي زارتها فيه (الليدي آن بلنت) عام 1879 م

وكانت تقضي فصل الصيف في هذا المنزل في حين لم تنقطع عن البادية في الأوقات الأخرى

وبقيت جين دغبي مخلصة لزوجها مدة زواجها به التي شارفت على الثلاثين عاماً لم تراسل خلالها أحداً من أهلها سوى شقيقها

وتوفيت في مرض الكوليرا في  1881 ودفنت في مقبرة البروتستانت في دمشق وكتب على قبرها بالعربية:

(مدام دغبي المصرب)

2)https://www.3nzh.com/vb/showthread.php?t=69755

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
هل يؤثر انضمامي لتطبيقات التوصيل على تأميني
التالي
الرجولة في القرآن الكريم