محتويات
كتابة الأستاذ / يزيد عبدالله محمد
الشيخ مجول المصرب العنزي
اسمه ونسبه
مجول بن نهابة المصرب السبيعي العنزي وأحد من شيوخ قبيلة عنزة من البطينات من السبعة من عنزة
عاش حياته في بادية الشام يرجح أنه ولد سنه 1828م -1829م
صفاته
كان الشيخ مجول المصرب العنزي مثل أبناء البدو الحقيقين صغير القامة ،نحيف ولكنه مستقيم ، رشيق في كل حركة من حركاته وخفيف الخطوة .
وجهة جميل -بيضاوي بشكل مثالي-وأنفه طويل كمنقار نسر ،وشفتاه رقيقتان وأسنانه متساوية صغيرة باهرة لبياضها الناصع
وعيناه نجلاوان وسوداوان له لحية سوداء قصيرة ،وشعر أجعد طويل جاف
يمتلك قوة شخصيته وثقافته الواسعة التي كانت شيئاً نادراً بين أبناء البدو في ذلك الوقت بالأضافة الى تحدثه لأكثر من لغة.
وكان الوحيد من أبناء قبيلة السبعة الذي يجيد القراءة والكتابة
منذ صغره درس اللغتين الفرنسية والتركية وتاريخ سوريا وبخاصة تاريخ الآثار والأوابد ليكون دليلاً للسياح وعلماء الآثار الذي يرتادون الصحراء
زوجاته وأبنائه
كان مجول له زوجتان الأولى هي مسكة وزوجته الثانيه منوه وتزوج من السيدة الانجليزية جين ديغبي
وله من الأبناء شبيب – عافت – عفته وأبنته عفته هي زوجة الشيخ مشهور أبن مرشد من القمصة من السبعة
جين ديغبي
اسمها جين اليزابيث ديغبي ولدة في عام 1807م سيدة انجليزية ارستقراطية ابنه الجنرال هنري دغبي سليلة عائلة بريطانية عريقة
زواجه من جين ديغبي
في عام1853م كانت السيدة جين ديغبي في زيارة الى الشام
في ذلك الوقت كانت عشيرة المصرب من السبعة من عنزة هي المسيطرة على طريق البادية من حمص ودمشق إلى تدمر
التي كانت مقصداً للسياح الأجانب فتتكفل هذه العشيرة بإيصالهم وإرجاعهم بأمان بمقابل مادي فرافقها في رحلتها الشيخ (مجول المصرب) بقافلة من الفرسان،
وفي الطريق وعند وصول القافلة إلى موقع يسمى وادي المنصف قرب بلدة أرك، داهم القافلة غزو من العربان فخافت السيدة خوفاً شديداً
وأخذت بالصراخ والاستغاثة، طمأن الشيخ مجول السيدة ديغبي وأخبرها أنها في أمان مادامت موجوده في حمايته
أعجبت ديغبي بشجاعة وفروسية مجول ورده للغزاة
فتزوج مجول بالسيدة ديغبي في عام 1855م رغم أن فارق السن كان كبير حيث كان مجول يبلغ من العمر عشرين عام وديغبي تبلغ خمسه واربعون عام
عاشت جين دغبي مع زوجها في البادية في صحراء تدمر لمدة قاربت الخمسة عشر سنه
عاشت خلالها حياة مختلفه عن حياتها السابقة بين القصور الفارهة في أوروبا التي لم تشعرها بالسعادة لقد وجدت سعادتها بين العرب
في احترام زوجها وطاعته وفي ارتداء الثياب البدوية وفي المشي حافية القدمين وفي حلب الناقة وجلب الحطب وخض الحليب
وقضت وقتها في مداواة المرضى والعناية بالخيل وإرشاد النساء فحازت إعجاب البدو ولكن كان أشد ما لفت أنظارهم إليها جمالها وبياض بشرتها
حتى عرفت بين البدو بأسم (أم اللبن) ثم (الموضي)، ولم تقم هذه الموضي خلال هذه الفترة بزيارة بلدها إلا مرة واحدة عام 1256 م ولم تكررها إلى وفاتها.
لقد عاشت السيدة دغبي حياة البادية مثل أهلها ملتزمة بعادات وتقاليد الصحراء حتى أنها كانت تمتلك رعية من الإبل يقدر عددها ب 250
يقوم عليها مجموعة من الرعاة في بادية الشام و، كانت كسائر البدو تضع وسماً خاصاً يميز إبلها كما أشارت تقارير قنصل الإنجليز في دمشق في 1861
ولكن إبلها تعرضت إلى غزو من إحدى القبائل فنهبوها، فقامت السيدة بالشكوى للوالي العثماني في الشام
مطالبة الدولة بالتعويض بثمن الإبل الذي يقدر ب 250000 قرش لأنها المسؤولة عن الحماية
فيقوم الوالي بإرسال الجند لمهاجمة تلك القبيلة واستعادة بعض إبل السيدة التي تحمل وسمها.
1)كتاب معالم واعلام من حمص . خالد عواد الاحمد
بعد أن بلغت السيده ديغبي خريف العمر رغبت العيش في دمشق إلا أن مجول أقنعها بالسكن في حمص معتذراً عن دمشق
نظراً لوجود خلاف بين عشيرته وبين قبائل الشام. فوافقته، فابتاعا في حمص داراً وسكنا فيها سنة واحدة
ثم رغبت بالسكن خارج المدينة فعملا على شراء بستان خارج السور كان مزروعاً بأشجار المشمش والرمان والتين والعنب مع بركة ماء
ودولاب هوائي لسحب المياه من البئر وقاما فيه ببناء منزل كبير عرف (بقصر مجول) أقام مجول وزوجته ثلاث سنوات في حمص (1867-1869 م)
ثم انتقلا إلى دمشق وابتاعت فيه منزلاً وبستاناً جميلاً وهو المنزل الذي زارتها فيه (الليدي آن بلنت) عام 1879 م
وكانت تقضي فصل الصيف في هذا المنزل في حين لم تنقطع عن البادية في الأوقات الأخرى
وبقيت جين دغبي مخلصة لزوجها مدة زواجها به التي شارفت على الثلاثين عاماً لم تراسل خلالها أحداً من أهلها سوى شقيقها
وتوفيت في مرض الكوليرا في 1881 ودفنت في مقبرة البروتستانت في دمشق وكتب على قبرها بالعربية:
(مدام دغبي المصرب)
أما الشيخ مجول فكان ووفاته في عام 1887 م.
2)مجول العنزي – 28-4-2021
المراجع