دليل الشخصيات التاريخية

من هو جساس بن مرة البكري

من هو جساس بن مرة البكري

من هو جساس بن مرة البكري

جساس بن مرة الشيباني البكري (ولد: 464 – الوفاة: نحو 534)، شاعر شجاع من أمراء العرب في الجاهلية،

وهو الذي يُسمّى الحامي الجار المانع الذمار لقتله كليب بن ربيعة بسبب ناقة البسوس بنت المنقذ بن سلمان المنقذي خالة جساس،

وكان ذلك سبب نشوب الحرب بين تغلب وبكر وكان جساس آخر من قتل في هذه الحرب والتي دامت أربعين سنة.

ذكره ابن سعد الأندلسي في «نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب»:

وأما جساس بن مرة فكان

من أبطال بكر في الجاهلية وفتاكها، وهو قاتل كليب وائل سيد بني تغلب، ومسبب حرب وائل

التي أتت على الفريقين ويدعي الاقلة أن خادم أبي نويرة التغلبي قد قتله.

1)جساس بن مره

اسمه ونسبه 

هو جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة

بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، الشيباني البكري.

أمه: الهالة من بني عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ابنائه 

  1. شهاب
  2. لأي
  3. الفزر
  4. ماعز
  5. عبد عدي

جساس يقتل الملك كليب

وقال: وكان حديث جساس من أعجب ما يسطر: وذلك أنه قتل صهره زوج أخته كليب بن ربيعة لكونه رمى

ناقة جارة له بسهم، وأقام الحرب العظيمة، وأفنت الأبطال والأشراف،

وآخر من قتل فيها جانيها جساس المذكور: وذلك أنه ربى ولد كليب من أخته، فنشأ الغلام ولا يعلم له والداً غير جساس؛

فلما كبر وركب أعلم بقضية أبيه، وأن خاله هو الذي قتله، فطلب بثأره، وقتل خاله.

وحدث أن كليباً دخل على امرأته جليلة بنت مرة يوماً فقال لها: هل تعلمين على الأرض أمنع مني ذمة؟

فسكتت، ثم أعاد عليها الثانية فسكتت، ثم أعاد عليها الثالثة فقالت: نعم،

أخي جساس (وهو جساس بن مرة، كان فارساً شهماً أبياً، وكان يلقب الحامي الجار،

المانع الذمار، وهو الذي قتل كليباً، مات سنة 534 م) وندمانه،

ابن عمه عمرة المزدلف بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان.

فسكت كليب، ومضت مدة، وبينما هي تغسل رأسه وتسرحه ذات يوم إذ قال لها: من أعز وائل؟ قالت:

أخواي جساس وهمام. فنزع رأسه من يدها وخرج.

وكانت لجساس خالة اسمها البسوس بنت منقذ، جاءت ونزلت على ابن أختها جساس، فكانت جارة لبنى مرة، ولها ناقة خوارة،

ومعها فصيل لها، فلما خرج كليب غاضباً من قول زوجته جليلة رأى فصيل الناقة فرماه بقوسه فقتله.

وعلمت بنو مرة بذلك، فأغمضوا على ما فيه وسكتوا، ثم لقي كليب ابن البسوس فقال له:

ما فعل فصيل ناقتكم؟ فقال: قتلته وأخليت لنا لبن أمه، وأغمضت بنو مرة على هذا أيضاً.

ثم أن كليباً أعاد القول على امرأته فقال: من أعز وائل؟ فقالت: أخواي 

فأضمرها في نفسه وأسرها وسكت، حتى مرت به إبل جساس وفيها ناقة البسوس، فأنكر الناقة ثم قال:

ما هذه الناقة ؟ قالوا: لخالة جساس. فقال: أو بلغ من أمر ابن السعدية (أي جساس) أن يجير عليّ بغير إذني؟

إرم ضرعها يا غلام، فأخذ القوس ورمى ضرع الناقة، فاختلط دمها بلبنها.

فلما رأتها صاحت: واذلاه ! فقال لها جساس: اسكتي فلك بناقتك ناقة أعظم منها،

فأبت أن ترضى حتى صاروا لها إلى عشرا، فلما كان الليل أنشأت تقول بخطاب سعداً أخا جساس وترفع صوتها تسمع جساساً:

لعمري لو أصبحت في دار منقذ
لما ضم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار معشر متى
يعد فيها الذئب يعدو وعلى شاتي
ف يا سعد لا تغرر بنفسك وارتحل
فإني في قوم عن الجار أموات
ودونك أذوادي إليك فإنني
محاذرة أن يغدروا ببنياتي

فلما سمعها جساس بن مرة قال لها:

اسكتي لا تراعي إني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة، سأقتل علالاً، وهو فحل إبل كليب لم ير في زمانه مثله، وإنما أراد جساس بمقالته كليباً.

ثم ظعن ابنا وائل بعد ذلك، فمرت بكر على نهى أي غدير يقال له شبيث، فنفاه كليب عنه وقال:

لا يذوقون منه قطرة، ثم مروا على نهى آخر يقال له الأحص فنفاهم عنه وقال:

لا يذوقون منه قطرة،

ثم مروا على بطن الجريب (واد عظيم) فمنعهم إياه، فمضوا حتى نزلوا الذنائب، واتبّعهم كليب وحيه حتى نزلوا عليه،

فمر عليه جساس ومعه ابن عمه عمرو بن الحارث بن ذهل، وهو واقف على غدير الذنائب، فقال له: طردت أهلنا عن المياه حتى كدت تقتلهم عطشا ! فقال كليب:

ما منعناهم من ماء إلا ونحن له شاغلون، فقال له: هذا كفعلك بناقة خالتي، فقال له:

أوقد ذكرتها أما إني لو وجدتها في غير إبل مرة لاستحللت تلك الإبل بها أتراك مانعي أن أذب عن حماي،

فعطف عليه جساس فرسه فطعنه برمح فأنفذ حضني (الحضن مادون الإبط إلى الكشح).

فلما داهمه الموت قال: يا جساس، اسقني من الماء، فقال: ماعلقت استسقاءك الماء

منذ ولدتك أمك إلا ساعتك هذه، فالتفت إلى عمرو وقال له: يا عمرو، أغثني بشربة ماء، فنزل إليه وأجهز عليه.

فقالت العرب:

المستجير بعمرو عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنار

حرب البسوس ومقتل جساس

بعد أن قتل جساس الملك كليب قامت حرب البسوس أربعين سنة بين بكر قبيلة جساس وتغلب قبيلة كليب بن ربيعة بقيادة أخيه المهلهل بن ربيعة.

أكلت الحرب الكثير منالقبيله 

ولم تنته إلا بعد سقوط المهلهل عدي بن ربيعة أسيرًا في يد الحارث بن عباد فتداعى كثيرون من القبيلتين للصلح،

وقد تم على يد ملك كندة أبي امرئ القيس، الملك حجر آكل المرار بن عمرو في اليمامة وسط نجد.

قتل أثناء الحرب جساس بن مرة بعد أن التقى في إحدى المعارك مع فارس تغلب أبو نويرة التغلبي فكلاهما ضرب الآخر ضربة أطاحته.

نقل بعدها جساس إلى أخواله لتضميد جراحه إلا أنه لم يلبث طويلاً فمات بسبب ضربة أبي نويرة الذي مات هو الآخر بعد مبارزة جساس،

وبذلك استطاع جساس أن يقتل 15 فارسًا من بني تغلب أولهم الملك كليب وآخرهم أبو نويرة التغلبي في بداية الحرب،

أي أن جساس مات شابًا وفي سنوات الحرب الأولى.

ولكن بعض القصص الشعبية ادعت أنه عاش زمن الحرب وأصبح ملكًا وقتله ابن اخته الهجرس

أو الجرو بن كليب كما سماه أبوه كليب قبل أن يموت ثأرًا لأبيه كليب.

2)معجم البلدان الحموي

قالوا عن قصة حرب البسوس 

وإنّ كُلـيبًا كــان يَظــلم قومَــه           فأدركـه مثلُ الـذي تَريانِ

فلما حَشاه الرمحَ كفُّ اْبن عمّه          تذكّر ظُلم الأهل أيّ أوانِ

وقـال لجسّاسٍ أَغِثْني بشـرَبة            وإلا فخَبِّر مَن رأيتَ مكاني

فقال: تجاوزتَ الأحصَّ وماءه          وبَطن شُبيثٍ وهو غير دِفَانِ”

هكذا أنشد عمرو ابن الأهْتم، حول واقعة مقتل الملك كليب، وائل بن ربيعة بن الحارث بن مُرة بن زهير بن جُشم،

على يد ابن عمه جساس بن مُرة بن ذُهل بن شَيبان، تلك الواقعة التي فتحت الباب لحرب ثأرية استمرت اربعة عقود بين أبناء العمومة، سميت حرب البسوس

 

طغيان وتجبر  كليب على قومه 

لم يراعي كليب، طبيعة القبائل  العربية، التي عاش بها وأدرى الناس بحال أهلها، ولا تكوينها البدوي،

ولا آليات حياتهم ووسائل عيشهم، فأراد أن يكنس كل هذا بضربات سريعة، ليحول قبائل معدّ إلى رعايا في مملكته،

وفرسانها إلى جنود في جيش الملك، فوضع أول بذرة لجيش نظامي ضم إليه فرسان القبائل

وأراد أن يُنهي حياة الترحال والهجرة وراء المراعي، لكن مشروعه لم يكن قد تبلور بعد، حينما وقعت الحادث الجلل بمقتله على يد جساس.

يقول ابن عبد ربه الأندلسي، في مؤلفه “العقد الفريد”: “كُليب بن ربيعة هو الذي يُقال فيه:

أعزّ من كليب وائل، وقاد معدًا كلها يوم خَزاز ففضّ جُموع اليمن وهَزمهم، فاجتمعت عليه معد كُلها وجعلوا له قسمِ المَلك

وتاجَه وتحيّته وطاعته، فغَبر بذلك حينًا من دهره ثم دخله زهوٌ شديد وبغى على قومه لما هو فيه من عِزّة وانقياد معدّ له

حتى بلغ من بَغيه أنه كان يَحمي مواقع السحاب فلا يُرعى حِماه ويُجير على الدَهر فلا تُحفر ذمّته ويقول:

وَحش أرض كذا في جواري فلا يُهاج، ولا تورد إبلُ أحدٍ مع إبله ولا ترعى معها، ولا توقد نار مع ناره

 

الزير ومافعله ببكر 

قد يكون  ثار الزير سالم تبدو عادلة رغم تجبر كليب، وانتفاض جساس لكرامته وكرامة أهله، حتى بعد أن عرض مُرة عرضه بأن يأخذ التغلبيين

أحد أولاده عدا همام وجساس، ليقتلوه بدم كليب، أو يقبلوا الدية ألف ناقة، لكن طلب العدل انقلب إلى بغي، فقد أُخذ بدم كليب آلاف من بكر من بينهم همام وولديه،

في عدد من المعارك كانت الغلبة فيها جميعها لتغلب، ولم يسمع “المُهلهِل طيلة هذه السنوات

أي نداء للصلح، وأعمل سيفه في بكر حتى كاد يبيدهم، فأنشد يقول: “أكثرت قتلَ بني بكر بِربّهم.. حتى بكيتُ وما يَبْكي لهم أحدُ.. آليتُ بالله لا أرضىَ بِقَتْلهمِ.. حتى أبهرج بكرًا أينما وُجدوا

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
من هو عدي بن ربيعة التغلبي
التالي
من هو الحارث ابن عباد البكري