روايات

قصص أطفال قبل النوم

قصص أطفال قبل النوم

قصص أطفال قبل النوم

فوائد القصص للأطفال 

1.تشجيع الطفل على تقبل الثقافات الاخرى 

2.تمكن الطفل من التعبير عن نفسه وأيصال افكارة ومشاعره

3.القراءة هي الطريقة المثلى لتوسيع مفرداتهم

4. القصص تشجع الطفل  على الإبداع

5.التركيز والمهارات الاجتماعية

6-تعلم الطفل الصبر ولأصغاء للأخرين 

7-قصص أطفال قبل النوم تساعدهم على النوم

1)فوائد قصص الاطفال -20-4-2021

قصص أطفال قبل النوم

 

نُور وَالْقِطَّةُ الْجَرِيحَةُ

«تَحَرَّكِي.. هَيَّا.. لَقَدْ نَفَدَ صَبْرِي مِنْكِ».

«هَيَّا اقْفِزِي فَوْقَ الْحَبْلِ وَإِلاَّ ضَرَبْتُكِ بِهذِهِ الْعَصَا…».

«لماذَا تَبْقِينَ فِي مَكَانِكِ كَأَنَّكِ لاَ تَدْرِينَ مَاذا تَفْعَلِينَ؟».

«لا تَنْظُرِي إِليَّ بِعَيْنَيْنِ دَامِعَتَيْنِ تَتَوَسَّلِينَ إِليَّ لِأَرْحَمَكِ»..

«هَيَّا.. لَنْ يَمْنَعَكِ شَيءٌ مِنِّي.. هذا إِنْذَارِي الْأَخِيرُ».

«أَعْلَمُ أَنَّكِ تَفْهَمِينَ كُلَّ مَا أَقُولُ.. هَيَّا.. أَلاَ تَخْشَيْنَ مِنِّي..؟».

«لَنْ أَرْحَمَكِ عَلى الإِطْلاقِ، سَوْفَ أُنَفِّذُ تَهْدِيدِي.. هَيَّا اقْفِزِي فَوْقَ الْحَبْلِ.. افْعَلِي كمَا تَفْعَلُ حَيَوانَاتُ السِّيرْكِ..».

لَمْ تَكُنْ الْقِطَّةُ الْمِسْكِينَةُ قَادِرَةً عَلى تَنْفِيذِ الْأَوامِرِ..

كانَتْ مُسْتَغْرِبَةً مِمَّا يَحْدُثُ.. إِنَّها تَسْمَعُ صِياحاً غَريباً..

الْقِطَّةُ لَيْسَتْ حَيَواناً مُدَرَّباً فِي السِّيرك.. إِنَّهَا قِطَّةٌ عَادِيَّةٌ بَسِيطَةٌ..

«هَيَّا… هَيَّا.. وَاحِدْ.. اثْنَانْ…».

هَزَّتِ الْقِطَّةُ ذَيْلَهَا.. اسْتَعَدَّتْ لِتَقْفِزَ هَارِبَةً.. لكِنَّ عَصَا نُور كانَتْ أَسْرَعَ، ضَرْبةً وَاحِدةً طَارَتِ الْقِطَّةُ حَتَّى صَدَمَتِ الْحَائِطَ وَوَقَعَتْ عَلى الْأَرْضِ…

انْكَسَرَتْ رِجْلُهَا.. وَسَالَ الدَّمُ مِنْ فَمِهَا..

نَظَرَتْ نُورٌ إِلى الْقِطَّةِ ثُمَّ خَرَجَتْ مِنَ الْغُرْفَةِ غَيْرَ مُبَالِيَةٍ.

بَعْدَ قَلِيلٍ دَخَلَتْ أُمُّ نُور غُرْفَةَ ابْنَتِهَا، وَجَدَتِ الْقِطَّةَ لاَ تَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ مِنْ الْأَلَمِ، الدِّمَاءُ تُغَطِّي فَمَهَا.. تَمُوءُ وَتَبْكِي تَرْجُو مِنْهَا الْمُسَاعَدَةَ.

حَمَلَتِ الْأُمُّ الْقِطَّةَ الْمِسْكِينَةَ، نَظَّفَتْ وَجْهَهَا مِنَ الدِّمَاءِ، رَبَطَتْ رِجْلَهَا الْمَكْسُورَةَ بِقِطْعَةِ قُمَاشٍ مُنَاسِبَةٍ،

قَدَّمَتَ لَهَا الْحَلِيبَ، شَرِبَتْ مِنْهُ حَتَّى ارْتَوَتْ وَهَدَأَتْ، ثُمَّ اسْتَلْقَتْ عَلَى الْأَرْضِ.

نَادَتِ الْأُمُّ ابْنَتَهَا.. لكِنَّهَا لَمْ تَرُدَّ عَلى النِّداءِ.

قَامَتِ الْأُمُّ… نَظَرَتْ مِنَ النَّافِذَةِ، وَجَدَتْ ابْنَتَهَا تَلْهُو فِي الْحَدِيقَةِ.

رَفَعَتِ الْأُمُّ صَوْتَهَا.. قَالَتْ: «نور.. نور.. تَعَالَيْ عَلَى الْفَوْرِ».

جَاءَتْ نُورٌ مُسْرِعَةً.. فَسَأَلَتْهَا الْأُمُّ: «مَاذَا فَعَلْتِ بِالْقِطَّةِ؟!».

لَمْ تَكُنْ نُورٌ تَتَوَقَّعُ اكْتِشَافَ أُمِّهَا السَّرِيعَ لِلْقِطَّةِ الْمِسْكِينَةِ، حَاوَلَتْ أَنْ تُظْهِرَ أَنَّهَا لا تَعْرِفُ شَيئاً عَمَّا حَدَثَ، نَظَرَتْ إِلى الْقِطَّةِ…

رَسَمَتْ عَلى وَجْهِهَا عَلامَاتِ الاسْتِغْرَابِ… قَالَتْ: «يا مِسْكِينَة.. مَا الّذِي حَدَثَ.. لَقَدْ تَرَكْتُهَا سَلِيمَةً..».

قَالَتِ الْأُمُّ: «أَلَمْ تَفْعَلِي لَهَا شَيْئاً يا نُور؟..».

أَجَابَتْ نُورٌ بِتَرَدُّدٍ: «لا.. لا يُمْكِنُ أَنْ أُؤْذِيهَا.. رُبَّمَا سَقَطَتْ مِنْ مَكانٍ مُرْتَفَعٍ..».

تَأَلَّمَتِ الْأُمُّ مِنْ مَوْقِفِ ابْنَتِهَا.. فَهِيَ لَمْ تُؤْذِ حَيَواناً ضَعِيفاً فَقَطْ، لكِنَّها أَيْضاً أَخْفَتِ الْحَقِيقَةَ لِتُخْفِيَ سُوءَ مَا فَعَلَتْ؛ فَقَدْ خَافَتْ مِنْ عِقَابِ أُمِّهَا وَنَسِيَتْ أَنَّ اللَّهَ يَراهَا.

نَظَرَتِ الْأُمُّ إلى ابْنَتِهَا بِعِتَابٍ شَدِيدٍ وَقَالَتْ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الْعَصَا الذي ضَرَبْتِ بِهِ الْقِطَّةَ عَلَى الْأَرْضِ.. وَشَاهَدْتُ الْحَبْلَ، إِنَّهَا قِطَّةٌ مِسْكِينَةٌ، حَرَامٌ عَلَيْكِ.. لَقَدْ كِدْتِ تَقْتِلِينَهَا..».

لَم تَتَكَلَّمْ نُور.. عَلِمَتْ أَنَّهَا لاَ تَسْتَطِيعُ مُوَاصَلَةِ إِخْفَاءِ الْحَقِيقَةِ.

شَعُرَتِ الْأُمُّ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ، قَالَتْ: «هَلْ أَعْجَبَكِ مَا رَأَيْتِ مِنْ دَمِ الْقِطَّةِ الْمِسْكِينَةِ، هَلْ فَرِحْتِ لِأَنَّكِ كَسَرْتِ لَهَا رِجْلَهَا، أَنَا لاَ أَفْهَمُ لِمَاذَا فَعَلْتِ هذا مَعَهَا..».

قَالَتْ: «لَمْ تَسْمَعْ كَلاَمِي وَتُنَفِّذْ مَا أُرِيدُ..».

الْأُمُّ: «لَكِنَّكِ تَطْلُبِينَ مِنْهَا شَيْئاً لاَ تَسْتَطِيعُ الْقِيَامَ بِهِ..».

وَأَضَافَتْ: «هَلْ تَقْبَلِينَ أَنْ أَفْعَلَ مَعَكِ مِثْلَمَا فَعَلَتِ مَعَها..».

قَالَتْ:» «لاَ يَا أُمِّي.. أَرْجُوكِ..».

قَالَتِ الْأُمُّ: «هَيَّا.. إِذَن اقْفِزِي مِنَ النَّافِذَةِ إِلى الْحَدِيقَةِ.. سَوْفَ أُرْغِمُكِ عَلَى الْقَفْزِ.. وَإِلاَّ سَأَضْرِبُكِ بِالْعَصَا نَفْسِهَا.. هَيَّا.. بِسُرْعَةٍ.. لَقَدْ نَفَدَ صَبْرِي»..

بَكَتْ نُورٌ خَائِفَةً ظَنَّتْ أَنَّ الْأُمَّ سَتُنَفِّذُ تَهْدِيدَهَا.

قَالَتِ الْأُمُّ: «سَوْفَ أَضْرِبُكِ وَأَقُولُ لِأَبِيكِ إِنَّكَ وَقَعْتِ وَكَسَرت رِجْلَكِ وَحْدَك»..

رَاحَتْ نُورٌ تَبْكِي..

قَالَتِ الْأُمُّ: «لكِن لِلأَسَفِ، سَتُخْبِرينَ أَباكِ بِالْحَقيقَةِ.. فَأَنْتِ تَسْتَطِيعِينَ الْكَلامَ»..

سَكَتَتِ الْأُمُّ قَلِيلاً ثُمَّ قَالَتْ: «لكنْ مَنْ سَيُدَافِعُ عَنْ هذِهِ الْقِطَّةِ الْمِسْكِينَةِ وَهِيَ لاَ تَسْتَطِيعُ الْكَلامَ؟».

أَضَافَتِ الْأُمُّ: «كَمْ أَتَمَنَّى أَنْ تَتَكَلَّمَ هذِهِ الْقِطَّةَ الْجَرِيحَةَ لِتُخْبِرَنَا عَنْ قَسْوَتِكِ فَتَكْشِفَ الْحَقِيقَةَ».

حَزِنَتْ نورٌ كَثِيراً، شَعُرتْ بِخَطَئِهَا.. فَاعْتَذَرَتْ مِنْ أُمِّهَا..

قَالَتِ الْأُمُّ: «لكِنَّكِ أَسَأْتِ إِلى الْقِطَّةِ أَكْثَرَ مِمَّا أَسَأْتِ إليَّ.. إِذا عَفَوْتُ أَنَا عَنْكِ هَل سَتُسَامِحُكِ الْقِطَّةُ؟».

اقْتَرَبَتْ نُورٌ مِنَ الْقِطَّةِ تُرِيدُ أَنْ تَحْتَضِنَهَا وَتُقَبِّلُهَا، لكِنَّ الْقِطَّةَ مَا إِن شَاهَدَتْهَا تَقْتَرِبُ مِنْهَا حَتَّى قَامَتْ مُسْرِعَةً تَرْكُضُ

بِرِجْلِهَا الْمَكْسُورَةِ.. وَهَرَبَتْ مِنَ الْمَنْزِلِ وَهِيَ تَبْكِي.. وَلكِنْ بِغَيْرِ دُمُوعٍ.

لَمْ تَسْتَطِعِ الْقِطَّةُ الْهَرَبَ.. كَانَتْ رِجْلُهَا تُوجِعُهَا كُلَّمَا رَكَضَتْ، جَلَسَتْ فِي حَدِيقَةِ الْمَنْزِلِ لِتَرْتَاحَ.. لَحِقَتْهَا الْأُمُّ..

حَمَلَتْهَا بِرِفْقٍ لِتُهَدِّىءَ مِنْ خَوْفِهَا.. اقْتَرِبَتْ نُورٌ.. قَبَّلَتِ الْقِطَّةَ عَلَى رَأْسِهَا.. شَعُرَتِ الْقِطَّةُ بِالْأَمَانِ… اطْمَأَنَّتْ… وَعَادَتْ تَلْهُو مِنْ جَدِيدٍ.

 

 

 

 

 

لُعْبَةُ الْحُبِّ

«أبي.. سَأَسْأَلُكَ سؤالاً.. أَجِبْني عَنْهُ بِصَراحَة».

ــــ «تَفَضَّلي»..

ــــ «أَبي، مَنْ تُحِبُّ أَكثَر.. نوف.. أو نورا.. أو أنا؟».

ضَحِكَتِ الْأُمُّ وَهِيَ تَسْمَعُ كَلامَ شَهْد.. والْأَبُ لا يَدري مَا يَقولُ..

قَالتِ الْأُمُّ: «ما هذا السُّؤالُ يا شهدُ؟!».

قَالتْ شَهْدٌ بِدَلالٍ: «أَنا الصُّغْرى.. هذا يَعني أَنّ الْحُبَّ كُلَّهُ لي..».

قَاطَعَتْهَا نوف: «يا لَكِ مِنْ مَغْرورة… أنا أَجْمَلُ مِنْكِ.. هذا يَعْني أَنَّ الْحُبَّ كُلَّهُ لِي… أنا وَحْدِي..».

نورا ــــ الكُبْرى ــــ لَمْ تَتَكَلَّمْ.

ضَحِكَ الْأَبُ.. ضَحِكَتِ الْأُمُّ..

قَالَ الْأَبُ: «مَا بِكُنَّ اليوم؟! أَنْتُنَّ جَميعاً فِي الْحُبِّ سَواءٌ».

حَزِنَتْ شَهدٌ.. غَضِبَتْ نوف..

نورا ظَلَّتْ صَامِتَةً لا تَتَكَلَّمُ..

تَلَفَّتَ الْأَبُ وَقَالَ: «وَأَنْتِ يا نورا.. أَلَيْسَ عِنْدَكِ سُؤَالٌ؟!».

قَالَتْ: «أنا الكبرى.. كنتُ الْحُبَّ الْأَوَّلُ.. خَسِرْتُ جُزءاً مِنْهُ يَوْمَ وُلِدَتْ نوف.. خَسِرْتُ جُزءاً آخَرَ يَوْمَ وُلِدتْ شهد.. لَم يَتَبَقَّ لي مِنَ الْحُبِّ إلا الْقَلِيلُ».

ضَمَّتِ الْأُمُّ ابْنَتَهَا نورا بِحنانٍ… قَالَتْ: «لا يا نورا يا حبيبتي.. أنتِ غَالِيةٌ عَلَيْنا مِثلُ أُخْتيكِ»..

لَم تَتَكَلَّمْ نوف..

نَظَرَتْ شَهدٌ بِحُزْنٍ..

قَالَ الْأَبُ: «ما رَأَيَكُنَّ لو نَلْعَبُ لُعْبَةً جَديدةً..

مَاذا سَنُسَمِّيهَا؟!

مَاذا سَنُسَمِّيهَا؟!

لِنُسَمِّيهَا لُعْبَةَ الْحُبِّ..

نَعَمْ… لُعْبَةُ الْحُبِّ».

قَالَتْ نُورا: «لُعْبَةُ الْحُبِّ؟! مَا سَمِعْنَا بِهذِهِ اللُّعْبَةِ مِنْ قَبْلُ!»..

الْأُمُّ: «مَا قَصْدُكَ يَا أَبا نُورا؟!».

الْأَبُ: «لِنَجْلِسْ مَعاً عَلى شَكْلِ دَائِرَةٍ.. وَلْيُحْضِرْ كُلٌّ مِنَّا وَرَقَةً وَقَلَمَا».

قَالَ الْأَبُ بَعْدَمَا أَحْضَرُوا الْأَورَاقَ وَالْأَقْلامَ وَجَلَسُوا عَلى الْأَرْضِ:

«سَأَسْأَلُكُنَّ مَجْمُوعةً مِنَ الْأَسْئِلَةِ…

اكْتُبْنَ الْجوابَ الّذِي تَعْتَقِدْنَ أَنَّهُ الجوابُ الصَّحيحُ…

السُّؤالُ الأوَّل:

لو مَرِضَ أَحَدُنَا.. هَلْ يُصْبِحُ مَحَلَّ اهْتِمَامِنَا وَحُبِّنا أَكْثَرَ مِنَ الآخَرِينَ.. أَمْ تَظَلُّ الْأُمُور عَادِيةً؟

السُّؤال الثَّانِي:

لَو سَافَر أَحَدُنَا.. هَلْ يُصْبِحُ مِحْوَرَ تَفْكِيرِنَا وَحُبِّنَا.. أَمْ تَظَلُّ الْأُمورُ عَادِيةً؟

السُّؤَالُ الثَّالِثُ:

لَو تَأَخَّرَ أَحَدُنَا خَارِجَ الْبَيْتَ، هَلْ نَقْلَقُ عَلَيْهِ وَنَبْحَثُ عَنْهُ وَيَجْذِبُ كُلَّ طَاقَاتِنَا.. أَمْ تَظَلُّ الأمورُ عَادِيَّةً؟

السُّؤَالُ الرَّابعُ:

لَوْ تَعَرَّضَ أَحَدُنَا لِحَادِثٍ أَلاَ نُصابُ جميعاً بالْحُزْنِ وَنُفَكِّرُ بِهِ أَمْ أَنَّ الْأُمُورُ تَظَلُّ عَادِيَّةً؟..».

وَرَاحَ الْأَبُ يَذْكُرُ الأَسْئِلَةَ حَتَّى بَلَغَتْ عَشْرَةَ أَسْئِلَةٍ.. ثُمَّ قالَ: «لِنَضَعَ الْأَوْرَاقَ عَلَى الْأَرْضِ؛ نُقَارِنُ مَا بَيْنَ الأَجْوِبَةِ»..

قَالَ الْأَبُ مُعْلِناً النَّتِيجَةَ: «جَمِيعُ الْأَجْوِبَةُ مُتَشَابِهَةً»..

ــــ «نُحِبُّ الْمَرِيضَ وَنَرْعَاهُ»..

ــــ «نُحِبُّ الْمُسَافِرَ وَنُفَكِّرُ بِهِ»..

ــــ «نَقْلَقُ عَلَى الْغَائِبِ»..

ــــ «نَحْزَنُ عَلَى الْمُصَابِ»..

ــــ «نُحِبُّ الْمُطِيعَ.. وَنَفْخَرُ بِهِ»..

ــــ «نُحِبُّ الْمُصَلِّيْ وَنَدْعُوْ لَهُ»..

إِلَى آخِرِ الإِجَابَاتِ.

قَالَتْ الْأُمُّ بِفَرَحٍ: «الحُبُّ يَجْمَعُنَا… عِنْدَمَا يَحْتَاجُ أَحَدُنَا إلَى رِعَايَةٍ خَاصَةٍ يُصْبِحُ مَحَلَّ الرِّعَايَةِ والْإِهْتِمَامِ وَالحُبِّ»..

قالتْ شَهْدُ: «لُعْبَةٌ رَائِعَةٌ.. أَشْعُرُ الآنَ بِمَعْنَى كُلِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الحُبِّ الَّذِي جَاءَ في أَسْئِلَتِكَ يَا أَبِي»..

نوف: «الْحُبُّ شَيْءٌ عَظِيْمٌ يا شَهْدُ»..

نورا: «أُرِيْدُ أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئاً يا أبي… عِدْنِي ألاَّ تَحْزَنَ مِنِّي»..

الْأَبُ: «أَعِدُكِ»..

نورا: «في الحَقيقةِ… إِنِّي أُحِبُّ أُمِّي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ في الوُجُودِ»..

الْأَبُ: «هذا شيءٌ يُفْرِحُنِي.. أَوْصَانا النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ بِذَلِكَ»..

شهد: «أَلاَ يُحْزِنُكَ هذا يا أبي.. أَلاَ تَشْعُرُ بِالْغِيْرَةِ؟!»..

الْأَبُ: «لا.. أَبَداً.. أَلَمْ تَكْشِفَ لنا اللُّعْبَةُ أَنَّ لِكُلٍّ مِنَّا حُبًّا خَاصًّا للآخَرِ؟!.. وهوَ في الْنِّهَايَةِ حُبٌّ يُجَمِّعُ ولا يُفَرِّق»..

قالَ الْأَبُ: «نَحْنُ جَمِيعًا نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا.. وأَعْظَمُ الحُبِّ حُبُّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، فَمِنْ هذا الحُبِّ تَخْرُجُ التَّقْوَى والطَّاعَةُ، لِأَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ تَعْنِي طَاعَتُهُ وَبَذْلُ النَّفْسِ مِنْ أَجْلِهِ والْالْتِزَامُ بِمَا يُحِبُّ والْإِبْتِعادُ عَمّا يَكْرَهُ.. أَلاَ تَرَيْنَ أَنَّكُنَّ تُضَحِّيْنَ بأَنْفُسِكُنَّ مِنْ أَجَلِ أُمِّكُنَّ مَثَلاً؟»..

قُلْنَ جَمِيعًا: «نَعَمْ بِالْتَّأْكِيدِ»..

الْأُمُّ: «اللَّهُ تَعَالى أَوْلَى بِالْمَحَبَّةِ مِنِّي.. وَبَعْدَهُ مَحَبَّةُ الرَّسُولِ .. وعِنْدَمَا يَتَحَقَّقُ هَذا الحُبُّ يَتَحَقَّقُ حُبُّ الجَنَّةِ التي نَتَمَنَّى الوُصُولَ إِلَيْها، واللَّهُ تَعَالَى يَكُونُ رَاضِياً عنَّا عِنْدَمَا نُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا..».

الْأَبُ: «إنَّ حُبَّ اللَّهِ يَمْلأُ قُلُوبَنَا رَحْمَةً وَيَجْعَلُ الحُبَّ يُسَيْطِرَ عَلَى حَيَاتِنَا كُلِّهَا.. يَنْتَشِرُ الحُبُّ بَيْنَنَا.. نُحِبُّ الْوَطَنَ.. نُحِبُّ الْبَشَرَ.. نُحِبُّ الْخَيْرَ.. نُحِبُّ الْعِلْمَ.. نُحِبُّ الأَشْيَاءَ.. نُحِبُّ الْحَيَاةَ..».

اقْتَرَبَتْ نوف… قَبَّلَتْ رَأْسَ أَبِيْها وَأُمِّهَا… قَالَتْ:

«سأُخْبِرُ صَدِيقَاتِي غَدَاً عَنْ هذِهِ الْلُّعْبَةِ، سَأَعْرِضُ عَلَى مُدَرِّسَتِي أَنْ نَلْعَبَهَا فِي الْفَصْلِ»..

ضَحِكَتْ الْأُمُّ وَقَالَتْ:

«انْظُرْ يا أبا نورا.. بَنَاتُكَ أَحْبَبْنَ هذِهِ الْلُّعْبَةُ التي اُخْتَرَعْتَها.. سأَغيْرُ مِنْكَ بَعْدَ الْيَوْمِ..».

قَالَ الْأَبُ: «لكِنَّكِ حَصَدْتِ الحُبَّ كُلَّهُ يا أُمَّ بَنَاتِي.. عَلَيَّ أنا أَنْ أَغَارَ مِنْكِ»..

ضَحِكَ الْجَمِيعُ… كَانوا سُعَدَاءَ.. سُعَدَاءَ… لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ مَعْنَى الْحُبِّ.

 

 

 

 

 

الصَّبِيُّ المُشَاكِسُ الْمُعَاكِسُ

ماضي صَبِيٌّ صَغيرٌ لا يحبُّ أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ما الَّذي يَجِبُّ أَنْ يفعلهُ.

إذا قالتْ لَهُ أُمُّهُ تعالَ لِتَدْرُسَ.. ذَهَبَ وجلسَ أمامَ التلفزيون.. وإذا قالَ لهُ أبوهُ اخْفِضْ صوتَ التلفزيون رَفَعَ الصوتَ عالياً..

وإذا قالتْ لهُ المدرِّسةُ أريدُ وظيفتكَ غداً فلا يقومُ بها.. وإذا طلبَ منهُ أيُّ إنسانٍ طلباً ما كانَ يعاكِسُهُ ويشاكِسُهُ.. فهوَ لا يحبُّ أنْ يقولَ لهُ أحدٌ افْعَلْ أَوْ لا تفعلْ..

وكانَ يُجريْ صِراعاً دَائماً مَعَ أبيهِ وأمّهِ ومدرِّسيه.. لَكِنَّهُ يَبْقى مُصِرًّا مهما كانتْ العُقُوباتُ أو المُغْرَياتُ..

ولذلكَ كانوا يتجنّبونَهُ وَالجَمِيْعُ مِنْ حَوْلِهِ يَتَنَبَّهُ لِهَذا الأَمْرِ عندَ الحديثِ مَعَهُ..

وظلَّ ماضي على هذهِ الحالُ لا يُحِبُّ أَنْ يَأْمُرُهُ أَحَدٌ بشيءٍ.

وفي يومٍ فيما كانَ عائداً مِنَ المَدْرَسَةِ.. رأى لَوْحةً تقولُ «رجاءً.. لا تمشِ على هذا الرَّصِيفِ»..

نَظَرَ ماضي إلى اللَّوحةِ بِغَضَبٍ.. فهوَ لا يُحِبُّ الأوامرَ..

وسارَ وَسَطَ الرَّصيفِ مُتَحَدِّياً.. صاحَ بهِ رجلٌ مِنْ أَعْلى البِنَاء المجاورِ.. ابْتَعِدْ يا صَبِيّ.. ابْتَعِدْ عنِ الرصيفِ..

لكنَّهُ أصرَّ على السيرِ وإذْ بِكَمِّيةٍ مِنَ الأَلْوَانِ تَسْقُطُ عَلَيْهِ ويُصْبِحُ شَكْلُهُ مُضْحِكاً.. فَقَدْ كانَ هُنَالِكَ رِجَالٌ يَطْلُونَ البِنَاءَ مِنَ الخَارِجِ بِأَلْوَانٍ مُتَعَدِّدَةٍ..

وَشَاهَدَهُ المَارُّونَ بِهَذا المَنْظَرِ ورَاحُوا يَضْحَكُوْنَ وَيَضْحَكُونَ..

عادَ ماضي إلى بَيْتِهِ على هَذِهِ الحالِ.. وأدركَ عاقِبةَ مَنْ لا يَسْتَمِعُ للآخرينَ.. وقالَ في نفسِهِ ما أَدْراني.. ربَّما في المرَّةِ القادِمةِ تَقَعُ عَليَّ حِجَارَةٌ ثَقِيلَةٌ..

ولمْ يَعُدْ ماضي يَفْعَلُ عَكْسَ ما يُقَالُ لَهُ مَرَّةً ثانِيَةً..

 

 

سَمَرُ والْقَمَرُ

طَلَعَ الْقَمَرُ كَامِلاً هذِهِ الْلَّيْلَةْ.. مستديراً مُشْرِقاً مِثْلَمَا يَكُونُ عَادةً فِي لَيَالِي صَيْفِ مُنْتَصَفِ الشُّهُورِ القَمَرِيَّةِ..

بَدَا الْجَوُّ سَاحِرَاً والنُّجُومُ تُزَيِّنُ السَّمَاءَ، والقَمَرُ البَهِيُّ فَخُوراً بِنُوْرِهِ اللاَّمِعِ الْبَرَّاقِ…

كَمَنْ غَسَلَ وَجْهَهُ بِمَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ وَلاَ تَزَالُ نِقَاطُ المَاءِ تَنْسَابُ عَلَى جَبْهَتِهِ..

نَظَرَتْ سَمَر مِنْ نَافِذَةِ غُرْفَةِ نَوْمِهَا..

فَرِحَتْ بِهَذا الْمَشْهَدِ البَدِيعِ..

رَفَعَتْ يَدَهَا..

لَوَّحَتْ بِكَفِّهَا كَعَادَتِهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ تَكْتَمِلُ فِيهَا اُستِدَارَةُ الْقَمَرِ.. لِتُلْقِي عَلَيْهِ الْتَّحِيَّةَ..

تَحِيَّةُ الْكَمَالِ.

هَذِهِ الْمَرَّةُ شَعَرَتْ بِرَعْشَةِ الْقَمَرِ.. يَهْتَزُّ كَأَنَّهُ يُرِيْدُ رَدَّ الْتَّحِيَّةِ.. يَلُوحُ لَهَا بِكُلِّ قُرْصِهِ الْمُسْتَدِيْرِ..

فَرِحَتْ فَرَحَاً كَبِيْراً..

إِنَّهَا الْمَرَّةُ الْأُوْلَى الَّتِي يَرُدُّ الْقَمَرُ فِيهَا سَلاَماً..

جَلَسَتْ قُرْبَ الْنَّافِذَةِ عَلَى كُرْسِيٍّ صَغِيرٍ تُرَاقِبُ الْقَمَرَ.. كَانَتِ الْنُّجُوْمُ مِنْ حَوْلِهِ تَهْتَزُّ طَرَبَاً..

قَضَتْ سَمَر لَيْلَتَهَا تُسَامِرُ الْقَمَرَ..

دَهَمَ الْنَّوْمُ عَيْنَيْ سَمَر.. فِيْمَا كَانَتْ النَّسَائِمُ تَمْسَحُ وَجْنَتَيْها..

اقْتَرَبَ القَمَرُ، دَنَا مِنْهَا شيئاً فشيئاً.. كَيْلا يُوْقِظَهَا..

عِنْدَمَا وَصَلَ نَافِذَتَهَا الْصَّغِيرَةَ فُوْجِىءَ القَمَرُ..

وَجَدَ الْكُرْسِيَّ فَارِغاً.. سَبَقَتْهُ أُمُّهَا وَحَمَلَتْهَا إلَى الْسَّرِيْرِ..

 

2)50قصه قصيره للاطفال الدكتور طارق بكري

قصة الباب الوفي المزعج

 

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
من هو مؤسس هايبر نستو
التالي
حكايات قبل النوم للأطفال