معلومات اسلامية

ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية

ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية

ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية

مفهوم الاستشراق

 

لم ترد كلمة “الاستشراق” المشتقة من مادة “ش ر ق” في أي من المعاجم العربية القديمة،

مفهوم الاستشراق في المعاجم العربية

أما المعاجم العربية الحديثة فكانت أول إشارة ترد عن الاستشراق أو أحد من مشتقاتها هو معجم متن اللغة:

(موسوعة لغوية حديثة) للشيخ أحمد رضا (ت1372ﻫ/ 1953م) طبعة أولى 1378ﻫ/ 1959م ،

الذي يورد فعلها “استشرق” ويتبعه بشرح عنه قائلاً: هو “طلب علوم الشرق ولغاتهم” واصفاً الكلمة بأنها “مولدة عصرية” تطلق على من “يعني بذلك من علماء الفرنجة”.

استشرق استشرقاً (العالم الاجنبي): كان عالماً بالعلوم والآداب واللغات والمعتقدات والعادات والتقاليد الشرقية.

 

ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية

 

ولعل السبب في إرجاع بعض الباحثين نشأة الاستشراق إلى مرحلة مبكرة من التاريخ الإنساني، تجعله موغلاً في القدم إلى زمن الاسكندر المقدوني مثلاً، أو الحروب الصليبية او حوادث اخرى قبلها أو بعدها، هو مجرد النظر إلى هذه الظاهرة الاستشراقية بوصفها الوجه المعرفي للمواجهة بين الشرق والغرب، فكان كل من يحاول دراسة الظاهرة يحول ربطها بحدث محدد ويجتهد لكي يبرر أن الحدث الذي وقع عليه اختياره هو فعلاً الحدث المناسب لبداية نشأة الظاهرة الاستشراقية

أبرز ما يمكن ملاحظته لدى  الباحثين الذين تصدوا للظاهرة الاستشراقية تفسيرهم لنشأتها وربط هذه النشأة

ربط الظاهرة الاستشراقية بالحروب الصليبية

ربط الظاهرة الاستشراقية بالظاهرة الاستعمار الغربي  

وعلى أية حال فإن الدافع لهذه البدايات المبكرة للاستشراق كان يتمثل في ذلك الصراع الذي دار بين العالمين الإسلامي والمسيحي في الأندلس وصقلية كما دفعت الحروب الصلبيبة بصفة خاصة

فبوصفها مشكلة عملية استدعى الأمر اتخاذ إجراءات معينة في العلاقات السياسية والعسكرية والتجارية

وبوصفها مشكلة فكرية لاهوتية

صورة العرب وصورة الإسلام في اوروبا إبان الحروب الصلبيبة 

بدأت حركة الاسترداد مع بداية القرن الثاني الهجري، وينظر إليها المؤرخون الإسبان أنها تبدأ من معركة “كوفا دونجا” (Covadonga) (كهف أونجا) ويسميها العرب (صخرة بلاي) في هذا المكان نبتت حركة المقاومة الإسبانية بزعامة “بلاي” (Pelayo)، بعد صمودها لحصار المسلمين وتوسعت في القرن الرابع الهجري، وانتهت بتأسيس أولى الإمارات المسيحية في شمال الأندلس، عرفت باسم (Castilla) وهو الاسم الذي عربه المسلمون إلى قشتالة ومعناه القلاع().

والبعض يرى بداية الاستشراق كانت مع ظهور طبقة المستعربين (Mozarabes) في المجتمع الاندلسي، وهم فئة من أهل الأندلس، ظلت محافظة على دينها المسيحي، ولكنها اندمجت في الحياة الإسلامية الجديدة، وتعلمت اللغة العربية إلى جانب لغتهم الدرجة المعروفة بالرومانسية (Romance)، وهي لهجة عامية مشتقة من اللاتينية، ومنها تكونت اللغة الاسبانية. وقد لقي أفراد هذ الطبقة تسامحاً كبيراً من الأمويين، لقد أثار إقبال المسيحين على الثقافة العربية، نقمة القساوسة ورجال الدين الذين كانت لهم أديرة وكنائس في شتى أنحاء الاندلس، فأخذوا يعيبون على الشباب المسيحي إقباله على قراءة العربية وتركه اللغة اللاتينية لغة الكتاب المقدس. وقد ظهرت الحركة 235ﻫ/ 850م وامتدت لعقد من الزمان وفيها صب القساوسة وما تبعهم نقمتهم على الإسلام ووصل الامر إلى الشتم في الاماكن العامة().

وقد نشط رجال الكنيسة ومن عاونهم في فترة الحروب الصليبية التي استمرت من سنة 491ﻫ/ 1098م إلى سنة 690ﻫ/1291م، وما قبلها، وما بعدها، ينشرون الافتراءات والأكاذيب حول الإسلام ونبيه r، وزعموا أن الإسلام قوة خبيثة شريرة، وأن محمدا r ليس إلا صنماً أو إله قبيلة أو شيطاناً، وغزت الأساطير الشعبية والخرافات خيال الكتاب اللاتين، ولم يكن الهدف عرض صورة موضوعية عن الإسلام فقد كان هذا أبعد ما يكون عن أذهان المؤلفين يومئذ.

ومن أمثلة ذلك، ما كتب من حكايات في وصف الإسلام مغرقة في الخيال اخترعها الكتاب في ذلك العصر مثل:

نشيد رولاند (La Chanson de Roland)

تيرفاجان (Tervagan)

محمد ابوللو

وكان أشهر من تولى إخراج هذه الحكايات هو جيبير النوجنتي (Guibert de Nogent) (ت1224م)

والحقيقة أن سقوط طليطلة عام 1085م، وما تلاه من الجهود التي نسقها ورعاها بطرس المبجّل ( أو المكرّم) (Petrus Venerabilis) (1092-1157م) بهدف الوصول إلى إدراك لحقيقة الإسلام ومواجهته والتي كان من أبرزها وأهمها ترجمة مشوهة على يد فريق كان من بين أعضائه القس الإنكليزي روبرت من كيتون (Robert of Ketton) عام 1143م (ويسمى أيضاً: روبرت من تشيستر، وروبرت من ريدنغ (كان حياً 1141-1150م)،

وقد اعتبر بطرس المبجّل الإسلام هرطقة مسيحية، والترجمة لمصادر الإسلام هي من اجل التعرف عليه،

وترجم مايكل سكوت (؟؟؟؟؟؟ ) في إسبانية، القرآن الكريم إلى اللاتينية بطلب من بطرس المكرّم نحو عام 1142م ضمن محموعة من الكتب الإسلامية بهدف عرض الإسلام وتفنيد أفكاره من وجهة النظر المسيحية في أوربة.

وقد أثار التعصب الذي حوته الكتابات النصرانية المبكرة من تعصب وحقد على المسلمين بعض الباحثين الغربيين في العصر الحاضر فكتبوا نقداً عنيفاً لها من أمثال:

المثال الاول: نورمان، دانيال (Norman, Daniel) في كتابه: “الإسلام والغرب”، فقد كتب دانيال أن أسباب حقد النصارى وسوء فهمهم للإسلام مـازال بعضه يؤثر في موقف الأوروبيين من الإسلام بالرغم من التحسن العظيم الحديث في الفهم والذي أشاد به بعض المسلمـين.

والمثال الثاني: ساذرن، ريتشارد (Southern, R.) في كتابه: ” نظرة الغرب إلى الإسلام في القرون الوسطى” يقول كان الإسلام يمثل مشكلة بعيدة المدى بالنسبة للعالم المسيحي في اوروبا على المستويات كافة.

الثقافة العربية في قصر الإمبرطور 

وسرعان ما تنبه منتجو هذه المعرفة إلى ما تنطوي عليه المؤلفات العربية والإسلامية من ثروة معرفية كانوا في أمسّ الحاجة إليها.

فعمدوا إلى ترجمة الكثير من هذه المؤلفات ولا سيما المتصلة منها بالفلسفة والعلوم والطب، ورأوا فيها الطريق الأمثل لمعاودة صلتهم بالآثار اليونانية التي كان قد فقد أكثرها.

وبدا من عام 1130 كان العلماء المسيحيون يعملون جاهدين على ترجمة الكتب العربية في الفلسفة والعلوم وكان لرئيس أساقفة طليطلة وغيره الفضل في إخراج ترجمات مبكرة لبعض العلمية العربية

وهكذا ظهر الكثير من هذه الترجمات وعلى رأسها ترجمة كتاب “الشفاء” لابن سينا في نهاية القرن الثاني عشر، وكتاب الجبر للخوارزمي في عام 1145م.

وكان فريدريك الثاني (1194-1250) حاكم صقلية الذي أصبح امبرطورا لأمانيا سنة 1215م إمبراطور الرومانية المقدسة (1220-1250). من بين الشخصيات الاوروبية التي اتخذت موقفا أقرب إلى الاعتدال الذي خرج على الموقف المزدوج تجاه الإسلام والعرب والمسلمين في ذلك الزمن المبكر. وقد كان فريديرك هذا يعرف العربية، وقد أعجب فريدريك الثاني بالثقافة العربية الإسلامية وشجع دراستها والترجمة منها.  وكان يتشبه بالعرب في لباسهم وعاداتهم ويتحمس للعلوم العربية، وقد كانت هذه العلوم في قصره في بالرمو (Palermo) وأصبحت صقلية في عهده مركزًا هامًا لانتقال العلوم العربية إلى أوروبا.

وبذلك اصبحت في متناول اللاتين، وقد أهدى هذا الامبرطور وابنه مانفرد إلى جامعات بولونيا وباريس ترجمات لكتب فلسفية مترجمة عن العربية، وأسس الامبرطور جامعة نابولي عام 1224م وجعل منها أكاديمية لإدخال العلوم العربي إلى العالم الغربي. وجعل من جامعة ساليرنو أفضل مدرسة طب في أوروبا، وكان طوال حياته في خلاف مع البابوات. وكان من نصيب هذا الأمبرطور ان طرده البابا جربجوري التاسع (Gregorry IX) من الكنيسة عام 1239م وكانت إحدى التهم التي وجهت إليه انه كان يبدي بعض الود تجاه الإسلام.

ما كان لأوروبا أن تنهض نهضتها دون أن تأخذ بأسباب ذلك وهو دراسة منجزات الحضارة الإسلامية في جميع المجالات العلمية. فقد رأى زعماء أوروبا ” أنه إذا كانت أوروبا تريد النهوض الحضاري والعلمي فعليها بالتوجه إلى بواطن العلم تدرس لغاته وآدابه وحضارته”

وبـالرجوع إلى قوائم الكتب التي ترجمت إلى اللغات الأوروبية لعرفنا حقيقة أهمية هذا، فالغربيين لم يتركوا مجالاً كتب فيه العلماء المسلمون حتى درسـوا هذه الكتابات وترجموا عنها، وأخذوا منها. وقد أشار رودي، بارت (Rudi Paret) في كتابه: “الدراسات العربية الإسلامية في اوروبا”

تعليق على الموقف الأوروبي في ازدواجية النظرة إلى الإسلام

ويذكر أن هذا الموقف الذي اجتمع فيه الضدين تجاه العرب والمسلمين ظل سائداً على نحو ما في الأوساط الاستشراقية حتى اليوم، وظل يعبر عن نفسه بازدواجية في الأغراض والوسائل والممارسات.

فحيث وجد الإسلام عقيدة ومبادئ وقيماً كان الموقف السلبي المشحون بالتعصب والخرافات والأساطير الشعبية والرواسم الجاهزة،

وحيث وجد الإسلام مهداً للعلم والطب والفلسفة كان الموقف الإيجابي، والنظر العلمي الموضوعي، والسعي للإفادة والتعلم.

وكانت فصول المواجهة المتتالية تعزز باستمرار الموقف الأول الذي كاد يطبع كل معرفة بطابعه حتى نهاية القرن السابع عشر.

وكان مما دعم الدراسات العربية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر في اوروبا عوامل عدة أهمها:

انه تبين أن التعامل مع المسلمين لأي غرض من الأغراض يقتضي تعلم اللغات الشرقية, ويتضح هذا بوجه خاص في موقف كل من روجر بيكون (Roger Bacon) وريموند لل، (Raymond Lull) وفي موافقة مجلس كنائس فيينا عام 1312م على إنشاء سلسلة من الكراسي للغات العربية واليونانية والعبرية والسريانية في جامعات باريس، وبولونية، وأفينيون، وسلمنقة، وغيرها للمساعدة على القيام بهذه المهمة.

وفي القرن السادس عشر تبدلت الرؤية العالمية لهذا العصر، واتجهت إلى البحث المتطلع إلى آفاق جديدة في المعرفة الإنسانية، وتبين أن النظرة المركزية الأوروبية إلى العالم والكون لم تعد ممكنة بعد الاكتشافات العظيمة للعالم والكون، ولم تعد ممكنة بعد الاكتشافات العظيمة للعالم الجديد، إلى جانب عوامل مختلفة عزّزت السعي نحو فهم أفضل للإسلام والمسلمين في عصر النهضة ربما كان من أهمها النـزعة الإنسانية (Humanism)، وهكذا شهد القرن السادس عشر تشجيعاً ملحوظاً من البابوية الرومانية على تعلم اللغات الشرقية لأسباب تبشيرية. 

كما تأتي مسألة إعادة التوحد مع الكنائس المسيحية الشرقية التي كانت تستخدم العربية أو السريانية أو القبطية لغة للشعائر الدينية.

كما شهد إنشاء أول كرسي للغة العربية في “الكوليج دوفرانس”(College Scaliger) (1609م)، ()

وإقامة أول مطبعة عربية عام 1586 في رومة على يد فرديناند دومديتشي (؟؟؟؟؟؟) كبير دوقات توسكانية يسرت طباعة الكثير من المؤلفات العربية المهمة التي ربما كان من أبرزها آثار ابن سينا في الطب والفلسفة والقواعد العربية.

وكان للصلات السياسية والدبولوماسية والتجارية المتنامية بشرق المتوسط، فضل كبير في النهوض بالدراسات العربية التي شهدت ازدياداً ملحوظاً في القرن السابع عشر ربما كان من أهم أدلته القيام بجمع المخطوطات العربية والإسلامية في مختلف حواضر القارة الأوربية على يد الأمراء والحكام ومشجعي العلم والثقافة والفن، وكانت حصيلتها العملية أن سُلبت من المسلمين جملة كبيرة من أهم مصادر دراسة ماضيهم وتراثهم الحضاري.

() العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، ص406.

() العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، ص354 وما بعدها.

() فوك    و بوزورث

وكان من حصيلتها كذلك إنشاء الكثير من الكراسي الجامعية لدراسة العربية وسواها من اللغات في الجامعات الأوربية المهمة. ففي عام 1632 أنشيء أول كرسي لدراسة العربية في كمبردج على يد توماس آدمز (Thomas Adams)، وانشىء نظيره في اكسفورد على يد لود (Laud) عام 1643.  ن

 

1)ماهو سبب تعدد الآراء في تفسير الظاهرة الاستشراقية

2)-محمد السباعي الاستشراق والمستشرقين 1405

المراجع[+]

شارك المقالة:
السابق
متى كانت بداية الأستشراق
التالي
ماهو دور اليهود في ظاهرة الأستشراق