نصائح طبية

رحلة إلى عالم المتلازمات

رحلة إلى عالم المتلازمات

رحلة إلى عالم المتلازمات

 

كتابة :سارة سعيد

 

كل يوم يواجه الناس تحديات لا حصر لها، ترسم بتفاصيها قصصًا فريدة لكل شخص،

تتنوع فيها مشاهد متعاقبة بين المفرح والمحزن، بين العادي والاستثنائي. وهنا،

في هذه الرحلة إلى عالم المتلازمات، سنستكشف أسرارًا تخفيها تلك الظواهر المعقدة.

المتلازمات.. تلك اللحظات التي تشكل نقاط التقاء بين التحدي والإبداع، تروي قصصًا فريدة لأفراد مجتمعنا.

هي ليست مجرد مصطلحات طبية أو نفسية، بل هي وجوه حية تستحق الفهم والاحترام.

ففهم المتلازمات يتطلب تأملًا وتفهمًا عميقًا للإنسان والقراءة عن المتلازمات ليست مجرد استكشاف للمفاهيم العلمية،

بل هي رحلة إنسانية تدفعنا إلى الاستفادة من أفكار وتجارب الآخرين لنمتلك منظورًا أوسع وتفاعلًا أعمق مع العالم

من حولنا لنتيقن أن هناك جمالًا مميزًا في فهم تلك اللحظات المتلازمة في حياتنا.

فكل متلازمة تعكس جوانب متعددة، وراءها قصة تستحق السماع والفهم.
فالمتلازمات جزءًا لا يتجزأ من تجربة الإنسان، حيث تعكس تلك الظواهر العديدة

التي قد تظهر في الصحة أو السلوك البشري. ويمكن أن تظهر المتلازمات في مختلف جوانب الحياة

سواء كانت طبيعية أو اضطرارية. في هذا المقال، سنستكشف أساسيات المتلازمات وتأثيرها على الفرد والمجتمع.

 

ما هي المتلازمات؟

المتلازمة تعني حدوث تغيرات في الصفات الجسدية أو العقلية للجنين،

وقد تؤدي إلى حدوث إضطرابات نفسية في المستقبل وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى تأخر في مراحل النمو والإدراك الوظيفي للطفل.

 كلمة متلازمة ”Syndrome“ مشتقة في الأصل من الكلمة اليونانية “sundromos”، التي تعني التزامن

أي إن ظهور المشكلة الصحية أو النفسية يكون متزامنًا مع ظهور الأعراض.

وهي عبارة عن مجموعة من الصفات والملامح والأعراض الطبية التي تجتمع معًا

وترتبط ببعضها وتُكوِّن شكلًا خاصًّا بها.

قد تكون بسيطة ومؤقتة، أو قد تكون جزءًا من حالة طبية أو نفسية أكبر

وهي بعكس المرض الذي يتمثل في صورة اضطراب يحدث في وظائف الجسم

أو في أحد الأعضاء أو أحد أجهزة الجسم، مما يؤدي ذلك لظهور أعراض مرضية معروفة

وغالبا ما تكون أسباب الأمراض المختلفة معروفة وآليات علاجها كذلك بعكس المتلازمة

التي تتمثل في  مجموعة من الأعراض التي تسير جنبا إلى جنب مع المرض، وليس لها سبب واضح، وأحيانا تتطور إلى مرض.

 ولكي نطلق عليها هذا الاسم يجب أن يكون عدد مرات تكرارها في العالم يتجاوز الألف شخص.

وعادة ما تُشتَقُّ أسماء المتلازمات وتُنسَب إلى الطبيب أو العالم الذي اكتشفها.

 

أنواع المتلازمات:

  • المتلازمات النفسية وتتضمن مجموعة واسعة من الحالات مثل الاكتئاب،
  • القلق، واضطرابات الطعام. وتعكس هذه المتلازمات التحديات النفسية التي يمكن أن يواجهها الفرد في مراحل مختلفة من حياته.
  • المتلازمات صحية التي تشمل الحالات الصحية التي تظهر معًا وتشكل تحديات للشخص المتأثر. مثل متلازمة داون التي تحدث نتيجة وجود كروموسوم إضافي.
  • المتلازمات الاجتماعية التي تشير إلى تجارب الفرد في المجتمع، مثل متلازمة العزلة الاجتماعية أو متلازمة الضغط الاجتماعي.

وتنقسم المتلازمات إلى فئات متعددة، تشمل المتلازمات الجينية والوراثية، والمتلازمات التشريحية، والمتلازمات والاضطرابات النمائية.

 

في المتلازمات الجينية والوراثية يحدث الشذوذ في الجينات خلال تكوّن “الزيجوت”،

الذي يمثل الخلية التي تتشكل من دمج خليتين جنينيتين أصليتين أثناء الإخصاب.

فيتألف جسم الإنسان من 23 زوجًا من الكروموسومات، وعند اندماج الخليتين، نحصل على 46 كروموسومًا. يتسبب الشذوذ الجيني في حدوث إعاقة في ثلاث صور: زيادة أو نقص في عدد الكروموسومات، أو شكل أو وظيفة كروموسومية غير طبيعية.

أما المتلازمات التشريحية فتحدث خلال فترة الحمل بعد الأشهر الثلاثة الأولى

وينتج ذلك عن الإصابة بالحصبة الألمانية أو حمى فيروسية أو التعرض للتدخين السلبي

بالإضافة إلى تأثيرات تعاطي بعض العقاقير والمضادات الحيوية. والتعرض لأحد هذه الأسباب

قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في مراحل تكوين مخ الجنين خلال أشهر الحمل، كما يمكن لعوامل الولادة أن تؤدي إلى إعاقة تشريحية.

وبالنسبة للمتلازمات والاضطرابات النمائية فتحدث بعد فترة من النمو والتطور الطبيعي للطفل.

يمكن أن تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن أسباب وراثية، مثل غياب جينات معينة أو حساسية

بيولوجية مثل حساسية الكازين والجلوتين.

وقد يسببها أحيانًا تسمم المعادن الثقيلة الناتج من استنشاق الطفل المولود في بيئة صناعية لكميات من الرصاص والزئبق

أو بسبب الأكل في المواد البلاستيكية الرديئة الصنع التي يتفاعل فيها الطعام الساخن

مع البلاستيك فتنتج مادة الرصاص، ما يؤدي إلى حدوث التهابات في المخ أو نشأة الطفل

في بيئة منغلقة ليس فيها تفاعلات اجتماعية أو أطفال من المرحلة العمرية نفسها، أو جلوسه أمام التلفاز والهواتف الذكية.

أو نفسية مثل الصراعات والمشكلات النفسية التي يقرر فيها الطفل الهروب من مواجهتها

مثل اضطراب الطفولة المبكر ، مع التأكيد على أهمية الاستعداد الداخلي للطفل كعامل رئيسي في حدوث هذه الاضطرابات.

وقد أوضحت بعض الدراسات العلمية أن هناك ما يقرب من 1500 متلازمة تقريباً،

وبالرغم من التقدم الطبي إلا أنه لا يوجد علاجات أساسية وفعالة بشكل وثيق في علاج المتلازمات

ولكن حال إصابة الجنين بأحد المتلازمات الوراثية فيكون الحل هو إعادة تأهيل وتهيئة الطفل للإندماج في المجتمع ومن أشهر المتلازمات:

 

متلازمة داون Down Syndrome

تظهر متلازمة داون نتيجة لخلل في انقسام الخلايا، مما ينتج عنه سمات جسدية ونفسية متنوعة

تظهر على الجنين قبل ولادته. تشمل هذه السمات اختلاف ملامح الوجه وتأخرًا عقليًا بدرجات متفاوتة.

وتحدث متلازمة داون نتيجة لانقسام غير طبيعي للكروموسوم 21، مما يؤدي إلى وجود نسخة إضافية كلية أو جزئية

مما يجعل إجمالي عدد الكروموسومات في الخلايا 47 بدلاً من 46.

هناك عوامل تزيد من احتمالية الحمل بطفل مصاب بمتلازمة داون

مثل تأخر سن الإنجاب وتكرار الإصابة بالمتلازمة في الأسرة. وتتضمن المضاعفات الطبية لهؤلاء الأطفال مشاكل في القلب

وضعف في الجهاز المناعي، وزيادة في الوزن، ومشاكل في الجهاز التنفسي والأمعاء، بالإضافة إلى مشاكل في البصر والسمع والأسنان.

تتضمن أعراض متلازمة داون قصرًا في الرقبة واليدين والساقين،

وانخفاض مستوى الذكاء عن المعدل الطبيعي، واسترخاء في بعض العضلات، واختلافًا في ملامح الوجه

وقصر الطول، وتأخر في اللغة، وضعف في الاستيعاب. ورغم ذلك،

قد يكون للأطفال المصابين بهذه المتلازمة جسد طبيعي، ولكن يكون معدل نموهم أبطأ من المعدل العام.

 متلازمة ريت  Rett Syndrome

تحدث للبنات فقط، وتتعدد أسبابها العضوية ما بين تلف المخ أو النخاع الشوكي أو المخيخ أو الجهاز العصبي عمومًا

ويولد الأطفال المصابون بها بعد حمل طبيعي وولادة طبيعية أيضًا.

طفلة الريت تنمو وتتطور بصورة طبيعية في أول ستة أشهر من عمرها، بعدها، تبدأ العلامات والأعراض في الظهور.

وتبدأ ما بين سن 12 و18 شهرًا، وتستمر لمدة أسابيع أو أشهر.

ومن الممكن أن تتفاوت الأعراض وحدَّتها كثيرًا من طفلة إلى أخرى، لكن -في الغالب- تفقد المهارات اللغوية والاجتماعية

والحركية ومهارات التكيف جزئيًّا أو كليًّا، والإعاقة المعرفية والنوبات المرضية

والانحناء غير الطبيعي للعمود الفقري، وقد يكون هذا الاضطراب مصحوبًا بالاكتئاب أو الضحك الهستيري ولعق اليد والإمساك بالشعر أو الملابس

 

متلازمة إدوارد Edaward’s Syndrome

تتكون خلايا الإنسان من 46 كروموسومًا، حيث يأتي نصفها من الأب والنصف الآخر من الأم.

يتجمع هذه الكروموسومات في أزواج مرقمة من 1 إلى 22، والزوج رقم 23 يحدد جنس المولود.

تنشأ متلازمة إدوارد نتيجة لوجود نسخة إضافية من الكروموسوم رقم 18، مما يؤدي إلى وجود 47 كروموسومًا بدلاً من 46 لدى الطفل.

تتضمن أعراض متلازمة إدوارد قصر القامة، ومشاكل في القلب والكلى والرئتين،

وإنحناء في الظهر، وضعف في السمع، وتأخر عقلي، وبطء في النمو، وارتخاء تام في عضلات الجسم، والشلل الكلوي

وتوقف التنفس بشكل متكرر، وحدوث الصرع والتشنجات في بعض الحالات.

وجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بمتلازمة إدوارد قد تواجه وفاة نتيجة لتوقف التنفس المتكرر.

 

متلازمة الدماغ العضوية Organic Brain Syndromes

تُعرف متلازمة الدماغ الحاد أو متلازمات الدماغ العضوية بأنها اضطرابات جسدية تسبب اختلالًا في الوظيفة العقلية،

وتختلف عن الاضطرابات النفسية. تنشأ هذه الاضطرابات نتيجة للتسمم،

وجرعة زائدة من المخدرات، والعدوى، والألم، وعادةً ما تظهر هذه الحالة فجأة وتتطور خلال ساعات أو أيام.

يمكن أن تصبح مزمنة على المدى الطويل بسبب إدمان المخدرات.

من بين الأسباب الشائعة لتلك المتلازمة هي أنواع مختلفة من الخوف ناتجة عن تلف دائم في الدماغ

بسبب السكتات الدماغية ومرض الزهايمر وغيرها من الأمراض.

تظهر الأعراض المميزة للمتلازمة وتتشابه مع أمراض نفسية، مما يجعل من الصعب تشخيصها.

وتشمل الأعراض الارتباك وضعف الذاكرة والحكم والوظيفة الفكرية والتغيرات في الحركات،

وعدم القدرة على التفكير والنعاس، وتغير في مواعيد النوم وصعوبة التركيز.

كما تظهر تغيرات في مستوى الوعي والتحدث بطريقة غير منطقية،

وتغيرات في حالة الانتباه. ويصاحب ذلك صعوبة في التوقف عن أنماط الكلام أو السلوكيات، ومشاعر من الغضب والتهيج والقلق واللامبالاة والنشوة.

 

متلازمة اليد الغريبة Alien Hand Syndrome

هي حالة عصبية نادرة لا يستطيع المصاب بها التحكم بحركة يده حيث تتحرك يد المصاب وحدها بحركات لا إرادية.

وسُجلت أول حالة إصابة بهذه المتلازمة عام 1909 م. وتحدث الإصابة بمتلازمة اليد الغريبة نتيجة عدة عوامل

كالسكتة الدماغية أو الإصابة بورم دماغي. وتصيب متلازمة اليد الغريبة في الغالب اليد اليسرى،

أو اليد الأقل استخدامًا. يقال أنها تحدث بسبب الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية،

أو إجراء عملية جراحية في الدماغ. ولا يوجد علاج نهائي لمتلازمة اليد الغريبة

وتهدف جميعها لتخفيف الأعراض مثل حقن البوتوكس للمساهمة في التحكم بالعضلات.

و يوجد هناك أنواع كثيرة أخرى من المتلازمات.

  • متلازمة موبيوس
  • متلازمة توريت
  • متلازمة الفص الأيسر
  • متلازمة تيرنر
  • متلازمة براون
  • متلازمة توريت
  • متلازمة مارفان
  • متلازمة وليام
  • متلازمة اسبرجر
  • متلازمة الألم المركزية
  • متلازمة انجلمان
  • متلازمة براد ويلي
  • متلازمة نقص المناعة المكتسبة
  • متلازمة كلاينفلتر
  • متلازمة وهم كوتار
  • متلازمة تشارلز بوينت
  • متلازمة الصدمة التسممية
  • متلازمة التليف الكيسي.

 

كيفية التعامل مع المتلازمات:

تحتاج معظم المتلازمات إلى فهم شامل ودعم مجتمعي لضمان تحسين جودة حياة الأفراد المتأثرين بها  

ومحاولة الفهم عي أول خطوة في التعامل معها. فمن خلال التوعية والدعم، يمكننا بناء مجتمع

يقدم الدعم والفهم لكل فرد، مهما كانت خصوصياته وتحدياته. كما أن الدعم الاجتماعي يلعب دوراً هاماً

في تحسين جودة حياة الأفراد المتأثرين بالمتلازمات، فهو يقوي الروابط الاجتماعية

ويساعد في التغلب على التحديات. ومما لا شك فيه أن العلاج النفسي والطبي

يكون فعالًا في تحسين الحالة النفسية والجسدية للأفراد المتأثرين خاصة مع التقدم العلمي والتطور الطبي.

 

المصادر:
1)متلازمة داون

2)ما هي المتلازمة؟

شارك المقالة:
السابق
شركة تسوق بسرعة التجاية
التالي
يوم التأسيس السعودي تراث مُلهم لوطن مزدهر