تاريخ السعوديه

يوم التأسيس السعودي تراث مُلهم لوطن مزدهر

يوم التأسيس السعودي تراث مُلهم لوطن مزدهر

يوم التأسيس السعودي تراث مُلهم لوطن مزدهر

 

كتابة : سارة سعيد

تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني كل عام منذ عشرات السنوات

حين قرر الملك عبدالعزيز آل سعود في 21 جماد الأول لعام 1351 هجري الموافق حينها 23 سبتمبر 1932م

تغيير اسم الدولة من (مملكة الحجاز ونجد) إلى (المملكة العربية السعودية)

وكان اليوم الوطني هو أهم المناسبات للتعبير عن فخر الشعب السعودي ببلادهم وانجازاتها

ويتم منحهم إجازة لعدة أيام إلى أن شاركه احتفال آخر أصبح بذات الأهمية منذ عام 2022

حين أصدَر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرًا ملكيًا باعتماد يوم 22 فبراير من كل عام إجازة رسمية،

للاحتفاء بتأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس. فما هو يوم التأسيس ولماذا نحتفل به وما خلفيته وأثره على المملكة السعودية؟

 

ما هو يوم التأسيس السعودي؟

هو ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود منذ ثلاثة قرون.

وقد تولى الحكم في العاصمة الدرعية على ضفاف وادي حنيفة ليمثل ذلك نقطة تحوّل في تاريخ شبه الجزيرة العربية خاصة،

والتاريخ العربي والإسلامي عامة حيث عم الاستقرار والازدهار أرجاء المنطقة. لذا،

فيوم التأسيس ليس مجرد يوم للاحتفال، ولكنه رمز لتاريخ من العمل المتواصل والكفاح في التوحيد

والتنمية وتكوين ثلاثة دول متعاقبة وصولا إلى المملكة العربية السعودية حيث تحققت وحدة الشعب المنشودة.

ولم يكن ليذكر يوم التأسيس دون التركيز على الإمام محمد بن سعود إمام ومؤسس الدولة السعودية الأولى،

والحاكم الثاني من أسرة آل سعود من بعد والده سعود الأول،

وأمير إمارة الدرعية الخامس عشر بعد الأمير زيد بن مرخان بن وطبان. تولى الإمارة بعد وفاة أبيه الأمير سعود الأول.

 

الإمام محمد بن سعود

كان قائدًا بارعًا ذو رؤية استثنائية ومن أبرز إنجازاته توحيد الدرعية وتقوية مجتمعها

تحت حكمه وبناء سور لها للتصدي للهجمات الخارجية إلى جانب توحيد معظم منطقة نجد.  

نظم موارد الدولة وبنى حي الطرفية بجانب غصيبة. كما قام بدعوة البلدات للانضمام إلى الدولة السعودية

وبدء حملات التوحيد ومناصرة الدعوة الإصلاحية وحمايتها والتصدي لعدد من الحملات ضد الدولة.

وبذل الجهد لتأمين طرق الحج والتجارة. كما نجح في بناء تحالفات قوية،

خاصةً مع الدعوة الإسلامية الناشئة بزعامة محمد بن عبد الوهاب.

وهذا التحالف ساهم في تعزيز القوة العسكرية والشراكة الاستراتيجية،

مما أسهم في إنشاء أسس قوية وثابتة لدولة السعودية الأولى.

رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، إلا أن محمد بن سعود استطاع أن يرسم ملامح دولة قوية،

تميزت بالعدل والاستقرار. وترك محمد بن سعود إرثًا عظيمًا للمملكة العربية السعودية

حيث تجسدت روح التوحيد والتسامح التي تميز المملكة حتى يومنا هذا.

 

تحديات في رحلة التأسيس السعودي

في بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية منذ القرن الثامن عشر،

واجهت المملكة العديد من التحديات التي أثرت بشكل كبير على استقرارها وتماسكها.

تصدت المملكة لمقاومة شديدة من قبل القبائل المحلية المنتشرة في المنطقة، حيث كانت تسعى تلك القبائل إلى الحفاظ على استقلالها وتفوقها القبلي.

وقد تطلب توحيد هذه القبائل تكتيكًا دبلوماسيًا وعسكريًا حكيمًا من المؤسس، الملك عبد العزيز آل سعود.

شهدت المملكة معارك طاحنة ومفاوضات مع القوى العثمانية التي كانت تسعى للسيطرة على المنطقة.

كما كانت هناك تحديات متعددة من قبل الدول المجاورة والتي استمرت لعقود، وتطلبت تفاوضاً دبلوماسياً مستمرًا لتحقيق السلام والاعتراف بحقوق المملكة.

تحدى الملك عبد العزيز هذه الظروف الصعبة بشجاعة وحكمة لتوحيد الصفوف

وتحقيق التفاهم بين القبائل المختلفة. بالإضافة إلى ذلك،

نجح في تطوير البنية التحتية للدولة وإرساء نظام إداري فعّال،

مما سهم في تعزيز استقرار المملكة. وفي عام 1932، تم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية رسميًا،

وهو إنجاز تاريخي حققه الملك عبد العزيز من خلال التغلب على التحديات وتحقيق الوحدة والاستقرار في المنطقة.

 

كيف تحتفل المملكة السعودية بيوم التأسيس؟

في هذه الفترة تحرص الجهات المختصة على إطلاق الألعاب النارية وتنظيم العروض الترفيهية الشعبية والعسكرية

والحفلات الغنائية وإقامة المعارض التجارية والثقافية. ويحرص المواطنين من الكبار والصغار على ارتداء الملابس التراثية الشعبية

خضراء اللون وتقدم المتاجر عروض وخصومات على المنتجات والخدمات في هذا اليوم وكما ذكرنا يوافق اليوم إجازة رسمية لجميع العاملين بالمملكة.

 

وختاماً، يأتي الاحتفال بيوم التأسيس السعودي كفرصة للفخر والاعتزاز بمسيرة الوحدة

والتقدم التي قطعتها المملكة على مدى العقود حيث يتبلور إرث التضحيات والجهود الكبيرة التي بذلها الأجداد لتحقيق وحدة الأراضي وتطوير المجتمع.

هذا اليوم يشهد الصعود المشرف للمملكة العربية السعودية التي كانت ولازالت تحقق إنجازاتها على مختلف الأصعدة،

سواء في الاقتصاد، التعليم، الصحة، أو في الدور الإنساني على الساحة الدولية.

ههذا اليوم يُعد دعوة للتأمل في التقدم الذي تحقق وفي ذات الوقت تجديد الالتزام بمبادئ وقيم الوحدة والأمانة والتضافر

من أجل مستقبل أفضل لأنه سيظل دوماً التلاحم الوطني والتفاهم المشترك

بين المواطنين عنوانًا لتحقيق التقدم والازدهار.

فلمكن شهودًا على استمرارية بناء مستقبل مشرق يتسم بالتقدم والازدهار، مما يعكس التزام المملكة بمضي قدماً في رحلة الريادة والتطوير.

 

1)يوم التأسيس وحكاية الدول السعودية الثلاث

 

2)يوم التأسيس.. يوم بدينا

شارك المقالة:
السابق
رحلة إلى عالم المتلازمات
التالي
دور الأسلوب اللغوي في الإعلام